جيش إسرائيل يزعم اعتقال عناصر تابعة لـ حماس في سوريا.. ما القصة؟

كشفت وسائل إعلام في سوريا عن استشهاد شاب وأُعتقل سبعة آخرون، فجر الخميس، خلال عملية عسكرية نفذها جيش إسرائيل في بلدة بيت جن الواقعة بريف دمشق الغربي، قرب الحدود مع الجولان المحتل، في تصعيد هو الأوسع من نوعه في المنطقة منذ شهور.
وأكدت مصادر محلية أن الشاب محمد أحمد حمادة استُشهد بعد أن أطلقت عليه قوات الاحتلال النار بشكل مباشر خلال اقتحامها البلدة، مشيرة إلى أن قوات إسرائيلية اقتحمت بيت جن فجراً، ونفّذت حملة دهم واعتقال طالت سبعة شبان، من بينهم علي قاسم حمادة، عم الشهيد.
وبحسب تلفزيون سوريا فإن أصوات المدرعات والطائرات المسيّرة الإسرائيلية دوّت في أرجاء البلدة، فيما سُمعت نداءات عبر مكبرات الصوت بأسماء المطلوبين للاعتقال، تلاها إطلاق نار أدّى إلى مقتل الشاب محمد حمادة على الفور.
قوة كبيرة من جيش إسرائيل تقتحم سوريا
ووفق المصادر الميدانية، فقد انطلقت القوة الإسرائيلية التي نفّذت العملية من نقاط عسكرية داخل الجولان المحتل، أبرزها “قرص النفل” شمال القنيطرة و”التلول الحمر” شمال غرب بلدة حضر، وتقدّمت نحو بلدة بيت جن عبر عدة محاور، مزوّدة بـ نحو 100 عنصر و10 دبابات وآليات عسكرية.
وشهدت البلدة خلال العملية توتراً شديداً، ووقعت مشادات بالأصوات بين السكان وجنود الاحتلال، قبل أن يتعرض الشاب حمادة لإطلاق نار قاتل.
جيش إسرائيل يزعم استهداف عناصر من حماس في سوريا
وفي رواية موازية، أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الخميس، أن عناصره نفّذوا عملية أمنية داخل بيت جن، اعتقلوا خلالها من وصفهم بـ”إرهابيين من حركة حماس”، كانوا يخططون لتنفيذ عمليات داخل سوريا ضد أهداف إسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على منصة “إكس”، إن “مقاتلين من لواء الإسكندروني داهموا موقعاً في بيت جن جنوب سوريا، واعتقلوا عدداً من عناصر حماس”، زاعماً أن المعتقلين “كانوا جزءاً من شبكة تخطط لهجمات ضد مدنيين وجنود إسرائيليين”.
وأكد الجيش أنه تم نقل المعتقلين إلى داخل إسرائيل للتحقيق لدى الوحدة الاستخباراتية 504، مشيراً إلى مصادرة أسلحة نارية وذخائر خلال العملية.
جيش إسرائيل يعلن نجاح العملية في سوريا
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر عسكرية أن “العملية في قرية بيت جن استكملت بنجاح”، وأن المعتقلين “يُشتبه بتورطهم في نشاطات إرهابية”، دون تقديم أدلة على ارتباطهم بحركة حماس أو أي جهة أخرى.
وكانت بلدة القحطانية في ريف القنيطرة قد شهدت، يوم الأربعاء، عملية توغل مماثلة نفّذها جيش الاحتلال، حيث انتشر الجنود في شوارع القرية وبين منازل المدنيين، وأطلقوا النار في الهواء، وسط تحذيرات عبر مكبرات الصوت للسكان بعدم مغادرة منازلهم.
وأفاد مراسلون ميدانيون بأن التوتر في المنطقة الحدودية مع الجولان المحتل يتصاعد، تزامناً مع عمليات اقتحام متكررة، تشمل تجريف أراضٍ زراعية، وتدمير آبار مياه، ومنع السكان من الوصول إلى أراضيهم، إضافة إلى مصادرة مواشٍ واعتقال مزارعين ومدنيين.
تخوّف شعبي
في المقابل، أعرب أهالي بلدة بيت جن والقرى المجاورة عن خشيتهم من تكرار هذه العمليات وتوسّعها نحو مناطق أخرى في ريف دمشق الغربي وريف القنيطرة، لا سيما في ظل الغموض الذي يلف دوافع الاحتلال وما يصفه بـ”التهديدات الأمنية” في الجانب السوري من الجولان.
وطالب السكان الجهات الدولية والإنسانية بتحمل مسؤولياتها حيال ما وصفوه بـ”الاعتداءات الإسرائيلية السافرة” على المدنيين السوريين، مطالبين بكشف مصير المعتقلين وضمان عدم تعرّضهم للتعذيب أو الإخفاء القسري.
اقرأ أيضا.. الكنيست يرفض حل نفسه.. هل تنجو حكومة نتنياهو من الانهيار؟