حكاية مجمع أثري .. جامع الأمير شيخون صاحب تاريخ الإنشاء غير المعلوم
اعداد : الباحث يوسف السادات
في شارع الصليبة بحي الخليفة سوف نجد أثر هام و هو مسجد مميز من العصر المملوكي البحري ما الحكاية الامير سيف الدين شيخو بن عبدالله العمري الناصري ، باعه الخواجا عمر (لذلك سمي العمري) للسلطان الناصر محمد بن قلاوون ( لذلك سمي الناصري ) تزوج فيما بعد ابنة الناصر محمد ، و تدرج شيخو في المناصب المختلفة ووصل الي منصب رأس نوبة كبير في عصر السلطان الصالح صالح بن الناصر محمد ، و في دولة السلطان الناصر حسن الثانية عينه السلطان في منصب اتابك العسكر .
و كان من اهل الحل و العقد في البلاد و كان السلطان الناصر حسن لا يقطع امراً قبل استشارة الامير كبير شيخو مدبر المملكة ؛ و قيل عنه انه قارون عصره و عزيز مصر لكثرة امواله و أن دخله من اقطاعاته و أملاكه يبلغ ٢٠٠ الف درهم على حد قول المقريزي في كتابه المواعظ و الإعتبار بذكر الخطط و الاثار.
في سنة ٧٥٠ ه أنشأ الأمير شيخو مسجده الواقع بشارع الصليبة بعد هدم عدد من البيوت و الحوانيت و التي اشتراها قبل قيامه بذلك و في سنة ٧٥٣ ه رتب فيه دروس و موظفين و بلغت جملة النفقات على المسجد ٣٠٠٠ درهم شهرياً .
وفي شعبان من سنة ٧٥٨ ه و اثناء وجود الأمير شيخو بقلعة الجبل بدار العدل و في حضور السلطان الناصر حسن قام احد المماليك السلحدارية وهو قطلو خجا بضرب الامير ثلاث ضربات بالسيف في رأسه و وجهه و ذراعه فسقط الامير فوراً و سادت الفوضى و أشيع أن الأمير قتل فصعدت مجموعة من مماليكه و اخذوه
و تبين انه لم يفرق بعد الحياة فنزل اليه الأمراء و على رأسهم الأمير صرغتمش الناصري و اعتذروا له عما حدث و اكدوا له ان السلطان لم يكن يعلم بما في نفس المملوك و انه امر بالقبض على الفاعل و مسمرته على لوح من خشب و طيف به في القاهرة على جمل ، و زار السلطان الناصر حسن الأمير شيخو اكثر من مرة للاطمئنان عليه .
و في اواخر شهر ذي القعدة من عام ٧٥٨ للهجرة توفي الامير كبير اتابك عسكر الديار المصرية شيخو العمري و نزل السلطان الناصر حسن و صلى عليه الجنازة و تبع جثمانه إلي حيث وري الثرى بالخناقاه الخاصة به المقابلة لمسجده بذات الشارع .
قال عنه المؤرخ ابن اياس الحنفي في كتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور ” و كان الاتابكي شيخو أميرا ديّنا خيّرا ، كثير البر و الصدقات ” .