جوزيف عون يحذر من انهيار لبنان.. ما علاقة سلاح حزب الله؟

حذّر الرئيس اللبناني جوزيف عون من أن لبنان يقف على حافة الانهيار، في ظل تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، مؤكدًا أن البلاد تواجه خيارين لا ثالث لهما إما الانهيار الكامل أو التوجه نحو الاستقرار السياسي والمؤسساتي.
جاءت هذه التصريحات خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة عيد الجيش اللبناني، والتي تحوّلت إلى منصة سياسية لطرح أبرز التحديات التي تواجه الدولة، وعلى رأسها مسألة سلاح “حزب الله” واحتكار القوة المسلحة خارج إطار الدولة.
دعوة لحصر السلاح بيد الدولة
في خطوة فُسرت على أنها رسالة مباشرة إلى “حزب الله”، دعا عون الحزب وبيئته إلى الرهان على الدولة اللبنانية وحدها دون سواها، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني هو القوة الوحيدة القادرة على حماية الوطن، وصد أي اعتداء خارجي.
وأكد الرئيس أن الجيش اللبناني مصمم على استكمال انتشاره في جنوب لبنان، وفق مقتضيات القرار الدولي 1701، وهو ما يمثل تأكيدًا على التزام لبنان بالمجتمع الدولي وقراراته.
وشدد عون على أن حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية هو المدخل الحقيقي لتحقيق الاستقرار الداخلي، واستعادة الثقة الدولية بالدولة ومؤسساتها، مشيرًا إلى أن أي قوة مسلحة خارج هذا الإطار تمثل تهديدًا لمستقبل البلاد وتساهم في تعميق الانقسام الوطني.
الجيش اللبناني وسلاح حزب الله
وفي سياق حديثه عن المؤسسة العسكرية، أوضح الرئيس اللبناني أن الجيش يحتاج إلى مليار دولار سنويًا على مدى عشر سنوات لضمان قدرته على أداء مهامه.
ولفت إلى أن الجيش اللبناني، رغم الأزمات الاقتصادية الحادة، نجح في الحفاظ على استقلالية قراره الوطني، واستمر في تنفيذ واجباته الأمنية، ما يعكس مدى أهمية تعزيز هذه المؤسسة الحيوية في ظل الظروف الراهنة.
وأشار عون إلى أن الجيش لا يمثل فقط الذراع الأمنية للدولة، بل هو أيضًا ركيزة أساسية للحفاظ على السيادة والاستقرار، داعيًا المجتمع الدولي والدول الشقيقة إلى دعم الجيش بشكل عاجل ومستدام.
لا لحروب الآخرين
في الجانب الإقليمي، أطلق الرئيس اللبناني موقفًا واضحًا برفض الانخراط في صراعات لا ناقة للبنان فيها ولا جمل، قائلًا: “تعبنا من حروب الآخرين وحروبنا على أرضنا”. وأضاف أن استمرار استخدام لبنان كساحة لتصفية الحسابات الإقليمية لم يعد مقبولًا، مؤكدًا أن الشعب اللبناني يدفع الثمن من استقراره وأمنه ولقمة عيشه.
وفي هذا السياق، أشار عون إلى أن الحكومة اللبنانية طلبت رسميًا من الإدارة الأميركية الضغط على إسرائيل لوقف الاعتداءات المتكررة على الأراضي اللبنانية برًا وجوًا وبحرًا، محذرًا من أن استمرار هذه الخروقات يهدد الاستقرار الهش في الجنوب اللبناني.
ورقة أمريكية معدّلة على طاولة الحكومة
كشف الرئيس اللبناني أن مجلس الوزراء سيناقش خلال الأسبوع المقبل الورقة الأميركية المعدّلة المتعلقة بالنزاع الحدودي البحري والبري مع إسرائيل، معتبرًا أنها فرصة تاريخية يجب اقتناصها من أجل إنهاء التوتر وإثبات قدرة الدولة اللبنانية على التمسك بالشرعية وحل النزاعات بالحوار لا السلاح.
وختم عون كلمته بدعوة اللبنانيين إلى التوحد خلف مؤسسات الدولة، وتغليب المصلحة الوطنية على أي اعتبارات حزبية أو طائفية، محذرًا من أن الوقت يداهم الجميع، وأن الفرصة لإنقاذ لبنان قد لا تتكرر.
اقرأ أيضا
15 دولة غربية تمهد للاعتراف بفلسطين.. هل اقترب حلم الدولة؟