بعد أزمة كوفيد.. الصحة تضع خريطة لتوطين صناعة اللقاحات في مصر وأفريقيا

تستهدف مصر بعد أزمة كوفيد أن تضع خريطة لتوطين صناعة اللقاحات في مصر وأفريقيا وقليل الاعتماد على الواردات، مما يساهم في تحسين الوضع الصحي والاقتصادي للبلاد.

توطين اللقاحات

وفي هذا السياق أعلن الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان أن توطين صناعة اللقاحات في مصر وأفريقيا يساهم في فتح أبواب التصدير إلى الدول الأفريقية مما يعزز مكانه مصر الإقليمية والدولية.

وجاء ذلك خلال اجتماعًا لمناقشة الملخص التنفيذي للاستراتيجي لتوطين اللقاحات، بحضور ممثلين عن شركات دولية  بارزة من الهند والصين وفرنسا والدنمارك والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في إطار دعم رؤية مصر 2030.

اقرأ أيضاً: عبد الغفار: مصر حققت إنجازا غير مسبوق في القضاء على فيروس سي

وأوضح الوزير أن الاستراتيجية تم صياغتها بالتعاون مع كافة الجهات المعنية، وتشمل تشكيل التحالف المصري لمصنعي اللقاحات (EVMA) ليكون ذراعًا استراتيجيًا لتنفيذها، بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحت إشراف وزارة الصحة والسكان، وهيئة الشراء الموحد، وهيئة الدواء المصرية.

استراتيجية الدولة لصناعة اللقاحات

وأشار الدكتور خالد عبدالغفار إلى أن الاستراتيجية ترتكز على محاور أساسية مثل التعاقدات طويلة الأجل، وتقديم حوافز مالية مثل الإعفاءات الضريبية، وإنشاء منصة لتعاون الشركات المحلية بهدف تجنب المنافسة غير الصحية.

من جانبه، أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أن الاستراتيجية تتضمن مستهدفات قصيرة المدى، منها توطين 50% من إنتاج اللقاحات محليًا، ونقل التكنولوجيا بموجب الاتفاقيات الموقعة، إلى جانب حصول أربعة لقاحات على اعتماد منظمة الصحة العالمية (WHO PQ) بحلول عام 2030.

إنتاج اللقاحات بعد أزمة كوفيد

كما أضاف أن المستهدفات متوسطة المدى تشمل توطين 75% من إنتاج اللقاحات بحلول عام 2035، مع تعزيز الشراكات البحثية واعتماد أربعة لقاحات إضافية. أما المستهدفات طويلة المدى فتتمثل في تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 100% بحلول عام 2040، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لإنتاج وتصدير اللقاحات وزيادة الصادرات بنسبة 50% مع فتح أسواق جديدة.

وأشار الدكتور حسام عبدالغفار إلى أن الاجتماع ناقش أيضًا برنامج عقود الشراكة الاقتصادية لتعظيم الاستفادة من المشتريات الحكومية، وبناء قدرات صناعة اللقاحات لتحقيق التنمية المستدامة، ودعم الشركات المحلية من خلال تطوير الموارد البشرية وخلق فرص عمل جديدة.

وأوضح أن تنفيذ عقود الشراكة سيتم متابعته عبر تقارير مرحلية وزيارات ميدانية، مع تقييم الأثر الاقتصادي والاجتماعي على أرض الواقع.

تأهيل الكوادر البشرية

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور هشام بدر، نائب رئيس هيئة الشراء الموحد، على الدور الاستراتيجي للتحالف المصري لمصنعي اللقاحات (EVMA)، الذي يهدف إلى تنمية القدرات الوطنية عبر إنشاء مركز تدريبي إقليمي (EVMA-RCCN) لتأهيل الكوادر المصرية والأفريقية في مجال التصنيع الحيوي. كما أشار إلى أن التحالف يطمح إلى تعزيز تنافسية مصر كمركز تدريبي معتمد لأفريقيا، ودعم الابتكار، وتطوير استراتيجيات فعالة لدخول الأسواق الأفريقية، بالإضافة إلى مساعدة الشركات على الحصول على اعتماد منظمة الصحة العالمية.

وأكد بدر أن التعاون بين الجهات المعنية سيؤدي إلى نقل التكنولوجيا والمعرفة العالمية، وأن هذا التعاون يعد الأول من نوعه في المنطقة وأفريقيا. كما أشار إلى أن دعم الصناعة الصحية يعد أولوية في خطة الإصلاح الاقتصادي للدولة، مما يتيح لمصر التحول من مستهلك للتكنولوجيا إلى منتج لها، وزيادة فرص التصدير إلى الأسواق الأفريقية.

زر الذهاب إلى الأعلى