حسين سلامي.. حامل مفاتيح جهنم في إيران الذي أحرقته نيران إسرائيل

في تطور مفاجئ وغير مسبوق، قُتل قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي فجر الجمعة، في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت العاصمة طهران، وفق ما أفادت به وسائل إعلام رسمية وشبه رسمية في إيران.
العملية وُصفت بأنها اختراق أمني كبير يطال قلب المؤسسة العسكرية الإيرانية، إذ يعتبر سلامي أحد أبرز القادة الذين رسموا العقيدة الهجومية للحرس الثوري منذ تأسيسه.
مقتل سلامي، الذي يُعرف بلقب “حامل مفاتيح جهنم” نتيجة تهديداته النارية لإسرائيل والولايات المتحدة، يمثل ضربة قاصمة لنظام الحكم في إيران، خاصة أنه كان من المقربين جداً من المرشد الأعلى علي خامنئي، وعضواً فاعلاً في المجلس الأعلى للأمن القومي.
حسين سلامي يهدد إسرائيل بـ أبواب جهنم
في تصريحات أدلى بها قبل أسابيع من مقتله، توعّد سلامي إسرائيل والولايات المتحدة بقوله: “إذا ارتكبتم أدنى خطأ، فسنفتح عليكم أبواب جهنم”.
لكن الرد الإسرائيلي لم يأتِ بالكلمات، بل عبر صواريخ دقيقة استهدفت موقعاً عسكرياً في طهران، حيث كان سلامي مجتمعاً بقيادات ميدانية. العملية لم تكن مجرد تصفية جسدية، بل رسالة استراتيجية إلى خامنئي نفسه، تؤكد أن إسرائيل قادرة على ضرب أركان النظام في عمقه الأمني والعسكري.
من هو حسين سلامي؟
ولد حسين سلامي عام 1960 في وسط إيران، وانخرط في صفوف الحرس الثوري في بداياته مع اشتعال الحرب العراقية الإيرانية عام 1980.
ترقّى في المناصب بسرعة، وشغل عدة مواقع مؤثرة، أبرزها قائد القوة الجو-فضائية، قبل أن يُعين نائباً لقائد الحرس لمدة تسع سنوات، ثم قائداً عاماً عام 2019 بقرار مباشر من خامنئي.
وعند تعيينه، وصفه المرشد الأعلى بأنه صاحب “خبرات جهادية وميدانية” وأوكله مهمة “رفع القدرات الشاملة للحرس في كافة الأقسام”، في مرحلة كانت تشهد فيها إيران تصاعداً في التهديدات الإقليمية والدولية.
دور سلامي في النظام الإيراني
كان سلامي من أبرز وجوه “تيار المواجهة المباشرة” في النظام الإيراني. لم يكن رجل تسويات، بل من القادة الذين آمنوا بأن الصراع مع إسرائيل وأمريكا وجودي، وليس قابلاً للتهدئة.
وقد شارك في إعداد خطط هجومية معقدة تعتمد على الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، وظهر في أبريل/نيسان 2024 وهو يوجه شخصياً العمليات التي أطلقتها إيران ضد إسرائيل بعد استهداف قنصليتها في دمشق.
وكانت له تصريحات مثيرة للجدل، أبرزها عام 2018، حين خاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلاً: “ابدأ التدريب على السباحة في البحر الأبيض المتوسط… لأنك قد تضطر للهرب إليه قريباً”.
لماذا يمثل اغتيال حسين سلامي تحوّلاً خطيراً؟
يمثل مقتل حسين سلامي تطوراً نوعياً في مسار الصراع بين إيران وإسرائيل، فاغتيال قائد بهذا المستوى داخل العاصمة الإيرانية، يكشف عن ثغرات استخباراتية مقلقة، ويؤكد أن جهاز الموساد بات قادراً على الوصول إلى غرف العمليات العسكرية في طهران نفسها.
كما أن هذا الحادث يأتي بعد سلسلة طويلة من الضربات الإسرائيلية النوعية التي طالت منشآت نووية ومواقع عسكرية، لكن استهداف سلامي يعد الأعنف والأكثر دلالة من حيث التوقيت والرمزية.
إسرائيل أحرقت حامل مفاتيح جهنم في إيران
وفق مراقبون فإن رحيل حسين سلامي، تفقد طهران أحد أكثر رجالها تشدداً وولاءً للمرشد. لم يكن مجرد عسكري، بل صوت الثورة في وجه العالم الخارجي، ورمزاً للردع الإيراني في مواجهة إسرائيل. لكن المفارقة أن من توعّد بفتح أبواب جهنم… احترق بنيرانها أولاً.
اغتيال سلامي يعيد تشكيل موازين الردع في المنطقة، ويفتح الباب أمام تساؤلات أكبر: هل ما تزال إيران قادرة على حماية قادتها؟ وهل تكون هذه الضربة بداية لسلسلة انهيارات في هرم القيادة العسكرية؟
الجواب قد لا يتأخر كثيراً… ولكن حتى ذلك الحين، تبقى صورة سلامي وهو يلوّح بإصبعه مهدداً، آخر ما سيحتفظ به الإيرانيون من قائدٍ أحرقته نيران إسرائيل قبل أن يطلق العنان لجحيمه.
اقرأ أيضا
من المصير المرير إلى الندم.. هل تتحول تهديدات قادة إيران لحرب مفتوحة مع إسرائيل؟