حرب إيران تشعل إسرائيل.. هل تنفجر الجبهة الداخلية في وجه نتنياهو ؟

رغم ما بدا أنه إجماع وطني في إسرائيل على دعم حكومة بنيامين نتنياهو في الحرب ضد إيران، بدأت أصوات بارزة ترتفع محذّرة من التمادي في الحرب والدخول في مواجهة طويلة الأمد قد تُنهك إسرائيل من الداخل، وتؤدي إلى نتائج عكسية وخطيرة، على الصعيدين الأمني والسياسي.

جاء رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، أحد أبرز الجنرالات والسياسيين في تاريخ إسرائيل الحديث، والذي تولّى مناصب حساسة من بينها وزارة الدفاع والخارجية والداخلية، فضلاً عن رئاسته لأركان الجيش الإسرائيلي في طليعة هذه الأصوات،

باراك يحذر من خطورة حرب إسرائيل على إيران

باراك حذّر، في تصريحات نشرتها صحيفة هآرتس، من أن الحرب ضد إيران، حتى وإن انضمت إليها الولايات المتحدة، لن تقضي على المشروع النووي الإيراني. بل على العكس، قد تدفع طهران إلى مضاعفة جهودها.

وانتقد بشدة ما وصفه بـ«أجواء النشوة» التي تسود الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل، في أعقاب الضربات الأخيرة على إيران، وقال: «هذا الاحتفال سابق لأوانه، وبعيد كل البعد عن الواقع».

وأضاف باراك أن رئيس أركان الجيش، إيال زامير، أصاب حين دعا إلى التواضع وتجنّب الغرور، مؤكداً أن إسرائيل تواجه اختباراً صعباً وطويلاً ومؤلماً يجب التعامل معه بعقلانية ومسؤولية.

وأشار إلى أن إيران تمتلك حالياً مواد انشطارية تكفي لصناعة نحو عشر قنابل نووية، إلى جانب الخبرة التقنية المطلوبة، موضحاً أن “الجيل الجديد من المنشآت النووية الإيرانية تم بناؤه في عمق يصل إلى 800 متر، ما يجعل استهدافه بالغ الصعوبة”.

هآرتس: لا تُغيّروا أهداف الحرب على إيران

وفي موقف لافت، خصّصت صحيفة هآرتس افتتاحيتها لتحذير قادة إسرائيل من الانزلاق إلى “حرب استنزاف”، أو الانجراف خلف طموحات إسقاط النظام الإيراني، مشددة على أن الهدف الاستراتيجي يجب أن يبقى حماية حدود إسرائيل، لا أكثر.

وقالت الصحيفة إن العمليات العسكرية يجب أن تكون وسيلة، لا غاية في حد ذاتها، وأضافت: «علينا أن نتذكر أن هناك حرباً دامية مستمرة في غزة، وأن هناك رهائن لا يزالون محتجزين، ومعاناة إنسانية تتفاقم هناك كل يوم».

وأشارت إلى أن إيران لا تزال تملك قدرات هجومية وقد تسعى لتوسيع المواجهة إلى صراع إقليمي شامل، وهو ما يتطلب ضبط النفس وتحديد أهداف واقعية للحرب، بدلاً من الغرق في شعارات شعبوية.

صرخات من عائلات الرهائن

وبينما تشتعل الجبهات، تصاعدت أصوات عائلات الرهائن الإسرائيليين لدى “حماس” مجدداً، محذّرين من تهميش قضيتهم في خضم المواجهة مع إيران.

في تجمع افتراضي شارك فيه نحو ألف شخص مساء السبت، أُوقدت المشاعل تخليداً لذكرى رهينتين أعلن عن استعادة رفاتهما الأسبوع الماضي.

وعلى الرغم من التحذيرات الأمنية من التجمعات، أصرّ ذوو الأسرى على إيصال صوتهم.

وقالت نوعام كاتس رديف، ابنة ليئور رديف، الذي قُتل في هجمات 7 أكتوبر ونُقل جثمانه إلى غزة: «617 يوماً من الخوف والقلق… ليس لنا وحدنا، بل للدولة بأكملها».

أما ليشي ميران لافي، زوجة الأسير عمري ميران، فدعت إلى “اتخاذ القرار الأكثر شجاعة”: التوصل إلى اتفاق يعيد الجميع، مضيفة: «حتى في زمن الحروب الكبرى، لا تتوقف قلوبنا عن القلق عليهم».

هل يفقد نتنياهو السيطرة بسبب الحرب على إيران؟

في ظل هذا التوتر المتصاعد، يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جبهة داخلية تزداد هشاشة، مع تصاعد الانتقادات من داخل المؤسسة العسكرية، ومن رموز سياسية بارزة، إضافة إلى ضغط الرأي العام وملف الرهائن الذي ما زال ينزف شعبياً وإعلامياً.

الأسئلة الكبرى اليوم داخل إسرائيل لم تعد تدور فقط حول الحرب مع إيران، بل عن مدى قدرة الحكومة على مواصلة إدارة صراع متعدد الجبهات، من دون أن تخسر الجبهة الأهم: جبهتها الداخلية.

فهل تشكّل هذه الأصوات بداية انشقاق سياسي حقيقي؟ أم أنها مجرد تنفيس مؤقت سرعان ما تخمده ألسنة الحرب؟

الأيام المقبلة وحدها ستُجيب. لكن الواضح حتى الآن، أن “وحدة الصف” التي راهن عليها نتنياهو… بدأت تتشقق.

اقرا أيضا: بالفيديو.. أجواء غزة تظهر في تل أبيب| ماذا حدث في “بات يام” بعد صواريخ إيران؟

زر الذهاب إلى الأعلى