حماس تعلن عن أربع مجندات إسرائيليات تفرج عنهن نهاية الأسبوع الجاري
القاهرة (خاص عن مصر)- أعلنت حماس عن إطلاق سراح أربع جنديات إسرائيليات محتجزات في غزة، لكن حذف آخر رهينة مدنية متبقية من القائمة أثار مخاوف في إسرائيل.
أدت هذه الخطوة، التي تعد جزءًا من اتفاق وقف إطلاق النار الجاري بين حماس وإسرائيل، إلى تكهنات حول ما إذا كانت الجماعة ملتزمة تمامًا بشروط الاتفاق.
اتفاق وقف إطلاق النار والالتزام المتنازع عليه
وفقا للجارديان، ينص اتفاق وقف إطلاق النار على إطلاق سراح الرهائن على مراحل، مع إعطاء الأولوية للأسيرات المدنيات قبل الانتقال إلى الجنديات، والأفراد المسنين، وأولئك الذين يعانون من سوء الصحة.
ومع ذلك، أثار قرار حماس بالإفراج عن الجنديات قبل الرهينة المدنية الأخيرة، أربيل يهود، الجدل، واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البداية ذلك خرقًا للاتفاق، لكنه قرر لاحقًا المضي قدمًا في العملية، وقرر أن الانتهاك لم يكن شديدًا بما يكفي لعرقلة المفاوضات.
تحديد هوية الرهائن واختفاء رهينة مدنية من القائمة
تم احتجاز الجنديات الأربع المقرر إطلاق سراحهن – كارينا أرييف، ودانييلا جلبوع، ونعمة ليفي، وليري الباغ – كرهائن خلال الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وهؤلاء النساء، اللواتي ينتمين إلى وحدة مراقبة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي متمركزة بالقرب من ناحال عوز، ما زلن في الأسر لمدة 15 شهرًا.
ومن اللافت للنظر غياب أربيل يهود، وهي مواطنة إسرائيلية ألمانية مزدوجة، والتي توقع المسؤولون الإسرائيليون إطلاق سراحها في هذه الجولة، وتشير التقارير إلى أن يهود ربما تكون محتجزة لدى فصيل مسلح آخر، الجهاد الإسلامي الفلسطيني، وليس حماس نفسها، وقد يفسر هذا التعقيد المحتمل صعوبة تأمين إطلاق سراحها.
اقرأ أيضا.. الهدنة الهشة في غزة.. ألغام تهدد بنسف وقف إطلاق النار
تحليل الخبراء: انتهاك أم مناورة استراتيجية؟
قلل دانييل ليفي، المفاوض الإسرائيلي السابق، من أهمية انحراف حماس عن شروط وقف إطلاق النار، وأشار إلى أن تأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى الجماعات المسلحة المختلفة داخل غزة يضيف تعقيدًا إلى العملية.
وفقًا لليفي، فإن كلا الجانبين يضعان نفسيهما في موقف يسمح لهما بالمطالبة بخرق الاتفاق في حالة انهياره، لكنه يعتقد أن حجة إسرائيل أضعف، كما حذر من أن التزام إسرائيل بمواصلة العمليات العسكرية على الرغم من الاتفاق يشكل خطرًا أكبر على الهدنة.
عملية تبادل الرهائن الجارية
بموجب الاتفاق، من المتوقع الآن أن تصدر إسرائيل قائمة بالمعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في المقابل، تم إجراء أول تبادل يوم الأحد الماضي، حيث تم إطلاق سراح ثلاثة مدنيين إسرائيليين و90 سجينًا فلسطينيًا، وكجزء من المرحلة الأولية، من المقرر إطلاق سراح 33 رهينة – معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن – تدريجيًا مقابل مئات السجناء الفلسطينيين.
كما ينص الاتفاق على إطلاق سراح جميع الجنديات الأحياء في المرحلة الأولى، كانت الجنديات اللواتي تم تحديد هويتهن حديثًا جزءًا من وحدة مراقبة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي بالقرب من غزة، مسؤولة عن مراقبة الأنشطة داخل الجيب.
أشارت التقارير إلى أن وحدتهم كانت قد حذرت من تحركات مسلحة غير عادية، بما في ذلك التدريب على القفز بالمظلات، قبل هجوم السابع من أكتوبر، ولكن تحذيراتهم قوبلت بالتجاهل.
ردود الفعل العامة والاعتبارات الإنسانية
لقد أثارت لقطات لمسلحي حماس وهم يأسرون جنديات من جيش الدفاع الإسرائيلي وصور أسرهن احتجاجات عامة في إسرائيل.
وقد أظهر أحد مقاطع الفيديو المؤلمة بشكل خاص نعمة ليفي وهي مقيدة من قبل مقاتلين مسلحين، ووجهها ملطخ بالدماء، في حين ظهر مقطع آخر لليري الباغ قبل ثلاثة أسابيع وهي تبدو منهكة وهي تتوسل لوقف إطلاق النار.
وقد وجه والدا الباغ نداءً عاطفياً إلى نتنياهو، وحثاه على إعطاء الأولوية للعودة الآمنة لجميع الرهائن، وتوسلا إليه قائلاً: “اتخذ قراراتك وكأن أطفالك هناك”.
تقدر إسرائيل أن ما يقرب من ثلث إلى نصف الرهائن التسعين المتبقين في غزة ربما ماتوا بالفعل، ومع ذلك، لم تقدم حماس معلومات واضحة عن عدد الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة، مما ترك العديد من الأسر في حالة من عدم اليقين المؤلم.