حريق الشارقة يُهدد بكارثة صناعية كبرى في الإمارات| شاهد

في حادث أثار قلقًا واسعا في الإمارات، اندلع صباح اليوم، السبت، حريق هائل في مستودع يحتوي على مواد قابلة للاشتعال داخل ميناء الحمرية، شمال إمارة الشارقة. وبينما تصاعدت سحب كثيفة من الدخان الأسود في سماء الخليج، أعلنت شرطة الشارقة أن الاستجابة الفورية لمنظومة الطوارئ الوطنية أسهمت في السيطرة الكاملة على الحريق، دون تسجيل أي إصابات بشرية.

استجابة طارئة موحدة ومشاركة وطنية لإطفاء حريق الشارقة

منذ اللحظات الأولى، بادرت القيادة العامة لشرطة الشارقة، وهيئة الدفاع المدني، والحرس الوطني، وبلديات الشارقة والحمرية، بالتعاون مع وزارة الدفاع والطيران المشترك، إلى تفعيل منظومة الاستجابة الموحدة. وانتشرت فرق متخصصة ومعدات متقدمة ميدانيا لإخماد النيران ومنع تمددها، في عملية استباقية وصفت بأنها “نموذج في التنسيق المؤسسي والجاهزية”.

الوضع تحت السيطرة

وبدوه، أكد اللواء عبدالله مبارك بن عامر، القائد العام لشرطة الشارقة ورئيس فريق الطوارئ والأزمات والكوارث المحلي، أن الوضع تحت السيطرة التامة، وأنه لم تُسجل أي إصابات بشرية، مشيرًا إلى أن “أولوية الفرق الميدانية كانت ولا تزال حماية الأرواح والممتلكات”. وشدد على أن الجهات المختصة تواصل عملها وفق معايير دولية باستخدام أحدث المعدات، لضمان احتواء الحريق والحد من تداعياته البيئية والمادية.

تزامنا مع جهود الإخماد، رصد شهود عيان مشاهد مروعة على الأرض حيث قال أحد السكان إن: “ألسنة اللهب التهمت الخزانات كأنها انفجارات مدوية”، بينما أشار آخرون إلى أن أعمدة الدخان شوهدت من مناطق بعيدة مثل أم القيوين.

وانتشرت لقطات مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر الحريق يندلع على مقربة من الساحل، ما أثار مخاوف بيئية وأمنية من اتساع نطاق الحادث.

تحذيرات رسمية من نشر الشائعات

وفي بيان رسمي، دعت شرطة الشارقة الجمهور إلى استقاء المعلومات من القنوات الرسمية، محذرة من تداول صور أو مقاطع فيديو غير مصرح بها حول الحادث، في ظل قوانين الجرائم الإلكترونية الصارمة بالدولة. وأكدت أن “نشر المعلومات المضللة يعرض أصحابها للمساءلة القانونية”، مشددة على أن أي مستجدات سيتم إعلانها عبر القنوات المعتمدة.

تفادي كارثة صناعية كبرى

ورغم هول المشهد والخطر الكامن في المواد المشتعلة، تمكنت الفرق الإماراتية من منع تحول الحريق إلى كارثة صناعية كبرى، بفضل الجاهزية العالية، والاستجابة السريعة، والتعاون بين مختلف المؤسسات الاتحادية والمحلية.

وتواصل الجهات المختصة التحقيق في أسباب الحريق، وسط تأكيدات على أن الدروس المستفادة من هذا الحادث ستسهم في تعزيز الجاهزية المستقبلية لمنظومة الطوارئ الوطنية.

اقرأ أيضًا: الاتحاد الأوروبي والإمارات يطلقان مفاوضات تاريخية لاتفاقية تجارة حرة شاملة

التزام رسمي بأمن المجتمع وسلامة البيئة

وأوضحت قيادة الشرطة أن عمليات الإخماد رافقتها تدابير فورية للإخلاء الآمن للمناطق المحيطة، بهدف منع وقوع أضرار بشرية أو خسائر مادية إضافية. كما تم تفعيل فرق المواد الخطرة لضمان خلو المنطقة من أي ملوثات قد تهدد الصحة العامة أو تضر بالبيئة البحرية.

وبينما تتواصل جهود التعافي من الحادث، تؤكد السلطات في إمارة الشارقة أن أمن المجتمع وسلامة أراضيه هما أولوية قصوى لا يمكن التهاون فيها، وأن أي أزمة تُدار بكفاءة ميدانية تعكس الجاهزية المؤسسية للإمارات.