حرب روسيا وأوكرانيا.. ترامب سيتحدث مع بوتين بشأن إنهاء حمام الدم في هذا الموعد

أفادت مجلة التايم الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيتحدث مع بوتين، يوم الاثنين، بهدف بدء وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.

بحسب منشور على حسابه على موقع “تروث سوشيال”، صرّح ترامب بأن التركيز الأساسي للمكالمة سيكون على “وقف حمام الدم” – في إشارة إلى الخسائر الفادحة في الأرواح في الصراع، الذي شهد مقتل أكثر من 5000 جندي من كلا الجانبين أسبوعيًا.

يأمل ترامب أن يؤدي تدخله إلى يوم مثمر من المناقشات، يُفضي في النهاية إلى إنهاء الحرب، التي وصفها بأنها “ما كان ينبغي أن تحدث أبدًا”.

بعد مكالمته مع بوتين، يعتزم ترامب التحدث بشكل منفصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مما يشير إلى جهد متضافر لإشراك جميع الأطراف الرئيسية في عملية السلام.

تأتي هذه الدعوة في لحظة محورية، عقب جولة أخيرة من المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، على الرغم من فشل تلك المناقشات في تحقيق اختراقات جوهرية.

حالة محادثات السلام واستمرار التوترات

في حين اتسمت المحادثات المباشرة بين المسؤولين الروس والأوكرانيين في إسطنبول بتبادل هام للأسرى – وهو الأكبر في الحرب حتى الآن – إلا أن عدم إحراز تقدم بشأن وقف إطلاق النار استمر في تأجيج الصراع.

رغم إقرار الجانبين بضرورة الحوار، إلا أن مطالب كل طرف لا تزال متباينة. فقد جددت أوكرانيا دعوتها لوقف إطلاق نار كامل وغير مشروط، بينما رفضت روسيا الموافقة على وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا ما لم تُلبَّ شروطها الخاصة.

أدى انهيار المفاوضات وما تلاه من أعمال عنف، بما في ذلك غارة روسية بطائرة بدون طيار في أوكرانيا أسفرت عن مقتل تسعة مدنيين، إلى تكثيف الدعوات لفرض عقوبات أشد على موسكو. وصف الرئيس الأوكراني زيلينسكي الهجوم بأنه “قتل متعمد للمدنيين” وطالب بفرض عقوبات أشد على روسيا ردًا على ذلك.

اقرأ أيضًا: ترامب يتهم جيمس كومي بالدعوة لاغتياله.. رسالة مشفرة وحرب كلامية

جهود الوساطة التي يبذلها ترامب وانخراط الناتو

تعكس مكالمة ترامب المرتقبة مع بوتين وزيلينسكي اهتمامه المستمر بالتوسط في اتفاق سلام، وذلك بعد تصريحاته السابقة بأن المحادثات المباشرة بينه وبين بوتين قد تكون ضرورية لإحراز تقدم ملموس. ويمكن اعتبار جهوده امتدادًا لطموحاته الدبلوماسية، إذ يسعى لتقديم نفسه كوسيط قادر على تهدئة أحد أخطر الصراعات في أوروبا.

بالإضافة إلى محادثاته مع بوتين وزيلينسكي، أعرب ترامب عن أمله في أن يؤيد قادة الناتو رؤيته لوقف إطلاق النار، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح مدى تأثيره على استراتيجية الحلف في هذا الوضع المتقلب.

حرب كان من الممكن تجنبها

يشير سعي ترامب لوقف إطلاق نار فوري في أوكرانيا إلى تصعيد كبير في جهوده الدبلوماسية. وبينما استمرت الحرب لأكثر من ثلاث سنوات، وخسائر فادحة على كلا الجانبين، قد يوفر انخراط ترامب فرصة جديدة للتوصل إلى حل. مع ذلك، ومع وجود اختلافات كبيرة بين مطالب روسيا وشروط أوكرانيا، لا يزال طريق السلام محفوفًا بالتحديات.

السؤال الأهم هو: هل يُمكن تحقيق اختراق دبلوماسي من خلال هذه المحادثات رفيعة المستوى، أم أن الحرب ستستمر، بعواقب وخيمة على ملايين المتضررين؟

زر الذهاب إلى الأعلى