جرائم غزة تلاحق الاحتلال.. جنديان إسرائيليان يفران من هولندا خشية الاعتقال

ذكرت قناة عبرية أن جنديين إسرائيليين فرّا من العاصمة الهولندية أمستردام بمساعدة الجيش، خشية الاعتقال بتهمة التورط في جرائم بقطاع غزة، وجاء ذلك بعد أن رصدت منظمة مؤيدة للفلسطينيين وجود الجنديين في العاصمة الهولندية.
وأفاد تقرير القناة “12” مساء الثلاثاء بأن الجنديين، اللذين لم تكشف هويتهما، اضطرا إلى قطع إجازتهما والعودة بشكل عاجل بعد مراقبة تحركاتهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تحرك إسرائيلي
أمرت القيادة العسكرية الإسرائيلية ببقاء الجنديين داخل الفندق حتى تأمين عودتهما صباح الاثنين، وقد تم تنفيذ هذا الإجراء بالفعل.
وأقر الجيش الإسرائيلي بالواقعة في تصريح لمتحدث باسمه للقناة، مؤكدًا أن القضية معروفة وتم التعامل معها عبر القنوات المختصة.
وأضاف المتحدث أن الجيش يبذل كل جهده ويتخذ كل التدابير اللازمة لحماية جنوده سواء داخل إسرائيل أو خارجها.
جهود المحاسبة الدولية لإسرائيل بعد جرائم غزة
تأتي هذه الوقائع وسط تصاعد الجهود الحقوقية لملاحقة مسؤولين وجنود إسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة.
في هذا السياق قدمت مؤسسة “هند رجب” الحقوقية شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، وذلك قبيل زيارته المرتقبة إلى بروكسل.
كما قامت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بمنع وزير الشتات عميحاي شيكلي من السفر إلى بروكسل في أواخر يناير، خشية اعتقاله.
ولم تقتصر التحركات على ذلك، فقدمت مؤسسة “هند رجب” أيضًا طلبًا لإصدار مذكرة توقيف بحق اللواء غسان عليان، منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية بالمناطق الفلسطينية، خلال زيارته إلى إيطاليا في يناير الماضي، متهمة إياه بالتورط في جرائم إبادة جماعية.
توثيق الانتهاكات في غزة
وتعمل مؤسسة “هند رجب” على توثيق وجمع الأدلة حول انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية، مستهدفة ملاحقة القادة والعسكريين الإسرائيليين قضائيًا على الصعيد الدولي.
وتشير التقارير إلى أن الانتهاكات تأتي في ظل ظروف قاسية في قطاع غزة، إذ يذكر أن الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 وحتى 19 يناير 2025 أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، فيما تدعم الولايات المتحدة بعض الإجراءات العسكرية التي ينفذها الاحتلال.
تحركات إسرائيلية
ردًا على الملاحقات الدولية والمحلية، أوصى الجيش الإسرائيلي جنوده بحذف صورهم من غزة وجعل حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة.
كما أصدر رئيس الأركان هرتسي هاليفي قرارًا بإخفاء هويات جميع المقاتلين والضباط المشاركين في العمليات العسكرية، في محاولة لحماية أفراد الجيش من التعرض للمحاسبة القضائية وتوثيق الجرائم.
خطوات المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة إسرائيل بعد جرائم غزة
وفي خطوة جديدة، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت في 21 نوفمبر الماضي، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
بحسب تقارير تعكس هذه الإجراءات الدولية الجهود الرامية إلى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت خلال العمليات العسكرية في القطاع.
وتشكل هذه التطورات، من فرار الجنديين من أمستردام إلى التحركات الدولية لمحاسبة المسؤولين، جزءًا من سياق متشابك يعكس التوترات المتزايدة حول جرائم الاحتلال في غزة.
وفي ظل استمرار الأزمة الإنسانية في القطاع، تتواصل الجهود الدولية لتوثيق الانتهاكات ومحاسبة كل من يثبت تورطه في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بينما يحاول الجيش الإسرائيلي حماية جنوده عبر اتخاذ إجراءات مشددة لضمان سرية هوياتهم.
اقرأ أيضا
شرطة ومؤتمر دولي وقوة عربية.. تفاصيل جديدة حول الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة