ثمانية أيام من الفوضى تهز قبضة ترامب على الرئاسة

لم يكن أسبوع عيد ميلاد الرئيس دونالد ترامب التاسع والسبعين احتفاليًا على الإطلاق. فما بدأ بانشقاق بارز عن إيلون ماسك تحول إلى دوامة من الاضطرابات الداخلية، والاحتجاجات الجماهيرية، وصراع جديد في الشرق الأوسط – أحداث لم تهز قبضة ترامب على الرئاسة فحسب، بل دفعت البلاد أيضاً إلى لحظة من التوتر وعدم اليقين غير المسبوق.
قوات اتحادية في لوس أنجلوس وأعضاء مجلس الشيوخ مكبلون
لأول مرة منذ حقبة الحقوق المدنية، حوّل الرئيس الحرس الوطني إلى قوة اتحادية دون موافقة الحاكم، ونشر 700 من مشاة البحرية في لوس أنجلوس لقمع الاضطرابات التي اندلعت بسبب مداهمات واسعة النطاق لمراكز الهجرة.
أثارت هذه الخطوة انتقادات لاذعة من الديمقراطيين، حيث اتهم حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، ترامب بتمزيق الدستور وتصعيد التوترات.
وبحسب تقرير أكسيوس، بلغت التوترات ذروتها عندما تم تقييد السيناتور أليكس باديلا (ديمقراطي من كاليفورنيا) وعزله بعد مواجهته وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم في مؤتمر صحفي.
يبدو أن الإدارة، العازمة على استعراض قوتها التنفيذية وتصوير الديمقراطيين على أنهم مناصرون للمهاجرين غير الشرعيين، تراهن على أن الاستعراضات العلنية للقوة ستعزز قاعدتها. لكن رد الفعل العنيف يتزايد، ويهدد بالخروج عن سيطرة البيت الأبيض.
احتجاجات وطنية تلوح في الأفق
في نهاية هذا الأسبوع، تستعد البلاد لما قد يكون أكبر احتجاجات في يوم واحد منذ عودة ترامب إلى منصبه. من المتوقع أن يشارك الملايين في مسيرات “لا للملوك” في حوالي 1800 مدينة – ردًا مباشرًا على ما يصفه النقاد بالاستبداد المتنامي.
بينما يستعد ترامب للاحتفال بعيد ميلاده بعرض عسكري فخم في واشنطن – محققًا بذلك طموحًا شخصيًا راسخًا – فقد حذر المتظاهرين من أنهم “سيُقابلون بقوة هائلة”، واصفًا المتظاهرين بأنهم “أشخاص يكرهون بلدنا”.
أزمة عالمية: الشرق الأوسط يشتعل وسط فوضى داخلية
حتى مع تصاعد الاضطرابات في الداخل، قلبت ضربة صاروخية إسرائيلية على أهداف إيرانية إنجاز ترامب الأبرز في السياسة الخارجية: “لا حروب جديدة”. ورغم دعوات ترامب العلنية لضبط النفس وتأكيداته بأن أمريكا لن تنضم إلى أي صراع جديد، شنت إسرائيل هجومًا متطورًا على المنشآت النووية الإيرانية، واغتالت جنرالات وعلماء بارزين، وخرّبت مواقع صواريخ – وهي عملية تُعتبر على نطاق واسع من أكثر العمليات تقدمًا في تاريخ الشرق الأوسط.
وزعمت إدارة ترامب منذ ذلك الحين أن الضربة، التي أُتيحت بفضل “معدات أمريكية متطورة”، قد تُمهد الطريق لاتفاق نووي مع طهران – وهو موقف أثار قلقًا بالغًا لدى الكثيرين في قاعدته المؤيدة لـ”لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.
كان رد إيران سريعًا، حيث شنت ضربات صاروخية انتقامية ضد إسرائيل. وساعدت القوات الأمريكية في اعتراض بعض هذه الهجمات، لكن المخاطر لا تزال حادة: فقد ارتفعت أسعار النفط، وتواجه الأصول الأمريكية في المنطقة تهديدًا مستمرًا.
اقرأ أيضًا: اغتيال سياسي يهز مينيسوتا.. ميليسا هورتمان وزوجها يُقتلان في جريمة مروعة
ردود الفعل السياسية العنيفة والانقسامات في القاعدة الشعبية
استند صعود ترامب السياسي جزئيًا إلى معارضته للتدخلات العسكرية الأمريكية. وينظر العديد من المؤيدين المخلصين الآن إلى أي تدخل في صراعات جديدة في الشرق الأوسط على أنه خيانة. ودعت أصوات بارزة، مثل تاكر كارلسون، الولايات المتحدة إلى “التخلي عن إسرائيل” وتركها “تخوض حروبها بنفسها”، محذرة من أن إرث ترامب على المحك.
عصر جديد من عدم اليقين
في رئاسة اتسمت بتقلبات إخبارية متسارعة وأحداث ضخمة، برزت الأيام الثمانية الماضية كفترة ذات تداعيات تاريخية. من الخلاف الدرامي مع إيلون ماسك إلى استعراض القوة العسكرية في الداخل واشتعال صراع إقليمي جديد في الخارج، غيّرت هذه الأحداث رئاسة ترامب – ومسار البلاد – بطرق قد لا يكون من السهل عكسها.