فواتير خفية.. حرب ترامب التجارية تكلّف الأسر الأمريكية 2400 دولار سنويًا

على الرغم من التفاخر المتكرر بـ”الانتصارات التجارية التاريخية”، فإن حرب ترامب التجارية التي يشنها الرئيس الأمريكي، وفقًا للصحفي ستيفن غرينهاوس، تُلحق ضررًا اقتصاديًا بالغًا بالأمريكيين العاديين. فقد دفعت الرسوم الجمركية التضخم إلى الارتفاع، وخفضت نمو الوظائف بأكثر من 70% في الأشهر الثلاثة التي أعقبت إعلان الرسوم الجمركية في “يوم التحرير” في 2 أبريل، وأبطأت النمو الاقتصادي العام.
يقدر مختبر ميزانية جامعة ييل أن ارتفاع الأسعار الناجم عن الرسوم الجمركية سيكلف الأسرة الأمريكية المتوسطة 2400 دولار أمريكي في عام 2025، مع توقع ارتفاع أسعار الملابس بنسبة 37% والأحذية بنسبة 39%. ويجادل غرينهاوس بأن هذه الزيادات تُقوّض مزاعم ترامب بأن الرسوم الجمركية تُمثل نعمة مالية.
يحذر الاقتصاديون من الركود التضخمي
يخشى بعض الاقتصاديين من أن الولايات المتحدة تتجه نحو الركود التضخمي، وهو مزيج خطير من التضخم المرتفع وركود النمو، وهو أمر لم نشهده منذ سبعينيات القرن الماضي. وتُحذر شركة BMO Economics من أن “النشاط الاقتصادي ونمو الوظائف يتباطآن” بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية، وارتفاع الأسعار، وعدم اليقين التجاري.
يعكس الرأي العام هذه المخاوف. فقد أظهر استطلاع رأي حديث أجرته قناة فوكس نيوز أن 62% من الناخبين المسجلين لا يوافقون على سياسات ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية. ويقول بن ماي من شركة Oxford Economics إن الرسوم الجمركية “ترفع الأسعار بشكل واضح… وتضغط على دخل الأسر”.
هجوم عالمي على الرسوم الجمركية وتداعيات دبلوماسية
أدى إعلان ترامب الأخير عن فرض رسوم جمركية تتراوح بين 15% و50% على الواردات من 90 دولة إلى رفع متوسط معدل الرسوم الجمركية الأمريكية إلى 18%، وهو أعلى معدل منذ رسوم سموت-هاولي الجمركية عام 1930، والتي أدت إلى تعميق الكساد الكبير. حتى الحلفاء المقربون – الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية – واجهوا تهديدات قبل الموافقة على خفض الرسوم الجمركية بنسبة 15%.
يُشبّه غرينهاوس نهج ترامب بـ”حملة ابتزاز عالمية”، مُحذّرًا من أن أساليبه العدوانية قد أضرّت بالعلاقات الدولية وأبعدت شركاء قدامى.
اقرأ أيضا.. نور أيه آي.. ماليزيا تُطلق روبوت دردشة للعالم الإسلامي مُدعّم بتكنولوجيا ديب سيك
أهداف التصنيع تتعثر وسط حالة من عدم اليقين
أحد أهداف ترامب المعلنة هو إنعاش قطاع التصنيع في الولايات المتحدة، لكن بيانات معهد إدارة التوريد تُظهر تراجعًا في نشاط المصانع. وقد أعربت شركات كبرى عن إحباطها: فقد خفضت هارلي ديفيدسون إنتاجها، وأعلنت فورد عن انخفاض في أرباحها الفصلية بقيمة 800 مليون دولار بسبب التكاليف المرتبطة بالرسوم الجمركية.
في حين أعلنت بعض الشركات، مثل آبل وجنرال موتورز، عن استثمارات أمريكية جديدة، يتساءل الخبراء عما إذا كانت الرسوم الجمركية كافية لإحداث طفرة تصنيعية طويلة الأجل. ويشير غرينهاوس إلى أن عدم القدرة على التنبؤ بتحولات سياسة ترامب تجعل من غير المرجح أن تلتزم الشركات بإنشاء منشآت جديدة رئيسية في الولايات المتحدة.
استراتيجية بالية في اقتصاد حديث
يزعم غرينهاوس أن حرب ترامب التجارية تنبع من تفكير اقتصادي عتيق، وهو أكثر ملاءمة للاقتصاد الصناعي في منتصف القرن العشرين من سوق اليوم القائم على الذكاء الاصطناعي والموجه نحو الخدمات. ويحذر من أن النتيجة هي استراتيجية اقتصادية تضحي بالقدرة التنافسية الحديثة في سبيل وعد غير مؤكد بنهضة صناعية.