توتر متصاعد ومواجهة محتملة.. هل تتحول سوريا إلى ساحة صراع بين تركيا وإسرائيل؟

في أعقاب الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، والتي أدت إلى تغيّرات جوهرية في توازن القوى بالشرق الأوسط، تتجه الأنظار هذه المرة بين تركيا وإسرائيل الذى بدأ الصراع بينهما يتشكّل في الأفق.

ورغم أن المواجهة بين تل أبيب وطهران احتلت العناوين الرئيسية، إلا أن مراقبين يحذرون من أن التداعيات الأخطر قد تظهر في تصاعد التوتر التركي الإسرائيلي، وسط تغيرات متسارعة في خريطة النفوذ الإقليمي.

تركيا تهاجم إسرائيل

خلال قمة لمنظمة التعاون الإسلامي، أطلق وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، تصريحاً لافتاً عبّر فيه عن تبدل في المزاج السياسي بأنقرة، قائلاً: “لا توجد مشكلة فلسطينية أو لبنانية أو سورية أو يمنية أو إيرانية، لكن من الواضح أن هناك مشكلة إسرائيلية”.
هذا الموقف يعكس تحوّلاً واضحاً في النظرة التركية لإسرائيل، التي تحولت من حليف إقليمي إلى منافس، ثم إلى خصم صريح، خاصةً في ظل تصاعد السياسات الإسرائيلية في المنطقة.

قلق تركي من الصعود الإسرائيلي الإقليمي

تشعر أنقرة بقلق متزايد تجاه تنامي نفوذ إسرائيل في الشرق الأوسط، حيث بدأت تل أبيب في الظهور كقوة إقليمية مهيمنة، تتسم بالجرأة والتوسع الجيوسياسي.
هذا الدور يتقاطع مع طموحات تركيا التي تسعى لتوسيع نطاق تأثيرها السياسي والعسكري في الإقليم، وهو ما خلق حالة من الندية والمنافسة المباشرة بين الجانبين.

وتعكس التصريحات المتكررة للمسؤولين الأتراك، ومنها اتهامات أطلقها السياسي دولت بهجلي – حليف الرئيس رجب طيب أردوغان – حول محاولات إسرائيل “محاصرة الأناضول”، شعوراً متزايداً داخل المؤسسات التركية بأن تل أبيب تشكّل تهديداً مباشراً للأمن القومي التركي.

إسرائيل ترد باعتبار تركيا تهديداً يفوق إيران

في المقابل، تنظر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بقلق إلى التحركات التركية في المنطقة، وتزداد القناعة في بعض الدوائر السياسية والعسكرية داخل إسرائيل بأن تركيا تمثل تهديداً بعيد المدى يتجاوز التهديد الإيراني، خاصة في ظل تحالفاتها المتشعبة في سوريا وعمقها الاستراتيجي داخل العالم الإسلامي.

وقد أثار الدعم التركي العلني لحركة حماس غضب حكومة بنيامين نتنياهو، ما دفع إسرائيل لتوثيق علاقاتها مع الأكراد السوريين، في خطوة استفزازية لأنقرة التي تعتبر وحدات الحماية الكردية “عدواً استراتيجياً”.

سوريا والمواجهة المحتملة بين تركيا وإسرائيل

تشير التطورات إلى أن سوريا قد تتحول إلى مسرح المواجهة الفعلي بين إسرائيل وتركيا، خاصة في ظل الفراغ الذي خلفه سقوط النظام السابق في دمشق.
بينما تدعم تركيا السلطة السورية الجديدة وتطالب بحكومة مركزية متحالفة معها، تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات جوية داخل الأراضي السورية، وتدفع باتجاه دعم الحكم الذاتي للأكراد والدروز.

وقد وصلت حدة التوتر إلى ذروتها في أبريل الماضي، عندما قصفت إسرائيل موقعاً عسكرياً يُعتقد أنه كان تابعاً للقوات التركية داخل سوريا. وعلى إثر ذلك، فُتح خط عسكري ساخن بين تل أبيب وأنقرة، إلا أن التنسيق السياسي والدبلوماسي لا يزال معلقاً.

أنقرة تتأهب بعد دروس المواجهة الإيرانية

بحسب تقارير فقد أظهرت الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة مدى تفوق إسرائيل الاستخباراتي والجوي، بعد أن نجحت تل أبيب في اغتيال عدد من القيادات العسكرية الإيرانية.
ويبدو أن تركيا قد استوعبت هذه الرسائل، إذ تعمل حالياً على معالجة ثغراتها الدفاعية وتطوير قدراتها في مجالات الطيران الحربي والتجسس الإلكتروني، تحسّباً لأي مواجهة مقبلة مع إسرائيل.

اقرأ أيضا

صفقة القرن بين سوريا وإسرائيل.. هل يكون تقسيم الجولان قربان التطبيع؟

زر الذهاب إلى الأعلى