حصاد الأسد الصاعد.. ماذا قالت إسرائيل عن نتائج الحرب مع إيران؟

أعلنت إسرائيل، تفاصيل ما وصفته بـ”أكبر عملية عسكرية جوية في تاريخها الحديث” ضد إيران، والتي حملت اسم “الأسد الصاعد”، واستمرت 12 يومًا متواصلة من القصف الجوي والهجمات السيبرانية والبحرية.

ووفق البيان الرسمي للجيش الإسرائيلي، استهدفت العملية البرنامج النووي الإيراني بشكل مباشر، إضافة إلى منشآت عسكرية، ومراكز أبحاث، ومخازن صواريخ، وقواعد جوية.

اغتيالات نوعية لضرب العمود العلمي للنووي الإيراني

قال الجيش الإسرائيلي، إنه نجح خلال العملية في “اغتيال 11 عالماً إيرانياً بارزاً”، ممن وصفهم بأنهم “ركائز البرنامج النووي الإيراني”، دون أن يسميهم، لكنه أشار إلى أنهم “تورطوا في تطوير أجهزة الطرد المركزي، وإدارة مشاريع تخصيب اليورانيوم، ومراقبة المنشآت تحت الأرض”.

العملية التي استهدفت هؤلاء العلماء، جرت بالتزامن مع هجمات دقيقة على مراكز أبحاث نووية تقع في طهران وأصفهان وقم، بحسب الجيش الإسرائيلي.

إسرائيل تشن ضربات جوية كثيفة على إيران

البيان العسكري الإسرائيلي أكد أن سلاح الجو نفذ أكثر من 1500 طلعة جوية خلال 12 يوماً، تم خلالها قصف نحو 900 هدف داخل إيران، من بينها مطارات رئيسية مثل طهران، مشهد، تبريز، إلى جانب منشآت في نطنز وفوردو وأراك.

وقال الجيش إن “الضربة الأبعد” نفذتها مقاتلات إسرائيلية استهدفت مطار مشهد الواقع على بعد 2400 كلم من تل أبيب، في إشارة إلى قدرة سلاح الجو على العمل في عمق الأراضي الإيرانية.

تدمير منشآت نووية ومواقع تخصيب

وفق الرواية الإسرائيلية، تم تدمير أجزاء من منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، إلى جانب منشآت في فوردو، والتي تقع تحت الأرض، ومفاعل أراك النووي غير النشط، لمنع إعادة تأهيله.

وقال البيان إن هذه المواقع كانت تضم أجهزة طرد مركزي من الجيل الأحدث، إضافة إلى غرف تحكم كهربائية وبنى تحتية داعمة. واعتبر الجيش أن “القدرة النووية الإيرانية تراجعت سنوات إلى الوراء”.

إسرائيل تعلن استهداف البنية التحتية العسكرية بـ إيران

أعلنت إسرائيل أنها دمرت 35% من مواقع إنتاج الصواريخ الباليستية، وأتلفت أكثر من 200 منصة إطلاق صواريخ، وهو ما يعادل 50% من المنظومة الصاروخية الإيرانية، بحسب البيان.

كما أُعلن عن تدمير 15 طائرة عسكرية، واستهداف 6 مطارات عسكرية في مناطق متفرقة، مما يُعد ضربة مباشرة للقدرات الجوية الإيرانية.

عمليات بحرية واعتراض مسيرات

الجيش الإسرائيلي كشف عن مشاركة سلاح البحرية في تنفيذ أكثر من 3500 ساعة عمليات بحرية في البحرين المتوسط والأحمر، تم خلالها اعتراض 30 طائرة مسيّرة كانت تُستخدم لشن هجمات ضد مصالح إسرائيلية.

كما أُعلن عن اعتراض مئات الصواريخ الإيرانية والمسيرات الهجومية عبر منظومات الدفاع الجوي داخل الأراضي الإسرائيلية، ما يشير إلى أن إيران ردّت بإطلاق وابل من الصواريخ خلال أيام الحرب.

تصفية قيادات عسكرية إيرانية

في تطور لافت، أكد البيان الإسرائيلي أن العملية أسفرت عن “تصفية أكثر من 30 من أبرز القيادات العسكرية الإيرانية”، دون الكشف عن هوياتهم. وذكر أن هذه القيادات تنتمي إلى الحرس الثوري الإيراني، ووحدات تطوير الصواريخ، والدفاع الجوي، والقيادة اللوجستية.

وبحسب الرواية العسكرية، فإن هذه التصفيات تمّت في موجات متفرقة من الضربات، في كل من طهران، وقم، وأصفهان، وأهواز.

إسرائيل تزعم: أعدنا إيران سنوات إلى الوراء

قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير إن العملية “نجحت في تحقيق جميع أهدافها الأساسية”، وإن البرنامج النووي الإيراني “تضرر بشكل كبير وعميق، وتراجع عدة سنوات إلى الوراء”.

وأضاف زامير: “أنجزنا ما لم يكن ممكناً عبر الدبلوماسية أو العقوبات… إيران الآن في موقع دفاعي، والمنطقة أمام مشهد استراتيجي جديد”.

 هل انتهت الحرب بين إيران وإسرائيل فعلاً؟

ورغم الإعلان الإسرائيلي عن “انتهاء العملية بنجاح”، إلا أن تساؤلات تطرحها دوائر أمنية ودولية بشأن مدى قدرة إيران على استعادة برنامجها النووي، ونيتها في الرد لاحقاً، سواء بشكل مباشر أو عبر أذرعها في المنطقة، مثل “حزب الله” أو “الميليشيات العراقية”.

كما يبرز سؤال آخر حول المدى الزمني الذي ستستغرقه إيران لإعادة تشغيل منشآت نُسفت أو تضررت، في ظل معرفتها المسبقة بقدرة إسرائيل على الوصول إلى عمق أراضيها، وهو ما يعني أن جولة جديدة قد لا تكون بعيدة.

اقرأ أيضًا: خطة التطبيع الجديدة تُشعل الخلافات في إسرائيل.. هل يدفع نتنياهو الثمن؟

زر الذهاب إلى الأعلى