حرب جديدة تدق أبواب العالم.. ماذا يحدث بين تايلاند وكمبوديا؟
تصاعد التوتر بشكل خطير بين تايلاند وكمبوديا خلال الساعات الماضية، في أزمة تهدد بانفـ.ـجار صراع مسلح جديد في جنوب شرق آسيا، وسط تحركات دولية لاحتواء الموقف.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم الجمعة، لبحث تطورات الوضع على الحدود بين البلدين، بعد سقوط قتلى وجرحى ونزوح عشرات الآلاف.
أعنف تصعيد بين تايلاند وكمبوديا منذ 15 عامًا
وفق وسائل إعلام فإن الاشتباكات اندلعت إثر غارات جوية شنتها تايلاند على أهداف عسكرية داخل الأراضي الكمبودية، ردّت عليها فنومبينه بقصف مدفعي وصاروخي طال مناطق حدودية مأهولة.
وأعلنت بانكوك مقـ.ـتل 14 شخصًا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وإجلاء أكثر من 100 ألف مواطن من القرى القريبة من خط التماس.
التصعيد الحالي يُعد الأخطر منذ نحو 15 عامًا، في ظل عودة التوتر إلى منطقة “المثلث الزمردي”، وهي نقطة تقاطع حدودية شديدة الحساسية بين تايلاند وكمبوديا ولاوس.
من لغم حدودي إلى معركة مفتوحة
بحسب تقارير تعود جذور المواجهة إلى انفجار لغم يوم الأربعاء الماضي أدى إلى إصابة خمسة جنود تايلانديين، ما دفع السلطات التايلاندية إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية، بينها سحب سفيرها من كمبوديا وطرد السفير الكمبودي من أراضيها.
وفي اليوم التالي، شهدت المناطق المحاذية لمعبدين أثريين على الحدود تبادلًا كثيفًا لإطلاق النار بين القوات الكمبودية والتايلاندية، لتتحول الأزمة من حادث حدودي محدود إلى مواجهة عسكرية علنية بين بلدين عضوين في رابطة دول جنوب شرق آسيا.
صراع السيادة بين تايلاند وكمبوديا
تدور المواجهات تحديدًا قرب معابد تعود إلى فترة مملكة أنغكور، بين محافظة سورين التايلاندية ومقاطعة أودار مينتشي الكمبودية.
ويُعد النزاع على هذه المنطقة من أقدم النزاعات الحدودية في المنطقة، وتكررت بسببه الاشتباكات المسلحة خلال العقدين الماضيين، رغم اتفاقات التهدئة المتكررة.
كل طرف اتهم الآخر ببدء إطلاق النار، وسط استمرار حالة التوتر الميداني، وتحذيرات من موجة تصعيد جديدة قد تخرج عن السيطرة.
تايلاند ترفض الوساطة الدولية
رفضت الحكومة التايلاندية عروض وساطة تقدمت بها دول كبرى من بينها الولايات المتحدة والصين وماليزيا.
وأعلنت وزارة الخارجية في بانكوك أن الحل يجب أن يكون ثنائيًا مع كمبوديا، دون تدخل خارجي، رغم الجهود التي تبذلها بعض دول رابطة “آسيان” لاحتواء التصعيد.
التحذير من انفـ.ـجار واسع
رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة، بومتام ويشاياشاي، حذر من أن المواجهات الحالية قد تتطور إلى حرب شاملة، إذا لم يتم احتواء الوضع بشكل عاجل.
وأكد أن السلطات التايلاندية تتعامل مع الأحداث بأقصى درجات الجدية، لكنها لن تتهاون في الدفاع عن أراضيها.
في المقابل، شددت وزارة الدفاع الكمبودية على أن قواتها “ردّت على الاعتداءات”، متهمة تايلاند بارتكاب خروقات متكررة داخل الأراضي الكمبودية.
تحرك أممي مرتقب
ينظر إلى جلسة مجلس الأمن على أنها محاولة لإطلاق تحرك دولي يمنع انفـ.ـجار الوضع في منطقة استراتيجية تعاني أصلًا من توترات داخلية، واضطرابات اقتصادية، ونزاعات سيادية مؤجلة.
ورغم أن المعارك ما تزال محصورة في نطاق جغرافي محدود، إلا أن المؤشرات السياسية والعسكرية تنذر بتوسع رقعة الصراع إذا لم يتم التوصل إلى تهدئة سريعة.
اقرأ أيضا
انسحاب أمريكي يطيح بآمال الهدنة.. إلى أين تتجه غزة؟