حنان مطاوع: شخصية الكفيفة بـ«حياة أو موت» أرهقتني.. وأعمال 15 حلقة الأنسب وهذه طقوسي في رمضان | حوار

حنان مطاوع لها فلسفتها الخاصة فى تقديم أعمال تحترم عقلية المشاهد من خلالها، ولذلك تبحث دائما عن العمل الذي يقدم رسالة مهمة للجمهور، وهو ما وجدته فى مسلسل “حياة أو موت” المقرر عرضه فى النصف الثانى من شهر رمضان، وتعد تجربة جديدة ومختلفة تخوضها بعد نجاح مسلسلها الأخير “صفحة بيضا”

حنان مطاوع تكشف عن أسرار فنية

التقينا بالفنانة حنان مطاوع لتتحدث عن تجربتها الجديدة “حياة أو موت”، وسر وصفها بأنه مرهق بالنسبة لها، كما تتحدث عن رؤيتها الفنية فى تقديم أعمال مكونة من 15 حلقة، كما تتحدث عن كيفية قضاء رمضان.

اقرأ أيضًا : مسلسل قلبي ومفتاحه الحلقة 5.. دياب يورط آسر ياسين فى أعمال مشبوهة

ما الذي جذبك للمشاركة في مسلسل “حياة أو موت”؟

ما جذبني للمشاركة في هذا المسلسل هو فكرته الجديدة والمختلفة تمامًا عن الأعمال التي قدمتها من قبل.

مسلسل “حياة أو موت” مكتوب بعناية شديدة، ويطرح موضوعات إنسانية عميقة لم أتطرق إليها في أعمالي السابقة، وهذا المسلسل يحمل لي تحديًا فنيًا جديدًا، وهو ما دفعني للموافقة عليه دون تردد، خاصة أن الشخصية مرهقة.

لكن أكثر ما جعلني متحمسة هو الشخصية التي أؤديها، شخصية “حياة”، التي ستكون مفاجأة كبيرة للجمهور، إنني دائمًا أبحث عن الفرص التي تمنحني القدرة على تقديم شيء مميز وغير تقليدي، وهذا المسلسل يقدم لي تلك الفرصة بشكل مثالي.

هل يمكنك أن تخبرينا أكثر عن شخصية “حياة” التي تجسدينها في المسلسل؟

شخصية “حياة” هي امرأة تمر بتجربة قاسية جدًا، حيث تجد نفسها في صراع عنيف مع الحياة بعد حادث مفاجئ يقلب حياتها رأسًا على عقب.

والحادث الذي تتعرض له يفقدها القدرة على الرؤية لفترة طويلة، مما يمثل نقطة تحول محورية في حياتها، هذا التغيير الجذري يخلق صراعًا داخليًا كبيرًا، ليس فقط مع نفسها، بل أيضًا مع من حولها.

وتتعامل “حياة” مع تحديات جسدية ونفسية شديدة، فهي لم تفقد بصرها فحسب، بل فقدت جزءًا من هويتها وثقتها في الحياة.

وما يميز الشخصية هو أن فقدان البصر ليس مجرد تحدٍ جسدي، بل هو أيضًا صراع نفسي عميق، حيث تواجه الخوف من المستقبل، والحزن العميق، والألم الذي يرافقها في كل لحظة.

وهذا الدور كان تحديًا كبيرًا بالنسبة لي، حيث يتطلب مني أن أعيش في أعماق المشاعر المعقدة وأن أظهرها للمشاهد بشكل حقيقي ومؤثر.

حنان مطاوع
حنان مطاوع

كيف استطعتِ التعامل مع هذا الصراع الداخلي في شخصية “حياة”؟

العمل على شخصية “حياة” كان يتطلب مني التعمق في مشاعرها بكل صدق وواقعية، كان من الضروري أن أعيش الشخصية بكل تفاصيلها وأظهر للناس كيف يمكن لفقدان البصر أن يغير حياة الإنسان بالكامل.

ولم يكن الأمر يتعلق فقط بتمثيل الألم الجسدي، بل كان يتطلب أن أتعامل مع الصراع النفسي المعقد الذي يعيشه الشخص الذي يواجه تغييرات جذرية في حياته.

وشعرت بأنني أحتاج إلى أن أنقل للمشاهدين تلك اللحظات الصعبة التي تمر بها ” وأن أسمح لهم بالتركيز على مشاعرها الداخلية، مثل الخوف من المجهول، والشعور بالعزلة، وفقدان الأمل، وكذلك أملها في التغيير، الأمر كان يتطلب مني فهمًا عميقًا لهذه المشاعر وإيجاد الطريقة المثلى لنقلها بشكل صادق.

المسلسل مكون من 15 حلقة.. هل تفضلين هذا العدد أم الأعمال ذات الـ 30 حلقة؟

أعتقد أن 15 حلقة هي الأنسب في الوقت الحالي، هذه الفترة الزمنية تتيح للمشاهد متابعة الأحداث بوتيرة جيدة، مع الحفاظ على عنصر التشويق والإثارة دون أن يشعر بالملل أو التكرار.

و15 حلقة تعني أيضًا أن العمل سيظل مكثفًا، بحيث تبقى القصة مركزة ومشوقة حتى آخر حلقة، في الوقت نفسه، إذا كان العمل الدرامي يتطلب مدة أطول لسرد القصة بشكل كامل.

ولا مانع من زيادة عدد الحلقات إلى 30 أو أكثر، ولكن بشكل عام، أرى أن الحلقات المحدودة أكثر جذبًا للمشاهدين في الوقت الراهن،وخاصة مع سرعة الحياة وضغط الوقت الذي نعيشه اليوم، الأعمال ذات الحلقات القليلة تتميز بالقدرة على إبقاء الجمهور متشوقًا ومتفاعلًا طوال العرض.

تحدثتِ عن العمل في رمضان.. ما الفرق بين العمل في الشهر المبارك وخارج الموسم الرمضاني؟

لكل موسم درامي مميزاته الخاصة، وفي رمضان، تشهد الدراما منافسة قوية جدًا بين الأعمال الفنية، حيث يعرض العديد من المسلسلات التي يتابعها عدد ضخم من المشاهدين.

وهذا التنافس يرفع من جودة الأعمال ويشجع الجميع على تقديم الأفضل، سواء في الكتابة أو التمثيل أو الإنتاج، ولكن، من ناحية أخرى، قد يواجه المشاهدون صعوبة في اختيار ما يتابعونه بسبب كثرة الخيارات المعروضة.

وكما أن العمل في رمضان يتطلب طاقة مضاعفة من الفنانين، حيث يكون لديهم ضغط كبير في ظل هذا التزاحم.

أما خارج رمضان، فهناك مساحة أكبر للمشاهد للتركيز على الأعمال، ويكون لديه وقت أكبر لاختيار ما يراه مناسبًا له، دون الضغط الناتج عن كثرة المسلسلات.

وتكون فرص الوصول إلى جمهور أوسع أكثر احتمالية، لأن المشاهدين يتابعون هذه الأعمال بشكل أكثر استرخاءً ودون الشعور بأنهم مٌجبرون على متابعة كل شيء.

ورغم التحديات التي يواجهها الفنانون في رمضان، إلا أنني أرى أن العمل في هذا الشهر يعد فرصة كبيرة للوصول إلى جمهور واسع، نظرًا للأعداد الهائلة التي تتابع الدراما في هذا الوقت.

حنان مطاوع
حنان مطاوع

كيف ترين المنافسة في رمضان؟

المنافسة في رمضان هي جزء أساسي من العملية الإبداعية، هي أمر إيجابي في النهاية، لأنها تدفع الجميع إلى تقديم أعمال فنية ذات جودة أعلى.

والمنافسة الشديدة تجعل الكتاب، الممثلين، والمخرجين يبذلون أقصى جهدهم لإنتاج أفضل محتوى ممكن، وهذا يصب في مصلحة الجمهور الذي يستمتع بمشاهدات ممتعة وذات قيمة.

ورغم أن هذا التنافس قد يكون مرهقًا، لكنه يشجع على الابتكار والإبداع، ويحفز الجميع على تطوير مستوى الدراما العربية.

والمنافسة في رمضان تُظهر القدرة على الإبداع تحت ضغط، وهي ما يميز هذا الموسم عن غيره من أوقات السنة.

كيف تقضين وقتك في رمضان؟

أحرص على قضاء وقتي في رمضان بين العبادة والزيارات العائلية، وهذا الشهر الكريم يحمل أجواء روحانية مميزة تجعلني أُخصص وقتًا للصلاة والدعاء، وكذلك للتواصل مع العائلة والأصدقاء في أجواء دافئة.

ورمضان هو فرصة للتأمل والتفكير في النعم التي نملكها، وهو شهر يحمل الكثير من الجمال الروحي والعائلي. بعيدًا عن العمل، أجد أن هذه اللحظات العائلية والدينية هي الأغلى في حياتي، وأعتبر أن رمضان هو الوقت المثالي للتفرغ للعبادات والتواصل العميق مع من حولي.

ماذا عن خطواتك القادمة؟

أتمنى أن أستمر في تقديم أدوار مختلفة ومؤثرة، وأحب أن أتنوع في الشخصيات التي أؤديها، وأن أختار دائمًا أدوارًا تحمل رسائل قوية وتجسد مشاعر إنسانية حقيقية.

أتمنى أن أستطيع الوصول إلى قلوب الجمهور وأن أكون دائمًا عند حسن ظنهم، كما أتمنى أن أتمكن من تطوير نفسي كممثلة وأن أواصل تقديم أعمال فنية ذات قيمة.

زر الذهاب إلى الأعلى