ثورة عمرانية في عمان.. “طلعت مصطفى” و”الأهلي صبور” أبرز اللاعبين

يشهد القطاع العقاري في سلطنة عمان انطلاقة غير مسبوقة، مدفوعة برؤية اقتصادية بعيدة المدى تُعرف بـرؤية عُمان 2040، التي تهدف إلى تحقيق تنويع اقتصادي وتنمية حضرية مستدامة.
وفي قلب هذه الرؤية، تتصدر مشاريع المدن الذكية المشهد، من بينها مدينة السلطان هيثم، والثريا، والجبل العالي، باستثمارات إجمالية تتجاوز 15 مليار دولار.
ويمتد المشروع الأضخم، مدينة السلطان هيثم، على مساحة 15 مليون متر مربع، ويضم 20 ألف وحدة سكنية موزعة على 19 حيا متكامل الخدمات.
ويُضاف إليها مدن أخرى كمشروع “الثريا” القريب من مطار مسقط الدولي، و”الجبل العالي” الذي أُعلن عنه مؤخرا باستثمارات تبلغ 3.12 مليار دولار، ويُنتظر أن يضم 2500 وحدة سكنية و2000 وحدة فندقية.
شركات مصرية تدخل السوق العُمانية بقوة
وقد جذبت التحولات المتسارعة في سوق العقار العُماني انتباه كبرى شركات التطوير العقاري في المنطقة، وعلى رأسها شركات مصرية.
وأعلنت مجموعة طلعت مصطفى، أكبر شركة تطوير عقاري مدرجة في البورصة المصرية، مؤخرا، عن مشروعين في السلطنة باستثمارات تبلغ 3.9 مليار دولار، تشمل 13 ألف وحدة سكنية وفندقية على مساحة تتجاوز 4.9 مليون متر مربع.
أما شركة الأهلي صبور، فتُطوّر ثلاثة مشاريع سكنية بحجم استثمار يقارب 440 مليون ريال عُماني، بحسب مديرها التنفيذي أحمد صبور، الذي صرح بأن السوق العُماني أصبح واعدا نظرا للدعم الحكومي والاستقرار الاقتصادي.
مدن ذكية لتوفير فرص عمل وتنشيط الاقتصاد
وتؤكد الحكومة العمانية أن التوسع في بناء مدن ذكية هو جزء محوري من سياسة اقتصادية لمواجهة التحديات الديموجرافية والمالية، خاصة مع وصول عدد السكان إلى نحو 5 ملايين نسمة ووجود 50 ألف خريج سنويا يبحثون عن وظائف.
وقال خلفان الشعيلي، وزير الإسكان والتطوير العمراني، خلال “أسبوع عُمان للاستدامة” إن: “الاستثمارات المُتولّدة من المدن الذكية ستوفر فرص عمل للخريجين وتضخ سيولة نقدية جديدة للبلاد”.
اقرأ أيضا: السعودية تربط ميناء جدة بـ بدمياط في خدمة شحن جديدة
وتأتي هذه الخطط في وقت سجلت فيه السلطنة عجزا ماليا بقيمة 352 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2025، فيما بلغ الدين العام 37 مليار دولار، وتخطط الحكومة للاقتراض بنحو 6.4 مليار دولار لتغطية الميزانية.
بين السياحة والتكنولوجيا.. خيارات استراتيجية
ورغم أن عُمان تستقبل حاليا نحو 3 ملايين سائح سنويا، إلا أن الحكومة تطمح إلى رفع هذا العدد إلى 16 مليون سائح بحلول 2040، وهي استراتيجية تعتمد على دمج المدن الذكية بالبنية السياحية لتعزيز تجربة الزائر.