حرب الفضاء تتصاعد.. روسيا تهدد بنسف البنية التحتية الفضائية لأوكرانيا وحلفائها

في خطوة تمثل تصعيدًا غير مسبوق على صعيد الحرب الإلكترونية والفضائية، أبلغت روسيا رسميًا الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) بأنها تعتبر الأقمار الصناعية الأوروبية التي تُستخدم في دعم القوات الأوكرانية “أهدافًا عسكرية مشروعة”.

هذا التحذير العلني يأتي ضمن استراتيجية موسكو المتصاعدة لتعطيل الدعم الغربي لأوكرانيا عبر الفضاء.

روسيا تهدد باستهداف الأقمار الصناعية الداعمة لأوكرانيا

ووفقًا لتقرير نشرته منصة Space Intel Report ، استند إلى وثائق رسمية قدمتها وزارة التنمية الرقمية والاتصالات والإعلام الروسية خلال جلسة مجلس لوائح الراديو، فقد أعلنت موسكو أنها لا ترى في هذه الأقمار أي صفة محمية، وأن التشويش عليها لا يستوجب أي اعتذار أو مساءلة.

تشويش منهجي ورفض للمساءلة الدولية

ورغم تأكيد روسيا أنها لن تستهدف الاستخدامات السلمية أو المدنية للأقمار الصناعية، فإنها لم تُخفِ نيتها الواضحة في تعطيل أي بنية فضائية يتم استخدامها لدعم العمليات العسكرية الأوكرانية.

ويتماشى هذا التوجه مع السلوك الروسي المستمر منذ بداية الغزو الشامل لأوكرانيا، حيث وُجهت لها اتهامات متكررة بشن هجمات تشويش وتشويش إلكتروني على أنظمة GPS وأقمار صناعية أوروبية.

في يوليو 2023، طالب الاتحاد الدولي للاتصالات موسكو بوقف تدخلاتها في شبكات الأقمار الصناعية، بعد شكاوى قدمتها دول أوروبية عدة، من بينها فرنسا وهولندا والسويد ولوكسمبورغ، إلى جانب أوكرانيا.

وشملت الاتهامات التشويش على إشارات الطائرات المدنية وقرصنة قنوات البث لنشر دعاية روسية تتضمن مشاهد عنف من الحرب.

من بحر البلطيق إلى سانت بطرسبرغ

وفي تطور موازٍ، كانت منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) قد دعت روسيا في وقت سابق من يوليو 2025 إلى التوقف الفوري عن التشويش على إشارات GPS فوق بحر البلطيق.

وأشارت المنظمة إلى أن هذا التشويش يُهدد بشكل مباشر سلامة الطيران المدني في دول مثل لاتفيا، بولندا، إستونيا، ليتوانيا، فنلندا والسويد.

تحقيقات علمية منفصلة، أجراها علماء بولنديون، تتبعت مصادر هذه الإشارات التخريبية، وكشفت أنها تصدر من منشآت روسية ساحلية في منطقة كالينينغراد ومن محيط مدينة سانت بطرسبرغ.

تحوّل في العقيدة الروسية: الفضاء ساحة حرب مفتوحة

الموقف الروسي الجديد يعكس تحوّلاً عقائديًا في التعامل مع الفضاء خلال النزاعات المسلحة. فبعد سنوات من الإشارات الغامضة، باتت موسكو تتعامل علنًا مع الأقمار الصناعية ذات الاستخدام المزدوج (مدني/عسكري) كأهداف مشروعة.

وفي هذا السياق، أعاد مراقبون التذكير بتصريحات أطلقها الدبلوماسي الروسي قسطنطين فورونتسوف في الأمم المتحدة عام 2022، حين حذّر من أن “البنية التحتية الفضائية التجارية التي تدعم الأعمال القتالية قد تُستهدف”.

الفضاء كمسرح اشتباك بين القوى الكبرى

يشير هذا التحوّل إلى توسيع نطاق الحرب الأوكرانية من الأرض والجو إلى الفضاء، حيث أصبحت الأقمار الصناعية جزءًا من منظومة الاستهداف العسكرية.

ففي حال تنفيذ تهديداتها، قد تسعى روسيا إلى ضرب أو تشويش أقمار صناعية تجارية مثل “ستارلينك” التابعة لشركة سبيس إكس، والتي تلعب دورًا محوريًا في الاتصالات والملاحة للقوات الأوكرانية.

وتثير هذه التحركات مخاوف حقيقية من عسكرة الفضاء بشكل كامل، وانهيار الاتفاقات الدولية التي تنظّم استخداماته السلمية.

هل تتحوّل حرب أوكرانيا إلى صراع فضائي شامل؟

إذا ما استمرت روسيا في تصعيد عملياتها ضد البنية التحتية الفضائية الغربية، فقد نشهد مرحلة جديدة من الحرب تشمل استهداف مباشر أو إلكتروني للأقمار الصناعية، بما يفتح الباب أمام سباق تسلح فضائي حقيقي.

وهذا لا يهدد فقط الاتصالات العسكرية، بل يعرّض الملاحة الجوية، وشبكات الإنترنت، وحتى أنظمة الطوارئ في بعض الدول، للخطر.

الأسابيع المقبلة قد تحمل مؤشرات جديدة على ما إذا كانت موسكو ستنتقل من التشويش إلى الضرب الفعلي، وما إذا كانت الدول الغربية ستتخذ خطوات لحماية أقمارها أو الرد على أي استهداف مباشر لها.

اقرأ أيضاً.. تصنيف الجيوش الإسلامية على مستوى العالم في 2025.. ما ترتيب مصر والسعودية؟

زر الذهاب إلى الأعلى