حشود حول سد تشرين.. هل تشهد سوريا مواجهة عسكرية بين قسد ودمشق؟​

تشهد منطقة سد تشرين في ريف حلب شمال سوريا توترات متصاعدة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية جديدة قد تهدد الاستقرار الهش في شمال سوريا.​

يقع سد تشرين على نهر الفرات جنوب شرق مدينة منبج، ويُعد من أبرز مصادر توليد الكهرباء في شمال سوريا، بسعة تخزينية تبلغ 1.9 مليار متر مكعب وقدرة إنتاجية تصل إلى 630 ميغاوات. تسيطر قسد على السد منذ عام 2015، مما منحها نفوذًا كبيرًا في المنطقة.​

إعلان

اتفاق هش بين دمشق وقسد حول سد تشرين

أوائل أبريل 2025، توصلت الحكومة السورية وقسد إلى اتفاق يقضي بإدارة مشتركة لسد تشرين، مع تحييده عن العمليات العسكرية.

نص الاتفاق على إشراف مشترك على تشغيل وصيانة السد، وتشكيل قوة أمنية مشتركة لحمايته، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال الترميم بالتعاون مع خبراء دوليين لضمان استدامة خدماته الحيوية.​

انسحاب قسد ودخول القوات الحكومية

بموجب الاتفاق، بدأت قسد في أبريل 2025 عملية انسحابها من منطقة السد إلى مناطق سيطرتها شرق نهر الفرات. في المقابل، دخلت قوات الأمن العام السورية إلى منطقة السد لفرض الأمن والاستقرار، تنفيذًا للاتفاق المبرم بين الطرفين.​

تصاعد التوترات والاشتباكات في محيط سد تشرين

رغم الاتفاق، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قسد والفصائل الموالية لتركيا في محيط سد تشرين، أسفرت عن مقتل عشرات من الجانبين.

كما تعرض السد لأضرار جسيمة نتيجة القصف المتبادل، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة مؤقتًا وتوقف توليد الكهرباء، مما أثر على حياة آلاف المدنيين في المنطقة.​

كونفرانس القامشلي ومحاولة لتوحيد الصف الكردي

في 26 أبريل 2025، عقد في مدينة القامشلي مؤتمر “وحدة الموقف الكردي في سوريا”، بمشاركة أكثر من 300 شخصية من ممثلي الأحزاب الكردية السورية، وأحزاب كردستان العراق وتركيا، بالإضافة إلى شخصيات سياسية ودينية بارزة.

هدف المؤتمر إلى صياغة وثيقة موحدة تتضمن مطالب الأكراد من الحكومة السورية بشأن مستقبل الدولة وحقوق الأكراد، وتشكيل وفد كردي مشترك للحوار مع دمشق.​

رد فعل دمشق على المؤتمر

قوبل المؤتمر بردود فعل متباينة من قبل الحكومة السورية. ففي حين أبدت بعض الأطراف استعدادها للحوار، اعتبرت دمشق أن تشكيل وفد كردي موحد دون التنسيق معها يعد خطوة أحادية الجانب، مما زاد من حدة التوتر بين الطرفين.​

مخاوف من مواجهة عسكرية شاملة

تزايدت المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية شاملة بين قسد والحكومة السورية، خاصة في ظل استمرار الحشود العسكرية من كلا الجانبين حول سد تشرين.

ويرى مراقبون أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، خاصة مع أهمية السد في توفير الكهرباء والمياه للمنطقة.​

وفي ظل هذه التطورات، يظل مستقبل سد تشرين مرتبطًا بمدى التزام الأطراف بالاتفاق، وقدرتهم على تجاوز الخلافات السياسية والميدانية لضمان استمرارية الخدمات الحيوية التي يقدمها السد للسكان في المنطقة.

ويبقى السؤال المطروح: هل تنجح الجهود الدولية في منع اندلاع مواجهة عسكرية جديدة في شمال سوريا؟​

اقرا أيضا

التسجيل المسيء للنبي محمد يشعل الغضب ضد الدروز في سوريا- ما القصة؟

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى