توطين صناعة الحرير.. 10 خطوط حلج والتوسع في «الشرانق» أول الطريق

توطين صناعة الحرير أحد الأولويات الدائمة لدى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي؛ حيث تنفذ الوزارة عددًا من المشروعات ببعض المحافظات لتوطين تلك الصناعة.

ويزداد الطلب العالمي على الحرير الطبيعة وكافة منتجاته بسبب الفوائد والمزايا الكبيرة التي يمكن الاستفادة منها، وهو الأمر الذي دفع الحكومة إلى العمل على توطين صناعته في بعض المحافظات.

صناعة الحرير في مصر

وأشار تقرير صادر عن قسم بحوث الحرير بمركز البحوث الزراعية، إلى صناعة الحرير المصرية التي بدأت في عهد محمد علي باشا، بعد زراعته لـ3 ملايين شجرة على شطآن الترع والمجاري المائية؛ ما أسهم في إحداث نهضة حقيقية لهذه الصناعة الوطنية، بالإضافة إلى وجود عدد من المصانع المصرية ومنها حرير حلوان وبوليفار في الإسكندرية.

اقرأ أيضًا: جهاز تنمية المشروعات يدفع عجلة توطين صناعة الحرير في الوادي الجديد

وأكد التقرير  امتلاك مصر لكافة المقومات التي تدعم جهودها لاحتلال مكانة مرموقة في مجال صناعة الحرير، خاصة مع إمكانية زراعة أشجار التوت في جميع أنواع الأراضي، داعيًا لتوسيع قاعدة انتشارها، وضرب مثالا بمشروع إطلاق 10 خطوط حلج ميكانيكي في المحافظات، مؤكدًا أنها بداية مبشرة لنجاح صناعة الحرير في مصر.

عوامل نجاح توطين الصناعة

وأضاف التقرير أن نجاح هذه التجربة مرهون بإحداث ثورة مماثلة على صعيد إنتاجية “الشرانق” وزراعة أشجار التوت، لمد خطوط الإنتاج والحلج الميكانيكية بالمادة الخام التي تكفيها للتصنيع ومضاعفة الإنتاجية.

اقرأ أيضًا: التنمية الزراعية: مصر تستهلك 500 طن من الحرير سنويًا

وأضاف التقرير أن هناك ارتفاعات متواصلة في أسعار تداول الحرير الطبيعي نتيجة زيادة الطلب عليه كـ”منسوج” صديق للبيئة، ما يُعزز حلوله كبديل آمن، لعدد من المنسوجات الأخرى الملوثة للبيئة، والتي سيجري إيقاف التعامل بها في السوق الأوروبية والأمريكية خلال السنوات القليلة القادمة.

تربية دودة الحرير التوتية

ونظم معهد بحوث وقاية النباتات البرنامج التدريبي “تربية دودة الحرير التوتية كأحد المشاريع التنموية” بفرع المعهد بمحافظة الشرقية وذلك في إطار تكليف علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بتنفيذ مبادرة إحياء وتوطين صناعة الحرير الطبيعي كأحد آليات التنمية الزراعية المستدامة وتعليمات الدكتور عادل عبد العظيم بتكثيف كافة أشكال الدعم الفني للوصول بإنتاج وتصنيع الحرير الطبيعي المحلي للمقاييس العالمية.

اقرأ أيضًا: إنشاء واحة لإنتاج الحرير الطبيعي على 180 فدان بصعيد مصر

وأوضح الدكتور أحمد عبد المجيد مدير معهد بحوث وقاية النباتات أن هذه البرامج التدريبية تهدف إلى نشر الوعي بأهمية مشروع إنتاج الحرير كأحد المشروعات الإنتاجية، حيث نقدم كافة أشكال الدعم الفني لتعظيم الاستفادة من نواتج البحوث العلمية وتطبيقاها في برامج تربية دودة الحرير التوتية، ما سيمثل تطورا في عمليات الإنتاج لتغطية احتياجات السوق المحلي من الحرير، فضلا عن القيمة المضافة لصناعة الحرير الطبيعي.

وأضاف أن البرنامج التدريبي اشتمل على عدة محاور مهمة منها التدريب على زراعة التوت بغرض تربية دودة القز لإنتاج الحرير الطبيعي وأهم العمليات الزراعية المناسبة له، التعريف بطرق تربية الأعمار الصغيرة والكبيرة لديدان الحرير وإنتاج الشرانق وكيفية حلها لإنتاج الحرير الخام، كما شمل التدريب على تشخيص الأمراض أو الآفات التي تصيب أشجار التوت وأهم طرق الوقاية و التغلب عليها، و دراسة اقتصاديات تربية دودة القز لإنتاج الحرير الطبيعي.

جدير بالذكر أن القيمة العالمية لصناعة الحرير تصل حاليًا إلى نحو 20 مليار دولار، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 44 مليار دولار بحلول عام 2030، وبالرغم من ذلك تظل حصة مصر والدول العربية من سوق القطاع العالمي ضئيلة جدًا، مما يبرز أهمية تطوير هذه الصناعة وتنميتها لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا القطاع الحيوي.

زر الذهاب إلى الأعلى