جدل واسع بعد منشور تدريب آثاريين سودانيين بالمتحف المصري بالقاهرة
المستشارة الإعلامية لوزارة الآثار لخاص عن مصر: تبادل خبرات وليس تدريب
ردود فعل مصرية غاضبة، جاءت في أعقاب نشر الصفحة الرسمية للمتحف المصري بالتحرير، على موقع “فيسبوك” منشوراً عن قيام المتحف بتدريب عدد من الآثاريين السودانيين على العمل المتحفي.
المنشور الذي تم تداوله أمس، جاء فيه “جانب من نشاط إدارة التدريب بالمتحف المصري بالتحرير في سياق التعاون وتبادل الخبرات ما بين المتاحف المختلفة مع مجموعة من الزملاء الآثاريين العاملين بمتاحف السودان للتعرف على أنشطة القسم التعليمي وقسم ترميم وصيانة الآثار بالمتحف المصري بالتحرير من خلال التطرق للبرامج التعليمية التي يقدمها المتحف للطلبة وأهم الأنشطة والورش والفاعليات المتعلقة بهذا الأمر والتعرف على كيفية ترميم وصيانة الآثار المعروضة والمخزنة بأفضل الطرق العلمية وأحدثها.
غضب متابعين الصفحة
فور نشر الصور على صفحة المتحف المصري بالتحرير ، أثيرت التعليقات الغاضبة مما أدي إلى قيام إدارة المتحف بغلق تعليقات الصفحة.
بيتر مؤنس أحد المعلقين على المنشور قال: “يا ترى دولة هيتكبوا على صفحاتهم الحضارة المصرية وينسبوها للمصريين ولا هيقلوا حضارة دول أفروسنتريك عيب عليكم لما تكنوا مؤسسة في الدولة وتجيبوا ناس كل شغلتهم شتيمه حضارتنا على صفحاتهم”.
وقال حبيب: “هو المصريين قصروا في ايه مش فاهمة أنا وناس سارقة تاريخنا وبيقولك إن احنا اللي طردناهم وهما اللي بنوا وهببوا على دماغهم ودماغكم وانتوا بكل بساطة دخلتوهم البلد وكمان بتدوهم المتاحف على طبق من دهب وترجعوا تعيطوا ومحدش بيشيل الطين غير الناس وناس بتقولك حضارة كوش وشوية يقولك حلايب وشلاتين بتاعتا وحاطينها على خريطتهم وانتوا قمة الجهل بالواقع وعايشين في ميا البطيخ واحنا ندافع عن حضارتنا وتاريخنا عشان مستقبلنا وانتوا معرفش بتفكروا ازاي شايلين عقولكم وحاطين مكانها ايه”.
تبادل الخبرات بين مصر والسودان
نيفين العارف، المستشارة الإعلامية لوزارة السياحة والآثار أوضحت في تصريحات لخاص عن مصر، أن ما حدث مجرد زيارة لآثاريين سودانيين قادمين من متحف آثار الخرطوم، لزيارة المتحف المصري.
وأضافت “أنه ليس بالمرة الأولى الذي يحدث فيها تعاون بين المعاهد الأثرية في مصر وفي كل بلاد العالم هم آثاريين وليسوا بهواه أو مواطنين عاديين هم آثاريين يعملون في متحف آثار السودان وأتوا لزيارة المتحف وهي علاقات علمية بين البلدين”.
من جانبه قال الدكتور أحمد عامر، خبير أثري ومفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار في تصريح لموقع “خاص عن مصر”، إن التدريب ليس له علاقة بعملهم في المتحف مثله كمثل الطلاب المصريين الذي يأخذون منحة أو تدريب طالما يكون تحت إشراف الوزارة ليس به ضرر.
واتفق الخبير الأثري مع المستشارة الإعلامية للوزارة، أن زيارة الوفد السوداني هو نظام تبادل الخبرات لأن مصر أقدم حضارة موجودة على مستوى العالم وفي نفس الوقت بها جميع الآثار سواء آثار مصرية قديمة أو آثار إسلامية أو آثار يونانية فبالتالي من حق أي شخص يأتي لكسب الخبرات من مصر وهذا أمر ليس سئ بالعكس هذا أمر جيد جداً لأن كل الناس تسعى أن تتعلم الثقافة والحضارة المصرية ومن المرممين الموجودين بمصر لأن خبراتهم أصبحت جيدة، خصوصاً بعد فترة كورونا.
وأكد عامر، أن الغرض من زيارة الوفد السوداني هو تبادل الخبرات بين الجانبين ونحن لا نستطيع أن نحجب العلم عن أي شخص فمصر مصدرة للآثار أو السياحة أو الثقافة وأنا اتفهم غضب المصريين بسبب تخوفهم لأن الأمر حساس بالنسبة لهم وأنهم يروا أنهم أولى بهذا الأمر منهم وأن الموضوع جاء من زواية أخرى بسسب ما ورد مؤخراً حول أن السودان أقدم من مصر وقصة أصحاب البشرة السوداء وإفريقيا والأفروسنتريك وأنهم أصحاب الحضارة و مؤسسين الحضارة المصرية ويوجد تخوف أنهم يسطوا على الآثار أو ينسبوها لهم؛ هذا هو سبب غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
مخاوف من الأفروسينتريك
جدير بالذكر، أن هذه الزيارة تأتي في ظل توتر أكبر بين المصريين والسودانيين نتيجة لمزاعم حول أصل الحضارة المصرية وتوجهات الأفروسينتريك التي تدعي أن السودانيين هم مؤسسو الحضارة المصرية، هذا التوتر يزيد من حساسية المصريين تجاه أي تفاعل أو تعاون مع السودانيين في مجال الآثار.
أعداد اللاجئين السودانيين في مصر
تجاوز عدد اللاجئين السودانيين المسجلين لدى المفوضية في مصر حتى الآن 300 ألف شخص في حين أن إجمالي عدد اللاجئين في مصر تجاوز الـ 570 ألف وهو ما يمثل أكثر من 52% من إجمالي عدد اللاجئين المسجلين في البلاد وفقاً لبيانات مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين.