حمى الذهب القمرية.. تريليون دولار من المعادن الثمينة على القمر “دراسة”

لطالما أذهل القمر الشعراء والحالمين ورواد الفضاء. وقد يجذب قريبًا جيلًا جديدًا من المغامرين؛ عمال المناجم. ووفقًا لدراسة جديدة رائدة، حوّلت مليارات السنين من اصطدامات الكويكبات سطح القمر إلى كنز دفين محتمل – حيث قد تتجاوز قيمة معادن مجموعة البلاتين (PGMs) تريليون دولار موزعة على سطحه المليء بالفوهات.

تشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة Planetary and Space Science وأشرف عليها جايانث فياساناكير، إلى أن القمر قد يحتوي على ما يصل إلى 30 مليون كيلوجرام من معادن مجموعة البلاتين (PGMs) – بما في ذلك الروثينيوم والروديوم والبلاديوم والأوزميوم والإيريديوم والبلاتين نفسه.

هذه العناصر النادرة حيوية للتكنولوجيا، من المحولات الحفازة إلى الإلكترونيات وقطاع الطاقة النظيفة.

يوضح فياساناكير: “على مدى أجيال من ولادة النجوم وموتها، تختلط هذه العناصر مع عناصر أخرى وتنتهي في أقراص تُشكّل الكواكب، ثم داخل الكواكب والكويكبات”.

الأصول الكونية والمزايا القمرية

تتشكل الجسيمات الدقيقة (PGMs) من خلال التصادمات الانف.جارية للنجوم النيوترونية، ثم تندمج لاحقًا في الكويكبات المعدنية، والتي قد تُخلّف رواسب كبيرة عند اصطدامها بالقمر.

على عكس الأرض، فإن افتقار القمر للغلاف الجوي يعني أن الكويكبات تصطدم بالسطح مباشرةً دون أن تحترق. ومع عدم وجود صفائح تكتونية لدفن بقاياها، فإن ما يهبط على القمر يميل إلى البقاء على السطح أو بالقرب منه.

في سياق متصل، يبلغ الإنتاج العالمي السنوي الحالي من الجسيمات الدقيقة (PGMs) حوالي 600 طن (600000 كيلوجرام). حتى لو لم يكن من الممكن الوصول إلا إلى جزء ضئيل من التقديرات القمرية، فسيصبح القمر بسهولة أغنى احتياطي معروف خارج الأرض.

تحديات وفرص الاستخراج

تبدو فكرة تعدين القمر جذابة، لكنها تأتي مع تحديات تقنية هائلة. فبيئة القمر – الفراغ الجاف الذي تبلغ جاذبيته سدس جاذبية الأرض فقط – تجعل طرق التعدين التقليدية غير عملية. فمعظم طرق تكرير المعادن الدقيقة على الأرض تتطلب كميات كبيرة من الماء، وهو مورد غير متوفر بسهولة على القمر.

ومع ذلك، يتميز القمر بمزايا فريدة مقارنةً بتعدين الكويكبات. فقربه من الأرض يسمح بتشغيل الروبوتات والآلات عن بُعد في الوقت الفعلي تقريبًا – مع تأخير قصير في الاتصال. كما أن القمر هدف ثابت وقابل للرسم على الخرائط، على عكس الكويكبات المتحركة وغير المستقرة في كثير من الأحيان.

ويشير فياساناكيري إلى أن “انعدام الجاذبية يجعل من المستحيل على مركبة فضائية أن “تهبط” على كويكب. والعديد من الكويكبات عبارة عن “أكوام من الأنقاض” – فسطحها غير مستقر.

اقرأ أيضًا: أوكرانيا تصنع الحدث.. غارة بطائرات بدون طيار تُجبر الغرب على إعادة الحسابات

 القمر يحتوي على معادن: تأثير السوق والتوقعات الاقتصادية

هل يُمكن أن تُغرق طفرة التعدين القمري السوق وتُؤدي إلى انهيار أسعار البلاتين؟ يُشير الخبراء إلى أنه من غير المُحتمل – على الأقل في الوقت الحالي. ويُشير فياساناكيري إلى أنه حتى لو نجح عمال المناجم القمريون في إعادة بضعة أطنان من معادن البلاتين الدقيقة سنويًا، فلن يكون لذلك سوى تأثير طفيف على الأسعار العالمية.

يتطلب استخراج كميات كبيرة من معادن القمر وإعادتها التغلب على عقبات تكنولوجية ولوجستية هائلة.

بدلاً من ذلك، من المُرجح أن تكون جهود التعدين القمري المُبكرة محدودة، من حيث التكلفة والقدرات. يُؤكد التقدير “المُحافظ” للدراسة – بمساهمة من باحثين في مركز هارفارد وسميثسونيان للفيزياء الفلكية وجامعة برمنغهام – على إمكانات القمر، ويُذكرنا في الوقت نفسه بأن التعدين القمري العملي لا يزال يُمثل تحديًا هائلاً.

 القمر يحتوي على معادن: سباق فضائي جديد؟

مع تزايد الاهتمام من قِبل شركات الفضاء الخاصة والوكالات الوطنية، يُمكن أن يُحدد السباق نحو استخراج ثروة القمر المعدنية ملامح عصر الاستكشاف القادم. بينما يُقيّم المهندسون ورواد الأعمال المخاطر والمكافآت، قد يُصبح سطح القمر المُحفور قريبًا أكثر مواقع التعدين قيمةً – وأكثرها إثارةً للجدل – في العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى