جنرال أمريكي سابق: الغرب يواجه أكبر خطر منذ الحرب العالمية الثانية

القاهرة (خاص عن مصر)- صرح الجنرال الأمريكي المتقاعد جاك كين إن التحالف المتنامي بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية يشكل التهديد الأكثر أهمية للغرب منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لتقرير نشرته صنداي تايمز.

ظهور محور جديد

وفقا لجاك كين، الجنرال المتقاعد ذو الأربع نجوم ونائب رئيس سابق للجيش الأمريكي، أن الولايات المتحدة وحلفاؤها تواجه تحديا أمنيا خطيرا.

في حديثه إلى صحيفة التايمز، حذر كين من أن التحالف بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية يمثل “التحدي الأكثر خطورة” الذي واجهه الغرب منذ الحرب العالمية الثانية.

ويشير إلى أن هذا التحالف يشجعه تصور الضعف الأمريكي والافتقار إلى الإرادة السياسية لمواجهة هذه القوى.

تأتي تعليقات كين في خضم تصاعد التوترات، وخاصة في الحرب الجارية في أوكرانيا، حيث تتلقى القوات الروسية الآن الدعم من آلاف الجنود الكوريين الشماليين.

لقد أدى هذا التحالف الاستراتيجي بين خصمين عالميين ــ روسيا وكوريا الشمالية ــ إلى رفع المخاطر بشكل كبير، وفقاً لكين، الذي وصف تورط القوات الكورية الشمالية في أوكرانيا بأنه “أكبر تصعيد للحرب”.

اقرأ أيضا.. تتعهد باعتقال نتنياهو.. مدينة أمريكية ستلتزم بمذكرة الجنائية الدولية

التهديد المتزايد للاستقرار العالمي

يسلط تحليل كين الضوء على تحول مثير للقلق في ديناميكيات القوة العالمية، فروسيا وكوريا الشمالية والصين لا تعمل فقط على تعزيز التعاون العسكري، بل إنها تنسق أيضاً تحركاتها لتحدي النفوذ الغربي، وخاصة في أوكرانيا.

يمثل وصول عشرة آلاف جندي كوري شمالي إلى أوكرانيا مرحلة جديدة في الصراع، وهي المرحلة التي شهدت توحيد قوى الكرملين وبيونج يانج لصد التقدم الأوكراني.

ويحذر كين من أن هذا التعاون قد يؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار المنطقة، مما قد يؤدي إلى صراع أوسع نطاقاً.

لقد اضطرت الولايات المتحدة وحلفاؤها بالفعل إلى تكثيف دعمهم العسكري لأوكرانيا، مع إرسال صواريخ بعيدة المدى جديدة وأسلحة متقدمة إلى الخطوط الأمامية.

في رد فعل على ذلك، أطلقت روسيا صاروخًا تجريبيًا أسرع من الصوت، مما أدى إلى تصعيد احتمالات المواجهة العالمية، ويشير تقييم كين إلى أن الوضع في أوكرانيا ليس مجرد صراع إقليمي بل صراع جيوسياسي أوسع نطاقًا يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى.

حسابات بوتين وخطر الحرب العالمية

ينتقد كين بشدة تعامل روسيا مع الحرب في أوكرانيا، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أشهر من القتال، لم يحقق الرئيس فلاديمير بوتين تقدمًا يذكر في محاولته الاستيلاء على منطقة دونباس، وما يزال الجيش الروسي يعاني من خسائر كبيرة – 30 ألفًا شهريًا، مع 57 ألفًا في أكتوبر وحده – على الرغم من التعزيزات الكبيرة.

يتكهن كين بأن بوتين قد يتردد في التعبئة أكثر بسبب المقاومة الداخلية المحتملة، وخاصة في المناطق الحضرية الأكثر تعليماً في روسيا، بدلاً من ذلك، اعتمد على تجنيد الجنود من المناطق الريفية الأكثر فقراً، وعرض مبالغ كبيرة من المال على أسر الجنود الساقطين في مقابل صمتهم.

ولكن كين يشير إلى تحول كبير في طبيعة الحرب، وخاصة في أوكرانيا، حيث أثبتت الطائرات بدون طيار والأسلحة المضادة للدبابات أنها أكثر فعالية من الدبابات التقليدية.

ويزعم أن هذا الشكل الجديد من الحرب يغير قواعد الاشتباك ويكشف نقاط الضعف في الاستراتيجية العسكرية الروسية.

دور استراتيجية الدفاع الأميركية

فيما يتعلق بالمستقبل، يحث كين الإدارة الأمريكية القادمة بقيادة دونالد ترامب على اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة التهديد المتزايد الذي يشكله محور الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

ويتصور كين إصلاحا شاملا لاستراتيجية الدفاع الأمريكية، وخاصة في البنتاجون، الذي يعتقد أنه فشل في التكيف مع المشهد الجيوسياسي الحالي.

يؤكد كين، الذي شارك في مناقشات استراتيجية الدفاع رفيعة المستوى في واشنطن، على الحاجة الملحة إلى زيادة الاستعداد العسكري والتكيف مع الواقع الجديد للصراع العالمي.

لاحظ كين أن “الجيش الأمريكي أصبح أصغر مما كان عليه منذ الحرب العالمية الثانية”، وأشار إلى أن حجم الجيش والقوات الجوية الأمريكية هو الأصغر منذ عقود، وأن البحرية أقل بكثير من العدد المطلوب من السفن.

كما يزعم أن هذا جعل أمريكا غير مستعدة لمواجهة التحديات المتزايدة التي يفرضها خصومها، وعلاوة على ذلك، انتقد كين القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية، التي شهدت انخفاضًا حادًا في عدد شركات الدفاع من الدرجة الأولى، مما جعل الولايات المتحدة تعتمد على عدد متناقص من المقاولين مثل جنرال ديناميكس ولوكهيد مارتن.

تتضمن دعوة كين إلى التحول في سياسة الدفاع الأمريكية أيضًا التركيز بشكل أكبر على اكتساب تقنيات جديدة، وخاصة الطائرات دون طيار، لمواكبة الطبيعة المتطورة بسرعة للحرب.

أشار إلى كيف نشرت أوكرانيا بسرعة أنظمة أسلحة جديدة، مثل الطائرات بدون طيار تحت الماء، لتحقيق تأثير كبير ضد روسيا، مما يدل على الحاجة إلى تحديث الولايات المتحدة لعمليات المشتريات العسكرية الخاصة بها.

مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا

ناقش كين أيضًا الحرب الجارية في أوكرانيا، مؤكدًا أهمية تزويد أوكرانيا بالموارد اللازمة لمواصلة مقاومة العدوان الروسي، وفي حين يعترف كين بأن الرئيس بوتين قد يكون منفتحًا على التفاوض، إلا أنه متشكك في أن الزعيم الروسي سيكتفي بأي شيء أقل من السيطرة الكاملة على أوكرانيا.

مع استمرار الصراع، تشتد الضغوط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مع تعرض سيادة البلاد وحياة مواطنيها للخطر.

اقترح كين أن الولايات المتحدة يجب أن تزود أوكرانيا بكل ما تحتاجه لكسب النفوذ في المفاوضات المستقبلية، وخاصة في المناطق التي احتلت فيها القوات الروسية أراض.

وزعم أن الأولوية بالنسبة لزيلينسكي ليست مجرد استعادة الأراضي ولكن ضمان عدم خضوع الأوكرانيين في المناطق المحتلة للهيمنة الروسية.

إعادة بناء القدرات العسكرية الأمريكية

بالإضافة إلى دعم أوكرانيا، يعتقد كين أن الولايات المتحدة يجب أن تعيد بناء قدرتها العسكرية بشكل كبير لمواجهة التحديات التي تفرضها الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

يقترح كين أن تعمل الولايات المتحدة على تسريع تطوير وشراء الأسلحة المتقدمة، وخاصة الطائرات دون طيار، والدفع نحو نظام شراء دفاعي أكثر مرونة واستجابة.

ويرى أن هذا أمر ضروري لضمان استعداد الولايات المتحدة للصراعات المستقبلية، وخاصة مع استمرار التوترات مع الصين وروسيا في الارتفاع.

زر الذهاب إلى الأعلى