توطين فلسطينيين بالسودان.. حكومة الخرطوم تكشف حقيقة الصفقة المزعومة مع واشنطن

تحدثت العديد من التقارير حلال الأيام الماضية، عن تحركات أمريكية واتصالات مع دول إفريقية بينها السودان من أجل توطين فلسطينيين في أراضيها، وهو ما ردت عليه السودان بشكل رسمي.
أكدت الحكومة السودانية رفضها التام لأي مخطط يهدف إلى نقل فلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي السودانية، في أعقاب تقارير تحدثت عن اتصالات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وعدد من الدول الإفريقية، من بينها السودان، لمناقشة مصير سكان القطاع في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023.
مسؤول سوداني يكشف حقيقة طلب واشنطن توطين فلسطينيين
وفي تصريحات أدلى بها لوكالة “نوفوستي” الروسية، قال السفير السوداني لدى روسيا، محمد سراج، إن بلاده “لا تملك أي معلومات عن مفاوضات جرت مع الولايات المتحدة أو إسرائيل بشأن استقبال لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة”، مشددًا على أن السودان “يرفض بشكل قاطع أي شكل من أشكال التهجير القسري للفلسطينيين”.
وأوضح سراج أن الموقف السوداني يستند إلى التزام ثابت بقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وعلى رأسها دعم قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية، ورفض أي محاولات لإفراغ القطاع من سكانه الأصليين تحت ذرائع إنسانية أو أمنية.
اتصالات أمريكية مع السودان ودول إفريقية
وكانت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية قد كشفت، في مارس الماضي، عن مباحثات غير معلنة بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين من جهة، ودول إفريقية من جهة أخرى، بينها السودان والصومال و”أرض الصومال” غير المعترف بها دوليًا، حول استقبال أعداد من سكان غزة في إطار خطة لإعادة إعمار القطاع وتغيير واقعه الديمغرافي.
وبحسب التقرير، فإن هذه المقترحات واجهت رفضًا واضحًا من الجانب السوداني، الذي اعتبرها انتهاكًا للحقوق التاريخية والسياسية للشعب الفلسطيني، ومحاولة لتصفية قضيته عبر تهجيره من أرضه.
السودان بين التطبيع والتوطين
ورغم خطوات السودان نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل منذ توقيعه على “اتفاقيات أبراهام” في 2020، فإن المسؤولين السودانيين يؤكدون أن هذا المسار لا يشمل القضايا الجوهرية المرتبطة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى رأسها حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، ورفض توطينهم خارج وطنهم.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد استقبل وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، إيلي كوهين، في الخرطوم خلال فبراير 2023، في زيارة وُصفت بأنها استمرار لمسار التطبيع، إلا أن الحكومة السودانية أكدت آنذاك أن أي تعاون سياسي أو اقتصادي مع إسرائيل “لن يكون على حساب حقوق الفلسطينيين”.
موقف شعبي سوداني رافض لتوطين الفلسطينيين
ويرى مراقبون سودانيون أن موقف الحكومة ينسجم مع المزاج العام في الشارع السوداني، الذي يرفض بشكل واسع أي محاولة لتوطين الفلسطينيين في السودان أو غيره من الدول، معتبرًا ذلك تهديدًا لحق العودة، وتفريطًا في الثوابت العربية والإسلامية تجاه القضية الفلسطينية.
ويشير محللون إلى أن الخرطوم تسعى إلى الحفاظ على توازن في سياستها الخارجية، في ظل مفاوضات حساسة مع واشنطن وشركاء إقليميين حول ملفات اقتصادية وأمنية، دون التفريط في مواقفها التاريخية.
تمسك سوداني بحل الدولتين وحق العودة
وبحسب تقارير فإن الموقف السوداني الرسمي، يدعم بشكل كامل حل الدولتين، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، ورفضه القاطع لأي محاولات لإعادة توطينهم خارج الأراضي الفلسطينية.
كما تشدد الحكومة على ضرورة التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة تضمن حقوق الفلسطينيين، وتحترم المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
اقرأ أيضا: بعد إجراءات غير مسبوقة ضدها.. هل تخطط إسرائيل لتفكيك السلطة الفلسطينية؟