حماس وحسين الشيخ.. كيف تنظر الحركة الخضراء لنائب عباس وخليفته المحتمل؟

في خطوة أثارت الكثير من الجدل، أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن تعيين حسين الشيخ نائباً للرئيس محمود عباس.
وفق تقارير فإن هذا التعيين يأتي بعد استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية، ويعُده البعض تمهيدًا لخلافة عباس في قيادة السلطة الفلسطينية.
في المقابل، ندَّدت حركة حماس بهذه الخطوة، معتبرةً أنها تعكس استجابة لضغوط خارجية وإصرارًا على نهج التفرد والإقصاء.
حماس ترفض تعيين حسين الشيخ
في أول رد فعل رسمي، وصفت حركة حماس تعيين حسين الشيخ نائبًا للرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه “خطوة مستنكرة”.
وأكدت أن القرار جاء نتيجة إملاءات خارجية تهدف إلى تكريس التفرد في قيادة السلطة الفلسطينية. مشيرةً إلى أن التعيين يبتعد عن التوافق الوطني وإرادة الشعب الفلسطيني، ويعكس استمرار تعطيل مؤسسات منظمة التحرير.
وأوضحت حماس في بيانها أن “أولوية شعبنا الفلسطيني اليوم هي وقف العدوان وحرب الإبادة والتجويع، وتوحيد الجهود لمواجهة الاحتلال والاستيطان، وليس توزيع المناصب وتقاسم كعكة السلطة لإرضاء أطراف خارجية”.
وأضافت الحركة أنها تدعو جميع الفصائل الفلسطينية إلى رفض هذه الخطوة، والمطالبة بإعادة بناء منظمة التحرير على أسس وطنية وديمقراطية بعيدا عن التدخلات الخارجية.
ضغوط خارجية وراء تعيين الشيخ
ويرى العديد من المحللين والمراقبين الفلسطينيين أن تعيين حسين الشيخ قد يكون تمهيداً لخلافة محمود عباس في قيادة منظمة التحرير، خاصةً في حال إجراء انتخابات رئاسية.
وبحسب خبراء فإنه يمكن أن تكون هذه الخطوة قد تكون نتيجة ضغوط خارجية، حيث لا يمكن إجراء تغييرات جذرية بدون ضغوط من أطراف دولية.
وكان الرئيس عباس قد تعهد في القمة العربية الطارئة التي عُقدت في مارس 2025 بإعادة هيكلة الأطر القيادية الفلسطينية، وتحقيق إصلاحات داخلية.
لكن بعض المسؤولين الفلسطينيين يرون أن التعيين الأخير ليس إلا استجابة لهذه الضغوط الخارجية، مشيرين إلى أن المطلوب كان تعيين نائب للرئيس يعكس التغيير الفعلي في السلطة، بما في ذلك نقل صلاحيات الرئيس إلى نائبه في حال غيابه.
من هو حسين الشيخ؟
يعتبر حسين الشيخ من أبرز الشخصيات الفلسطينية المقربة من الرئيس محمود عباس. وُلد الشيخ في مدينة رام الله عام 1961، وينحدر من عائلة لاجئة من دير طريف.
في سن مبكرة، تعرض للاعتقال من قبل السلطات الإسرائيلية، حيث قضى أكثر من عشر سنوات في السجون خلال السبعينات والثمانينات.
برز اسم الشيخ خلال توليه رئاسة الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، وهي الهيئة المسؤولة عن تنظيم العلاقة مع الجانب الإسرائيلي في مختلف القضايا الحياتية اليومية للفلسطينيين.
وقد تميز الشيخ بقدرته على التواصل باللغة العبرية، وهو ما جعله شخصية مهمة في الدوائر الدبلوماسية الفلسطينية.
كما تولى الشيخ عدة مناصب في منظمة التحرير، من بينها أمانة سر اللجنة التنفيذية بعد وفاة صائب عريقات، وكان مسؤولاً عن دائرة المفاوضات مع إسرائيل.
ويعتبر الشيخ أيضاً أحد الشخصيات الرئيسية في السياسة الفلسطينية المعنية بملف العلاقة مع إسرائيل وتوحيد الصف الفلسطيني.
ماذا يعني تعيين الشيخ؟
أثار تعيين حسين الشيخ نائباً للرئيس الفلسطيني تساؤلات حول مستقبل السلطة الفلسطينية وتوجيهاتها السياسية في الفترة المقبلة.
إذ يعتبر بعض المراقبين أن تعيين الشيخ يعد خطوة نحو تعزيز موقفه داخل حركة فتح ومنظمة التحرير، ما قد يعزز فرصه في خلافة محمود عباس في حال إجراء انتخابات رئاسية.
إلا أن موقف حركة حماس يعكس حالة من الانقسام الداخلي في الساحة الفلسطينية. ففي حين ترى حماس أن هذا القرار يعكس تفرد القيادة الفلسطينية بالسلطة بعيداً عن إرادة الشعب، يؤكد بعض المحللين أن قرار تعيين نائب الرئيس يأتي في إطار إعادة ترتيب الأوراق الفلسطينية بناءً على الضغوط السياسية الخارجية.
اقرأ أيضًا: انفجار بندر عباس .. كارثة جديدة لإيران هل تُشبه مرفأ بيروت؟