عسكرية

وثائق تكشف كيف حاصر الجيش المصري إسرائيل من باب المندب خلال حرب أكتوبر

في الثاني عشر من أغسطس من عام 1973، أصدرت قيادة القوات البحرية المصرية أوامرها بتحرك مجموعة مدمرات البحر الأحمر المتمركزة بميناء سفاجا، والتي تضم المدمرتين “سجم الفاتح” و”سجم الظافر”وهما من طراز سكوري، لإعادة التمركز بميناء عدن اليمني بالقرب من مضيق باب المندب بجنوب البحر الأحمر.

وتشير الوثيقة إلى قدرات البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر، حيث ذكرت أن العدو كان يمتلك بعض الوحدات البحرية، يتمركز بعضها بمدينة شرم الشيخ أو كما أطلق عليها الإسرائيليون “عوفيرا”، بالإضافة إلى إستخدام ناقلات تجارية لنقل البترول والنفط والبضائع، مع القيام بنشاط بحري وجوي من حين لآخر بمنطقة سفاجا – الغردقة – برنيس.

وبحسب وثائق حرب أكتوبر التي رفعت وزارة الدفاع المصرية السرية عنها وأطلعت عليها “خاص عن مصر“، كلفت مجموعة المدمرات التابعة للقوات البحرية المصرية بإحكام الحصار البحري على إسرائيل خلال فترة الحرب، حيث جاءت التعليمات على النحو الآتي: “مهمة المجموعة هي التعرض لخطوط مواصلات العدو البحرية جنوب خط العرض 16° وحتى باب المندب بواسطة 2 مدمرة”.

اقرأ أيضاً.. “سلامة”.. كلمة السر في خداع إسرائيل وتحقيق النصر في حرب أكتوبر 

وهكذا أتخذ القرار بفرض الحصار البحري على إسرائيل من المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، ومع بداية القتال أعلنت مصر ان البحر الأحمر منطقة عمليات حربية وحذرت السفن من دخوله، حيث منعت القوات البحرية المصرية وصول سفن الشحن التجارية والنفط الإيراني إلى إسرائيل مما تسبب في أضرار إقتصادية جسيمة.

ووفقا لما جاء في الوثائق، لم تستهدف مصر من خلال حصارها مضيق باب المندب قطع الإمدادات عن اسرائيل فقط، لكنها عملت على ذلك أيضاً بهدف إفقاد مدينة شرم الشيخ المصرية بجنوب سيناء، والتي كانت تحت السيطرة الإسرائيلية آنذاك لأهميتها الإستراتيجية نتيجة منع كافة أنواع السفن التجارية من الوصول إليها.

كما يؤكد تقرير هيئة عمليات القوات المسلحة، عن تقييم أعمال القتال لشهر أكتوبر من عام 1973، أن إسرائيل حاولت دفع بعض السفن الحربية إلى داخل البحر الأحمر في محاولة لفك الحصار البحري المصري، ولكن تم إغراق بعضها، بينما عاد اليعض من حيث أتى.

وكان يصل إسرائيل عبر مضيق باب المندب 46 ناقلة نفط مختلفة الأحجام تنقل حوالي 18 مليون طن من النفط، حيث منعت البحرية المصرية باستخدام مدمرتين وغواصتين عبور أي ناقلة نفط متجهة إلى اسرائيل طوال فترة حرب أكتوبر 1973، بحسب ما ذكره الفريق محمد عبدالغني الجمسي في مذكراته.

زر الذهاب إلى الأعلى