جامعات الخليج تواصل صعودها في تصنيفات 2025

كشفت آرثر دي ليتل، للاستشارات الإدارية الرائدة على مستوى العالم، في تقرير جديد لها تحليلاً للعوامل التي تُساهم في تطور التعليم العالي، وذلك بالتوازي مع التقدم الكبير الذي تشهده دول الخليج في تصنيفات الجامعات العالمية، وسعي المؤسسات الإقليمية إلى تعزيز مكانتها الأكاديمية.

وأوضح التقرير الذي يحمل عنوان “تعزيز تصنيف الجامعات لدعم تنمية رأس المال البشري” كيف تستطيع دول مجلس التعاون الخليجي الاستفادة من إصلاحات التعليم وتمويل الأبحاث والتعاون الدولي للارتقاء بجامعاتها.

جامعات دول الخليج تحقق تقدم في تصنيفات 2025 بفضل الاستثمارات في التعليم والبحث

بحسب أحدث تصنيفات كواكواريلي سيموندز Quacquarelli Symonds للجامعات العالمية لعام 2025، فقد حققت الجامعات في كلاً من السعودية والإمارات وقطر والبحرين وعمان تقدماً ملحوظاً، وهو ما يعكس الاستثمارات الاستراتيجية في التعليم والبحث.

تؤثر تصنيفات الجامعات بشكل كبير على قرارات الطلاب عند اختيار مؤسسات التعليم العالي، تُعتبر مؤشرات مثل تصنيفات QS World University Rankings كمعايير عالمية لصناع القرار والمسؤولين الحكوميين، حيث تُساعدهم في اتخاذ قرارات بشأن تخصيص الموارد، والسياسات والبرامج التعليمية، والتمويل.

حدد التقرير 4 ركائز أساسية تؤثر في تصنيف الجامعات تتمثل في: أولاً جودة التدريس، ثانياً تأثير الأبحاث، ثالثاً الانفتاح الدولي، ورابعاً المشاركة في القطاع، قد حققت دول الخليج تقدماً ملحوظاً في السنوات القليلة الماضية لتعزيز تصنيف جامعاتها على مستوى العالم، بما يتماشى مع استراتيجياتها الوطنية.

الجامعات السعودية والاقتراب من قائمة الأفضل

قال التقرير: تقف السعودية على أعتاب دخول قائمة أفضل 100 جامعة على مستوى العالم، حيث حققت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قفزة نوعية بصعودها 79 مركزاً لتحتل المرتبة 101 عالمياً، يتماشى هذا التقدم مع رؤية 2030، التي تستهدف وضع جامعتين سعوديتين على الأقل ضمن أفضل 100 جامعة في العالم.

تعمل السعودية على تعزيز جهودها في استقطاب أعضاء هيئة التدريس المتميزين، وتوسيع نطاق البحث، وبناء شراكات بين القطاعين الأكاديمي والصناعي من خلال برامج مثل برنامج تنمية القدرات البشرية، مما يُرسخ مكانة مؤسساتها كمراكز عالمية للمعرفة بفضل الاستثمار المستدام والإصلاح، أصبحت المملكة في مكانة جيدة لتأمين أول تصنيف لها ضمن أفضل 100 جامعة في المستقبل القريب.

اقرأ أيضاً.. قفزات استثنائية.. تحويلات المصريين بالخارج تقفز إلى 29.6 مليار دولار خلال 2024

قال غيت ساف، مدير لدى شركة آرثر دي ليتل الشرق الأوسط: تؤكد تصنيفات هذا العام ما كنا نتوقعه منذ مدة طويلة، حيث تكتسب الجامعات الخليجية تقديراً عالمياً متزايداً بفضل الاستثمار المستدام في التعليم والبحث والشراكات الدولية.

وأضاف، أن اهتمام المنطقة بتطوير مؤسسات تعليمية عالمية المستوى لا يقتصر على تحسين التصنيفات فحسب، بل يرمي أيضاً إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة وقادر على المنافسة عالمياً.

قطر أحد أكبر القفزات في التصنيفات العالمية

حققت قطر أحد أكبر القفزات في التصنيفات العالمية، حيث قفزت جامعة حمد بن خليفة 127 مركزاً لتحتل المرتبة 183 عالمياً، مسجلة بذلك واحدة من أعلى المكاسب في المنطقة.

يتماشى هذا الصعود مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تشدد على التميز الأكاديمي القائم على البحث والتعاون الدولي الاستراتيجي.

شهدت جامعة قطر أيضاً ارتفاعاً ملحوظاً، حيث صعدت 51 مركزاً لتحتل المرتبة الـ 122 عالمياً، مما يؤكد استثمار الدولة في تطوير أعضاء هيئة التدريس والبحث متعدد التخصصات، بفضل الجهود المستدامة في تمويل البحوث والابتكار، تعمل قطر على ترسيخ مكانتها كمركز للتميز الأكاديمي وبناء المعرفة.

موقع الإمارات والبحرين وسلطنة عمان

تواصل من دولة الإمارات والبحرين وسلطنة عمان في تحقيق تقدم مطرد، فقد ارتفعت جامعة خليفة 28 مركزاً لتحتل المرتبة 202 عالمياً، وتقدمت جامعة الإمارات العربية المتحدة 29 مركزاً لتحتل المرتبة 261 عالمياً، مما يعكس استثمارات الإمارات في البحث العلمي.

في البحرين، ارتفعت جامعة العلوم التطبيقية 43 مركزاً لتحتل المرتبة 539 عالمياً، وقفزت جامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان 92 مركزاً لتحتل المرتبة 362 عالمياً، وذلك بفضل الإصلاحات التعليمية الوطنية.

الاستثمار في أعضاء هيئة التدريس يسهم في صعود جامعات دول الخليج

بدوره، قال عمرو كاظمي، مدير أول لدى شركة آرثر دي ليتل الشرق الأوسط: للحفاظ على هذا التقدم، يتعين على مؤسسات التعليم العالي تحديد نقاط القوة والضعف لديها في الجوانب الاستراتيجية الأربعة، وتصميم استراتيجيات مخصصة لتعزيز جودة التعليم في بلدانها وسد الفجوات بين التعليم العالي واحتياجات سوق العمل.

وأضاف، أن الاستثمار في أعضاء هيئة التدريس من الطراز العالمي وتعزيز الابتكار متعدد التخصصات سيكون أمراً بالغ الأهمية لضمان صعود جامعات دول مجلس التعاون الخليجي في التصنيفات وضمان تحويلها لتصبح مراكز معرفية معترف بها عالمياً.

زر الذهاب إلى الأعلى