حشد 50 ألف جندي من روسيا وكوريا الشمالية لجبهة خاركيف.. ماذا يحدث؟

أفادت مصادر استخباراتية غربية بأن روسيا قامت بنقل نحو 50 ألف جندي من منطقة كورسك إلى جبهة خاركيف، في خطوة توحي بتحضير هجوم واسع النطاق على المدينة الاستراتيجية الواقعة شمال شرق أوكرانيا .. وتُعزى قدرة روسيا على سحب هذا الكم الكبير من القوات من كورسك إلى انتشار واسع لقوات جيش الشعب الكوري في تلك المنطقة.

روسيا تنقل 50 ألف جندي إلى خاركيف استعداداً لهجوم جديد

وتُعد خاركيف، التي لا تبعد سوى 30 كيلومترًا عن الحدود الروسية، أحد أبرز معاقل المقاومة الأوكرانية منذ اندلاع الحرب، وغالبًا ما توصف بأنها “المدينة الحصينة” في أوكرانيا.

تقدم تدريجي يعزز احتمالات الهجوم الروسي الكبير

شهدت الأسابيع الأخيرة إحراز القوات الروسية مكاسب ميدانية ملحوظة على مشارف خاركيف، بما في ذلك السيطرة على منطقة كامينكا أواخر أبريل، مما زاد من التوقعات بشأن نية موسكو التوسع نحو عمق المدينة.

وأشارت تقارير ميدانية إلى انتشار وحدات النخبة المحمولة جوًا، وهي نفس القوات التي لعبت دورًا بارزًا في التصدي للهجوم الأوكراني على كورسك، ما يعزز التكهنات حول الاستعداد لهجوم مركّز جديد.

قيادات أوكرانية: المؤشرات تؤكد استعدادات هجومية

أكد العميد أندريه بومهايبوس، رئيس أركان اللواء العملياتي الثالث عشر، أن “العدو يسعى للاقتراب من خطوط التماس وشن عمليات هجومية محدودة”، مشيرًا إلى أن تحركات العدو تدل على وجود استعداد فعلي لهجوم أكبر.

وأضاف أن القوات الروسية بدأت بتكثيف عملياتها في مناطق الاحتكاك، وهو ما يعتبر مؤشراً على مرحلة هجومية جديدة.

اقرأ أيضاً.. عين مصر على “لوكلير”| ما الذي يميز الدبابة الفرنسية وهل تناسب الاحتياجات المصرية؟

كوريا الشمالية تُمكّن روسيا من تعزيز جبهتها في خاركيف

وقد لعب الكوريون الشماليون دورًا رئيسيًا في طرد القوات الأوكرانية من كورسك، مما مكّن روسيا من إعادة توجيه مواردها نحو جبهة خاركيف من دون تعريض عمقها للخطر.

المشاركة الكورية الشمالية: دعم ضمن الحدود القانونية

رغم التساؤلات حول مدى قانونية المشاركة الكورية الشمالية، فإن الانتشار الحالي يقتصر على الأراضي الروسية المعترف بها دوليًا، وهو ما يجنّب بيونغ يانغ اتهامات بالتدخل المباشر في غزو أوكرانيا.

في المقابل، ساهم هذا الوجود في منح الجيش الروسي حرية أكبر للحركة في مسارح عمليات أكثر حساسية قرب خاركيف.

أسلحة كوريا الشمالية تدعم التقدم الروسي

إلى جانب الأفراد، استخدمت القوات الروسية منظومات تسليح كورية شمالية مثل الصواريخ الباليستية القصيرة المدى KN-23 وصواريخ Bulsae-4 المضادة للدبابات، ما أضاف قدرات نوعية كان الجيش الروسي يفتقر إليها.

وتُشير تقارير إلى أن وحدات جيش الشعب الكوري أظهرت أداءً ميدانيًا متفوقًا، مما عزز ثقة الروس بالشراكة العملياتية معها.

مرتزقة غربيون في المواجهات

لم تكن كوريا الشمالية الطرف الخارجي الوحيد في معركة كورسك، حيث شاركت أيضًا مجموعات مسلحة غربية داعمة لأوكرانيا، مثل “فيلق المتطوعين البولندي” و”مجموعة المراقبة المتقدمة” الأمريكية.

وبرزت المعركة كواحدة من أكثر ساحات القتال تداخلاً على المستوى الدولي، مع تنامي الأدوار غير الحكومية والموازية للجيوش النظامية.

الهجوم الأوكراني على كورسك: نصر تكتيكي أم كارثة استراتيجية؟

في السادس من أغسطس العام الماضي، شنت أوكرانيا هجومًا واسع النطاق على كورسك بالتزامن مع عملية أخرى في بيلغورود. وعلى الرغم من التقدم الأولي، انتهت العملية بكارثة للقوات الأوكرانية التي وجدت نفسها محاصرة بين قوات روسية متفوقة، وبغطاء جوي محدود، مما أدى إلى خسائر كبيرة بين صفوف وحداتها الأكثر تدريبًا.

كورسك تفتح الطريق لمرحلة جديدة من التقدم الروسي

تشير التقديرات إلى أن الخسائر التي تكبدتها القوات الأوكرانية، لا سيما من وحداتها النخبوية، ستنعكس سلبًا على قدرتها الدفاعية في مناطق مثل خاركيف.

ومع تحوّل كورسك إلى نقطة استنزاف رئيسية، بات من المرجح أن تواجه أوكرانيا صعوبات متزايدة في وقف التقدم الروسي غربًا، لا سيما مع استمرار التدفق العسكري من كوريا الشمالية.

اقرأ أيضاً.. مقاتلات Su-57| بعد انضمامها للجزائر.. أي الدول تترقب الحصول على الشبح الروسي؟

زر الذهاب إلى الأعلى