ثورة في سماء المملكة.. شراكة سعودية أمريكية ضخمة لإدخال الطائرات الكهربائية

في خطوة تعكس طموحات المملكة العربية السعودية في إعادة تعريف مشهد النقل الحضري، أعلنت شركة عبد اللطيف جميل توقيع مذكرة تفاهم مع شركة جوبي أفييشن الأمريكية، الرائدة في مجال تطوير الطائرات الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العمودي (eVTOL).
وتستهدف هذه الخطوة إدخال هذه التقنية إلى السوق السعودية، في مشروع مشترك قد تصل قيمته إلى مليار دولار أمريكي خلال السنوات المقبلة.
وبموجب الاتفاق، سيتعاون الطرفان على تسليم ما يصل إلى 200 طائرة جوية كهربائية، إلى جانب خدمات الدعم والصيانة، مما يفتح الباب أمام تحول جذري في وسائل التنقل داخل المدن السعودية، وفقا لـ “سي إن إن الاقتصادية”.
تعزيز مستهدفات “رؤية 2030” عبر الابتكار في التنقل
ويأتي التعاون في سياق أهداف رؤية السعودية 2030، التي تسعى لتحويل المملكة إلى مركز عالمي للابتكار والتقنية المستدامة.
وبهذا الصدد، صرح حسن جميل، نائب رئيس مجلس إدارة عبد اللطيف جميل، بأن: “طائرات eVTOL ليست مجرد وسيلة نقل، بل تمثل مستقبل التنقل الحضري في المملكة. شراكتنا مع جوبي تؤكد التزامنا بتسريع الابتكار وتحقيق تنقل نظيف وأكثر كفاءة”.
من جهته، عبر جوبين بيفيريت، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة جوبي، عن حماسه للشراكة، مؤكدا: “نتطلع لإطلاق خدمات التنقل الجوي الكهربائي في المملكة بالشراكة مع أحد أقوى اللاعبين في المنطقة، لتحقيق نقل منخفض الانبعاثات وعالي الكفاءة.”
جوبي تعيد تعريف الطيران المدني
وتعتمد طائرات جوبي على تقنية متطورة تتيح لها الإقلاع والهبوط عموديا، دون الحاجة إلى مدارج تقليدية، وتتميز بأنها كهربائية بالكامل ومجهزة لنقل أربعة ركاب بسرعة تصل إلى 200 ميل في الساعة. وما يميز هذه الطائرات ليس فقط كفاءتها البيئية، بل أيضا قدرتها على تقديم تجربة سفر هادئة وسلسة، تتفوق على المروحيات التقليدية من حيث الراحة والصوت.
وتخطط جوبي لبدء عملياتها التجارية في دبي عام 2026، مع استعداد المملكة لأن تكون ثاني أكبر سوق للانتشار في منطقة الشرق الأوسط.
شراكة تعزز الاقتصاد المحلي وتخلق فرص عمل نوعية
وتتمتع شركة عبد اللطيف جميل بتاريخ طويل يمتد لأكثر من 80 عاما في دعم قطاعات النقل في المملكة، مما يجعلها شريكا مثاليا لهذا المشروع الطموح، ومن المنتظر أن يشمل التعاون مجالات متعددة، من التوزيع والمبيعات إلى خدمات ما بعد البيع، بما في ذلك الصيانة، التدريب، وتجهيز البنية التحتية للطائرات الكهربائية.
ويرى الخبراء أن هذا المشروع يمثل رافعة اقتصادية جديدة قادرة على توليد فرص عمل نوعية للمواطنين السعوديين، وتعزيز البنية التحتية للنقل الذكي في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام.
دعم أمريكي سعودي لتقنيات المستقبل
ويُعد هذا التعاون جزءا من الشراكة الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة، والتي تهدف إلى تعزيز مجالات الابتكار والتقنية. وكانت عائلة جميل قد استثمرت مسبقا في شركة جوبي ضمن جولة التمويل من السلسلة C، بقيادة شركة تويوتا، ما يعكس عمق العلاقة بين الأطراف.
وتخطط جوبي لاستخدام نموذج مزدوج للتوسع العالمي، حيث تدير عملياتها بشكل مباشر في أسواق مثل الولايات المتحدة، بينما تعتمد على شركاء استراتيجيين مثل عبد اللطيف جميل في أسواق أخرى.
اقرأ أيضا..إنجاز تاريخي.. السعودية تطلق أكبر نظام تبريد من نوعه في العالم لراحة الحجاج
تطلعات لمستقبل أكثر استدامة وتنقل ذكي
ويرى المحللون أن صفقة جوبي وعبد اللطيف جميل تمثل نقطة تحول في مستقبل النقل في الشرق الأوسط، إذ تضع السعودية على خريطة الابتكار العالمي في مجال الطيران الكهربائي. كما أنها تتماشى مع الجهود الوطنية للحد من الانبعاثات الكربونية وتحقيق تنمية اقتصادية خضراء.
ويؤكد الطرفان أن المرحلة الأولى من المشروع تركز على تطوير السوق المحلي السعودي، مع احتمال التوسع لاحقا نحو دول أخرى في المنطقة، مما يجعل من هذا التعاون نموذجا لتوطين التقنية واستثمارها في التنمية الشاملة.