جدل في سوريا.. هل تخطط حكومة دمشق لاعتقال زعيم الأكراد؟

أثارت تصريحات منسوبة لوزير الدفاع الجديد في سوريا، مرهف أبو قصرة، جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول ناشطون مقطعًا يتضمن تصريحًا زُعم أنه يدعو فيه لاعتقال قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي.

وبحسب تقارير فقد جاء نص التصريح المنسوب للوزير : “لن أستقبل الوفود الرسمية ولن أكون في القصر الجمهوري قبل أن أرى مظلوم عبدي إلى جانب عاطف نجيب.. من يطلب الحماية من إسرائيل مكانه بجانب عاطف نجيب”.

إعلان

التصريحات انتشرت كالنار في الهشيم على منصتي “فيسبوك” و”إكس”، وحصدت آلاف المشاركات والتعليقات، ما أثار تساؤلات حول نوايا الحكومة السورية الجديدة تجاه قوات سوريا الديمقراطية.

الحقيقة خلف التصريحات

كشف تقارير صحفية أن التصريح المنسوب لأبو قصرة غير صحيح، ولم يدلِ وزير الدفاع السوري بأي تصريحات علنية تتعلق بمظلوم عبدي أو يلمح فيها إلى اعتقاله.

وتتبين أن الصورة المرفقة مع التصريح تعود لمناسبة رسمية أخرى، ما يزيد من الشكوك حول الهدف من نشر هذه المزاعم.

قواعد عسكرية ودفاع مشترك.. ماذا دار خلال اجتماع أردوغان والشرع في تركيا؟

في لقاء سابق، أكد أبو قصرة أن “باب التفاوض مع قوات سوريا الديمقراطية لا يزال مفتوحا، وإذا اضطررنا لاستخدام القوة فسنكون مستعدين”، وهو تصريح يختلف تمامًا عن اللهجة العدائية المنسوبة إليه في المنشورات المتداولة.

توتر سياسي في سوريا

تأتي هذه الشائعات في ظل مرحلة سياسية معقدة تشهدها سوريا عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، فقد أعلنت الحكومة الجديدة، بقيادة هيئة تحرير الشام، عن اتفاق مع معظم الفصائل المسلحة لدمجها ضمن وزارة الدفاع، غير أن هذا الاتفاق لم يشمل قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق البلاد بدعم أمريكي.

في هذا السياق، لا يمكن تجاهل التوترات بين الحكومة السورية الجديدة وقوات قسد، خصوصًا مع تباين المصالح الإقليمية والدولية، ومع ذلك، تبقى التصريحات المتداولة مجرد شائعات غير مدعومة بأدلة رسمية.

 تأثير الشائعات على المشهد في سوريا

وفق تقارير، تعكس هذه الحملة من الشائعات حجم الاستقطاب السياسي في سوريا، حيث يُستخدم الإعلام الرقمي كساحة لتصفية الحسابات والتأثير على الرأي العام.

ومع استمرار التحديات الأمنية والسياسية في البلاد، تبدو الحاجة ملحة لتوخي الدقة في تداول المعلومات وتجنب الانسياق وراء الأخبار غير الموثقة.

وفي ظل هذا الجدل، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تسعى حكومة دمشق فعلًا لتغيير نهجها تجاه قسد أم أن التصريحات المفبركة تعكس فقط صراعًا إعلاميًا في المشهد السوري المعقد؟

اقرأ أيضا

مسؤولة كردية تشعل الغضب في سوريا بسبب إسرائيل | ما القصة؟

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
error: Content is protected !!