حرائق تلتهم شرق الجزائر.. هل تنجح طائرات الجيش في كبح نيران الغابات؟
تشهد الجزائر هذه الأيام واحدة من أخطر موجات الحرائق التي تضرب شرق البلاد، حيث اندلعت النيران في غابات عدة ولايات، على رأسها برج بوعريرج، ما استدعى تدخلاً عاجلاً من الحماية المدنية والجيش الجزائري لمحاولة السيطرة على الكارثة المتفاقمة.
ووفق ما أعلنته المديرية العامة للدفاع المدني، فقد تم تسخير أكثر من 200 عنصر إطفاء و80 آلية متنوعة الأحجام للعمل في الميدان، بالتوازي مع تدخل جوي ضخم يضم 9 طائرات من نوع “أتي 802” و10 طائرات “بي 200” تابعة لسلاح الجو، تم الدفع بها لاحتواء النيران التي انتشرت بسرعة بفعل الحرارة المرتفعة والرياح القوية.
حرائق الجزائر خسائر مادية جسيمة دون تسجيل وفيات
الحريق الذي اندلع في غابات كثيفة، ألحق خسائر مادية كبيرة دون تسجيل أي ضحايا بشرية حتى الآن.
وأكد نسيم برناوي، المتحدث باسم الدفاع المدني، أن طبيعة الغطاء النباتي الكثيف وصعوبة التضاريس، أسهمت في تعقيد عملية الإخماد. وأضاف أن الفرق المختصة قامت بـإجلاء وقائي للسكان في بعض المناطق لتفادي تكرار سيناريوهات الأعوام الماضية التي شهدت سقوط ضحايا.
توقيف متورطين محتملين في حرائق الجزائر
على صعيد موازٍ، أعلنت الأجهزة الأمنية توقيف أربعة أشخاص للاشتباه في تسببهم عمدًا في اندلاع بعض الحرائق، وسط تأكيدات من السلطات بمواصلة التحقيقات لكشف خلفيات الحادثة وتقديم المتورطين للعدالة، خاصة أن الجزائر سجلت في السنوات الماضية حالات إشعال حرائق متعمدة لأغراض انتقامية أو اقتصادية.
تضامن وطني وتحرك إنساني
وفي ظل تفاقم الأوضاع، شهدت مناطق الحريق تحركًا وطنيًا واسعًا، حيث سارعت لجان الإغاثة والجمعيات إلى إرسال مساعدات غذائية وطبية وإيواء للمتضررين، كما فتحت بعض الولايات المجاورة مراكز استقبال للنازحين من المناطق المهددة، وسط حملة تضامن شعبي واسعة.
حرائق المتوسط
تأتي هذه الكارثة ضمن موجة حرائق أوسع تضرب دول البحر المتوسط، من بينها تونس واليونان وتركيا، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات البيئية من دور التغير المناخي في زيادة وتيرة هذه الكوارث الموسمية، ما يفرض تحديات إضافية على السلطات في الاستجابة السريعة والفعالة.
وحتى اللحظة، لا تزال فرق الإطفاء والطائرات العسكرية تواصل جهودها لإخماد الحرائق، في ظل ظروف جوية صعبة.
اقرأ أيضا: حرائق تونس تشتعل لليوم الثالث.. هل تنجح السلطات في كبح كارثة الغابات؟