جنرال بـ الحرس الثوري يكشف المستور عن سياسة اغتيال المعارضين للنظام.. ماذا قال؟

في تصريح استثنائي هزّ الأوساط السياسية والإعلامية داخل إيران وخارجها، أعلن الجنرال الإيراني محسن رفيق دوست، الناطق السابق باسم الحرس الثوري، عن مسؤولية النظام الإيراني عن سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت معارضين للنظام في الخارج.
جاءت هذه التصريحات في مقابلة تلفزيونية مطولة أثارت جدلاً واسعاً وأعادت فتح ملفات تاريخية حساسة تتعلق بأساليب عمل النظام الإيراني.
اعترافات تاريخية للناطق السابق باسم الحرس الثوري
خلال المقابلة، سرد الجنرال أسماء عدة شخصيات تعرضت للاغتيال في أوروبا، مما أعطى تفاصيل دقيقة عن عمليات الاغتيال التي نفذها النظام. من بين الأسماء التي ذكرها، كان اللواء تمسار عويسي، الذي شغل منصب حاكم طهران العسكري خلال احتجاجات سبتمبر 1978، والذي تعرض للاغتيال في باريس عام 1984.
كما تناول رفيق دوست قضية الشاعر والمقدم التلفزيوني فريدون فرخزاد، الذي قُتل داخل منزله في ألمانيا في أغسطس 1992، مما أضفى بُعداً درامياً على هذه الاعترافات.
وأكد أيضاً تورطه في اغتيال شابور بختيار، آخر رؤساء وزراء عهد الشاه، الذي قُتل في إحدى ضواحي باريس عام 1991، وكذلك شهريار شفيق، ابن الأميرة أشرف بهلوي، الذي وافته المنية في ديسمبر 1979 بمدينة باريس.
آلية التنفيذ والتمويل لعمليات الاغتيال
أوضح الجنرال دوست أن العمليات الاغتيالية نفذت بالتنسيق مع جماعة انفصالية تعمل في إقليم الباسك الإسباني، حيث كانت تتم عملية دفع الأموال عن طريق رجل دين مقيم في ألمانيا.
وأشار إلى أن تكاليف هذه العمليات لم تكن عشوائية أو ناتجة عن مؤامرة فردية، بل كانت تُموّل من أرباح تجارة الأسلحة خلال الحرب العراقية الإيرانية.
ردود الفعل بعد تصريحات جنرال الحرس الثوري
أثارت هذه الاعترافات ردود فعل قوية على الصعيدين الداخلي والدولي. عبر سفراء سابقون ومسؤولون دبلوماسيون عن استيائهم وصدمة بالغة مما تم الكشف عنه، مؤكدين أن هذه التصريحات تؤكد مخاوف قديمة حول استخدام النظام الإيراني للإرهاب كأداة دبلوماسية.
كما ربط المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هذه التصريحات بتاريخ طويل من استخدام النظام لأساليب العنف والاغتيالات ضد معارضيه، داعياً المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات حازمة لإيقاف ما وصفوه بأنه “شبكة الإرهاب الدولية للنظام”.
نفي رسمي
رداً على ما جاء من تصريحات، أصدر مكتب الجنرال بياناً رسمياً ينفي صحة ما تم نقله خلال المقابلة. وأكد البيان أن ما ورد من تصريحات قد تم تحريفه من قبل وسائل الإعلام المحلية المتحيزة والمصادر المعادية للنظام، مشيراً إلى أن الجنرال قد استدعى بعض التفاصيل والأسماء نتيجة مشاكل في الذاكرة بعد تعرضه لجراحة دماغية سابقة.
اقرأ أيضا: أقرب إلى انقلاب منظم.. تفاصيل جديدة حول بداية الأحداث في الساحل السوري
وأوضح البيان أن مثل هذه التصريحات لا ينبغي الاعتماد عليها كمصدر تاريخي أو قانوني، مما يفتح الباب أمام التساؤلات حول مصداقيتها.