تقارير تقدرها بـ 2 مليار دولار.. أين ذهبت ثروة نظام الأسد ؟

أين اختفت ثروة نظام الأسد، سؤال تبادر إلى أذهان السوريين مع إعلان رئيس الحكومة السورية المؤقتة، محمد البشير، أن النظام السابق لم يترك أي نقد أجنبي في خزائن الدولة.

وأثارت تصريحات رئيس الوزراء السوري المكلف الجدل حول أين ذهبت ثروة نظام الأسد والمؤسسات السورية ومدى إمكانية أن يكون قد تم تهريبها خارج سوريا رغم الهروب المفاجئ لرأس النظام.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد فاجأ العالم بهروبه السريع إلى روسيا، في ظل سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على مقاليد الحكم، دون أن يترك أثرًا واضحًا لحجم ثروته التي بناها على مدار سنوات في الخفاء خارج سوريا، أو تلك التي هرَّبها معه.

تقارير أمريكية تقدر ثروة الأسد بـ 2 مليار دولار

وبحسب تقارير فإنه لا يوجد تقدير رسمي واضح لحجم ثروة نظام الأسد، أو الأشخاص الذين يتحكمون فيها.
وكانت الخارجية الأمريكية قد ذكرت في تقرير لها عام 2022 أن بعض التقديرات تُرجِّح أن تكون ثروة نظام الأسد بين مليار إلى ملياري دولار، لافتة في الوقت نفسه إلى أن هذا التقدير غير دقيق؛ حيث لم تستطع وزارة الخزانة الأمريكية التحقق منه بشكل مستقل.

اقرأ أيضًا: تعهد بتكرار التجربة بعموم سوريا.. ماذا قدمت حكومة الشرع في إدلب خلال 8 سنوات؟

ووفق تقرير الخارجية الأمريكية فإن صعوبة تقدير صافي ثروة الأسد وأفراد عائلته ناتج عن كون هذه الأموال منتشرة ومخفية في العديد من الحسابات ومحافظ العقارات والشركات والملاذات الضريبية الخارجية، وبعض الأصول في خارج سوريا تعود إلى أسماء مستعارة لإخفاء الملكية والتهرب من العقوبات.

تجارة المخدرات وغسيل الأموال

وأشارت الوزارة إلى أن الأموال “تم الحصول عليها غالبا من خلال احتكارات الدولة والاتجار بالمخدرات، خاصة الأمفيتامين والكابتاجون، وإعادة استثمارها جزئيا في ولايات قضائية خارج نطاق القانون الدولي”.

وطوال فترة حكمها، حافظت عائلة الأسد على علاقات وثيقة مع أكبر اللاعبين الاقتصاديين في سوريا، باستخدام شركاتهم لغسل الأموال من الأنشطة غير المشروعة، وتحويل الأموال إلى النظام.

تهريب ملايين الأموال لبنوك روسيا

من جانبها، كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن نظام الأسد نقل 250 مليون دولار على متن طائرات إلى روسيا خلال عامي 2018 و2019، في وقت كان فيه النظام مدينًا للكرملين مقابل الدعم العسكري، وفي ظل شراء أسرة الأسد لأصول في روسيا.

وأظهرت سجلات حصلت عليها الصحيفة، أن نظام الأسد قام بنقل أوراق مالية تزن نحو طنين من فئتي 100 دولار و500 يورو، عبر مطار فنوكوفو في العاصمة موسكو، لإيداعها في بنوك روسية خاضعة للعقوبات.

وأوضحت فايننشال تايمز في تقريرها، أن روسيا كانت واحدة من أهم الوجهات للأموال السورية، حيث دفعتها العقوبات الغربية إلى الابتعاد عن النظام المالي العالمي.

وأظهرت السجلات التي حصلت عليها الصحيفة، أنه في 13 مايو 2019، هبطت طائرة في موسكو، تحمل 10 ملايين دولار من فئة 100 دولار، مرسلة باسم البنك المركزي السوري، وفي فبراير من العام نفسه، وصلت طائرة تحمل 20 مليون يورو من فئة 500 يورو.

وبحسب الصحيفة فإن القيمة الإجمالية للمبالغ المنقولة بهذه الطريقة خلال تلك الفترة، وصلت إلى 250 مليون دولار.

سقوط نظام الأسد

وكانت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام التي يقودها أحمد الشرع قد نجحت في الثامن من ديسمبر الجاري في السيطرة على مقاليد الأمور في سوريا، وإنهاء أكثر من 5 عقود من حكم عائلة الأسد.

وأكد رئيس الحكومة الانتقالية السورية، أن تحالف الفصائل المسلحة سيضمن حقوق جميع الطوائف والمجموعات، داعيا ملايين السوريين اللاجئين في دول أخرى للعودة إلى وطنهم.

كما أكد على أن الجهود ستركز خلال فترة عمله الممتدة لثلاثة أشهر على إعادة الاستقرار والأمن للبلاد وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، في ظل أزمة اقتصادية كبيرة التي تعاني منها البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى