ثروة تنتظر الاستغلال.. كيف تستفيد مصر من مخلفات القمح مع قرب انتهاء موسم الحصاد؟

مع اقتراب انتهاء موسم الحصاد والتوريد، تبقى مخلفات القمح إحدى الثروات التي لم تستغل بالشكل المطلوب رغم أنها يمكن أن تكون ثروة حقيقية تحقق مكاسب كبيرة.
وأشار الدكتور محمد عبد الكريم الباحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية إلى أن القمح يمثل أحد أهم المحاصيل الزراعية عالمياً، حيث يُنتج سنوياً ملايين الأطنان من الحبوب التي تُستخدم في صناعة الدقيق ومشتقاته.
وأضاف: ما يجهله الكثيرون أن عملية إنتاج القمح تولد كميات هائلة من المخلفات الزراعية التي غالباً ما تُهدر أو تُحرق، مما يتسبب في تلوث بيئي كبير.
النخالة في صدارة أنواع مخلفات القمح
وتشكل مخلفات القمح حوالى 25-30% من إنتاج القمح العالمي، والتي غالباً ما تذهب هدراً.
وأوضح أن أهم أنواع تلك المخلفات هي النخالة وهي الطبقة الخارجية لحبة القمح التي يتم إزالتها أثناء عملية الطحن لإنتاج الدقيق الأبيض، وتعتبر من أهم المخلفات ذات القيمة الغذائية والاقتصادية والبيئية العالية، حيث تحتوى على حوالى 50% من الألياف الغذائية التى تساعد على تحسين الهضم، ومنع الإمساك، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القولون.
اقرأ أيضًا: كيف تبدأ مشروعًا ناجحًا لتربية الإبل؟ روشتة نصائح مهمة من الزراعة
وتستخدم النخالة فى إنتاج الخبز، حيث تضاف للدقيق لزيادة قيمته الغذائية كالألياف والعناصر المعدنية والفيتامينات مع تحسين بعض الخصائص الوظيفية والصحية.
استخدامات عديدة لجنين القمح
أما النوع الثاني من المخلفات فهو جنين القمح وهو الجزء الصغير المغذي الموجود في حبة القمح، والذي يتم فصله أثناء عملية طحن القمح لإنتاج الدقيق الأبيض.
وعلى الرغم من صغر حجمه، إلا أنه يعتبر أغنى جزء في القمح من الناحية الغذائية وله فوائد صحية واقتصادية كبيرة. يحتوي جنين القمح على البروتينات عالية الجودة مثل الجلوتين والأحماض الأمينية الأساسية.
اقرأ أيضًا: خلال 6 شهور.. الزراعة تكشف حجم استيراد القمح والذرة والصويا
يحتوى كذلك على الدهون الصحية حيث احتوائه الأحماض الدهنية غير المشبعة المفيدة لصحة القلب والمخ، أيضا يحتوى على الفيتامينات (خاصة فيتامين E المضاد للأكسدة، وفيتامينات B مثل ,B1, B6 B9)، ويحتوى على المعادن المهمة مثل الزنك، المغنيسيوم، الفوسفور، الحديد، والسيلينيوم، والألياف الغذائية الموجودة به تعزز صحة الجهاز الهضمي.
قش القمح ثروة غير مستغلة
أما قش القمح فهو الجزء الجاف من نبات القمح الذي يتبقى بعد حصاد الحبوب، ويبلغ الإنتاج العالمى منه 550 مليون طن سنويا وعادة ما يُعتبر مُخلفًا زراعيًا. ومع ذلك، فإن له استخدامات متعددة في مجالات الزراعة، وتغذية الحيوانات، الصناعة، الطاقة، والبيئة، مما يجعله موردًا قيمًا بدلًا من كونه نفاية.
يحتوي قش القمح على ألياف خشبية (السليلوز، الهيميسليلوز، واللجنين) بنسبة 60-70%، بينما يحتوى على بروتين خام بنسبة (3-5%) اى أقل من العلف التقليدي إلا أنه يساهم فى تقليل تكلفة التغذية الحيوانية، كذلك يحتوى على معادن السيليكا، البوتاسيوم، والكالسيوم.
ويحتوى أيضًا على الكربوهيدرات القابلة للتخمير لذلك فهو يعد من المخلفات الزراعية الواعدة في إنتاج الوقود الحيوي (مثل الإيثانول الحيوي، البيوجاز، والبيوديزل) نظرًا لوفرة كمياته سنويًا وقيمته الاقتصادية والبيئية.
كذلك يعتبر قش القمح من المواد الخام الواعدة لصناعة الورق، خاصة في الدول التي تنتج كميات كبيرة من القمح، فهو بديل اقتصادي وصديق للبيئة مقارنةً بالأخشاب، حيث يحتوي على ألياف سليلوزية ممتازة لصنع الورق.