حرب التعريفات الجمركية.. ماذا يحدث بين كندا والمكسيك بسبب ترامب
بسبب حرب التعريفات الجمركية، قالت رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم إن الكنديين “يحلمون فقط” بأن يكون لديهم ما تتمتع به بلادها من غنى ثقافي، في تصاعد جديد للتوترات بين البلدين وسط نزاع محتدم حول التعريفات التجارية، تفاقم بسبب دونالد ترامب.
اقرأ أيضا: فرض ترامب تعريفات جمركية على المكسيك وكندا.. هل يؤثر في أمريكا؟
حرب التعريفات الجمركية
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب قد هدد في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي بفرض رسوم مدمرة بنسبة 25% على جميع السلع والخدمات من المكسيك وكندا، مشيرًا إلى أنها ستظل قائمة “حتى تتوقف المخدرات، خاصة الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين عن غزو بلادنا!”
منذ ذلك الحين، سعت كل من المكسيك وكندا للحصول على ضمانات من ترامب بشأن تراجع محتمل عن
هذه التعريفات، التي من شأنها أن تُلحق ضررًا كارثيًا باقتصادي البلدين، وذلك ضمن الحرب الجمركية.
لكن في محاولة لكسب اليد العليا، حاول زعيما البلدين إظهار الآخر على أنه غير مستعد لمواجهة التحديات، وسط تحذيرات من خبراء بأن ترامب “يحب سياسة فرق تسد.”
الحرب بين المكسيك وكندا
حتى قبل إعلان ترامب، ألمح رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، وعدد من رؤساء حكومات المقاطعات علنًا إلى استبعاد المكسيك من المحادثات التجارية المستقبلية، والتركيز بدلًا من ذلك على اتفاقية تجارية ثنائية بين كندا والولايات المتحدة. خطوة وصفها كبير المفاوضين المكسيكيين بأنها “خيانة.”
في الوقت نفسه، استمرت الحكومة الكندية في تسليط الضوء على جهودها لمكافحة الفنتانيل والهجرة غير الشرعية، مقارنة إياها بمثيلتها في المكسيك. ففي أواخر نوفمبر، قال وزير الهجرة الكندي، مارك ميلر، إن 23,000 حالة اعتراض على الحدود الشمالية في عام 2023 “تعادل مجرد عطلة نهاية أسبوع مزدحمة على الحدود المكسيكية”، حيث تم تسجيل 1,530,523 “حالة مواجهة” خلال العام الماضي.
ويوم الأحد الماضي، التقى ترودو وترامب في منتجع الرئيس المنتخب بفلوريدا لمناقشة قضايا التجارة والهجرة. واعتُبر العشاء بينهما انتصارًا دبلوماسيًا لترودو، الذي أصبح أول زعيم من مجموعة السبع يجتمع مع ترامب.
بعد الاجتماع بيومين، نشر ترامب صورة تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي يظهر فيها على قمة سلسلة جبال، وبجانبه علم كندا، مع تعليق: “أوه، كندا!”
وفي مؤتمر صحفي، أكدت كيرستن هيلمان، السفيرة الكندية لدى الولايات المتحدة، أن الاجتماع كان مثمرًا رغم عدم تلقي أي ضمانات من ترامب بشأن إلغاء التعريفات.
من جهتها، قالت رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، في مؤتمر صحفي يوم الاثنين، إن “المكسيك يجب أن تُحترم، خصوصًا من قِبل شركائها التجاريين.”
وأضافت أن كندا لديها “مشكلة خطيرة جدًا في استهلاك الفنتانيل” أكثر من المكسيك، مشيرة إلى إجراءات تقنين المخدرات المثيرة للجدل هناك.
وأردفت: “لن ننجر إلى استفزاز حول أي بلد هو الأفضل.” مضيفة أن المكسيك تُستغل سياسيًا في هذه المواجهة، وتابعت: “المكسيك ليست أداة في الحملات الانتخابية الكندية.”
وختمت بالقول: “الكنديون يحلمون فقط بأن يمتلكوا الغنى الثقافي الذي تملكه المكسيك”، مشيرة إلى حضارات بلادها التي تعود إلى آلاف السنين.
وفي رد دبلوماسي، قالت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي: “أعتقد أن العديد من المحادثات، عندما يتعلق الأمر بالدبلوماسية، من الأفضل أن تظل خاصة.”