حاملات الطائرات تواجه المجهول.. هل تعيد أحداث اليمن رسم موازين القوى العسكرية؟

هل تنهي اليمن مستقبل حاملات الطائرات في حسم المواجهات العسكرية؟ سؤال يطرحه العديد من الخبراء العسكريين، حول حاملات الطائرات ومستقبلها كقوة عسكرية ضخمة.
فمع تصاعد الأحداث في اليمن وإرسال الولايات المتحدة حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” وعدد من القطع الحربية التابعة لها في عملية عسكرية كبرى على جماعة الحوثي، ونتيجة لعدم تحقيق نجاحات تُذكر أعلن البيت الأبيض عن انضمام حاملة الطائرات “كارل فينسون” والمدمرات المرافقة لها، إلى “هاري ترومان” مطلع أبريل المقبل.
التشكك في قدرة حاملات الطائرات على حسم المعارك العسكرية
من جانبها أعلنت جماعة الحوثي عن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” ومدمرة أمريكية في البحر الأحمر أكثر من مرة خلال فترة زمنية قليلة، بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة، وهو ما نجحت القوات البحرية في التصدي لها، ولكنها أدت إلى تراجعها عن مسرح العمليات قليلاً واتخاذ الأوضاع الدفاعية، حتى لا تكون في مرمى صواريخ ومسيرات الحوثيين، ولحين انضمام حاملة الطائرات الأخرى “كارل فينسون” والمدمرات المرافقة لها، مما يشكك في قدرة حاملات الطائرات على حسم المعارك العسكرية الكبرى في المستقبل القريب.
- جماعة الحوثي تستهدف حاملة الطائرات الأمريكية بالمسيرات
حاملات الطائرات .. قوة ردع
تعود فكرة حاملة الطائرات في الأصل لتكون قوة ردع للدول الكبرى، التي تريد نقل مسرح العمليات خارج أرضها، ونظراً لأن القوات الجوية هي الذراع الطولى والقادرة على حسم المعارك في بدايتها، فكان الحل في نقل القوات الجوية لمسارح عمليات مناطق النزاع أو فرض السيطرة والنفوذ للدول الكبرى، فبمجرد الإعلان عن تحركها تجاه منطقة معينة، تكن بمثابة رسالة تهديد قوية لدول المنطقة كلها.
حاملات الطائرات الأمريكية
طورت البحرية البريطانية واليابانية والأميركية حاملات الطائرات المبكرة، وبحلول الحرب العالمية الثانية، كان لدى البحرية الأميركية 35 حاملة طائرات .. وخلال الحرب الباردة، تم بناء حاملات طائرات عملاقة، وكانت Enterprise (CVN-65) أول حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، وتبعتها فئة Nimitz وحاملات الطائرات النووية العملاقة من فئة Gerald Ford التي ظهرت بعد الحرب الباردة، وهما الفئتان الوحيدتان من حاملات الطائرات العملاقة في الخدمة الفعلية حالياً.
- حاملات الطائرات .. قوة الردع الأمريكية
47 حاملة طائرات على مستوى العالم
ومنذ مارس 2024، تدير 14 قوة بحرية 47 حاملة طائرات نشطة في جميع أنحاء العالم، فيما تدير كل من الهند وبريطانيا والصين حاملتي طائرات، بينما تشغل كل من فرنسا وروسيا حاملة طائرات واحدة بسعة تتراوح من 30 إلى 60 مقاتلة .. وتمتلك الولايات المتحدة وحدها حالياً 11 حاملة طائرات عملاقة، 3 منها قيد التجهيز أو الإنشاء، وتم طلب واحدة أخرى.
عيوب ظهرت بالتجربة
ورغم أن حاملة الطائرات تشكل بلا شك منصة ضخمة لنقل القوة الجوية إلى أراضٍ بعيدة، فإنها مكلفة للغاية وتحتاج إلى أسطول ضخم لحمايتها فهي لا تتحرك بمفردها مما يزيد من تكلفة تشغيلها وصعوبة حمايتها من العدائيات الجديدة، كما أن فقدانها قد يؤثر سلباً على الفخر الوطني والمعنويات العسكرية.
دفاعات حاملات الطائرات
تتعرض السفن الكبيرة بشكل كبير لخطر الصواريخ المجنحة عالية السرعة والأسرع من الصوت، إذ تنشر هذه السفن أنظمة دفاع جوي ذاتية لضمان بقائها وتمكينها من أداء مهامها، كما تمتلك سفن مجموعة حاملات الطائرات أسلحة دفاع جوي لمواجهة التهديد قبل وصوله إلى حاملة الطائرات. وتحافظ الطائرات الموجودة على متن حاملات الطائرات على مسافات آمنة ضد التهديد المتطفل.
دفاعات متعددة الطبقات
وعادة ما يتم الدفاع عن حاملة الطائرات من خلال دفاعات متعددة الطبقات، كما يتم دمج رادارات للإنذار المبكر على السفن التي تشكل جزءاً من مجموعة حاملة الطائرات ومنصات الإنذار المبكر المحمولة جواً التي تقدم إنذاراً مبكراً .. وتحتفظ حاملة الطائرات نفسها بأنظمة دفاع ذاتي متعددة الطبقات لمواجهة الطائرات والصواريخ. ويتم تجهيز حاملات الطائرات الحديثة بأسلحة طاقة موجه.
- حاملات الطائرات قوة الردع للدول العظمي
المواجهة المرتقبة في المستقبل
ما يحدث في اليمن، وما مثله من تهديد لحاملة الطائرات الأمريكية والقوة البحرية المرافقة لها من بعض الصواريخ الفرط صوتية وكذلك المسيرات الصغيرة، أصبح الأمر يزيد من الشكوك حول مستقبل فعالية حاملات الطائرات كسلاحٍ للردع، وكقوة عسكرية لا يستهان بها، أمام أسلحة المستقبل “المسيرات” .. فالمواجهة المرتقبة بين السفن الكبيرة والمسيرات الصغيرة يبدو أنها ستكون في صالح “المسيرة” نظراً لعدة عوامل كثيرة منها صغر حجم المسيرات وقلة تكلفتها، مما قد يدفع أحد أطراف النزاع لإطلاق العشرات منها تجاه حاملات الطائرات والسفن المصاحبة لها، يتم التصدي للكثير منها، ولكن يتمكن بعضها من تنفيذ مهمته بنجاح.
اقرأ أيضًا: مواصفات المقاتلة F47 الجديدة.. أمريكا ترهب العالم بوحش جديد