“حنظلة” تتحدى إسرائيل… هل تنجح سفينة أسطول الحرية في الوصول إلى غزة؟

في تصعيد رمزي وميداني ضد الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، أبحرت السفينة “حنظلة” يوم الأحد من ميناء سيراكوزا في صقلية، حاملة مساعدات إنسانية وناشطين مؤيدين للفلسطينيين، في محاولة جديدة لكسر الطوق البحري الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من 18 عامًا.
وفق تقارير صحفية فإن سفينة “حنظلة”، التابعة لتحالف “أسطول الحرية”، غادرت الميناء الإيطالي ظهر الأحد وعلى متنها 15 ناشطًا دوليًا ومساعدات إنسانية، وفق ما أكده المنظمون.
الرحلة تهدف للوصول إلى سواحل غزة المحاصرة، رغم التهديدات الإسرائيلية المتكررة بإيقاف أي تحرك بحري خارجي باتجاه القطاع.
وجاء في بيان التحالف أن السفينة “تمثل خطوة جريئة في جهودنا المستمرة لتحدي الحصار الإسرائيلي غير القانوني والقاتل للشعب الفلسطيني في غزة”، مؤكداً أنها تحمل “مساعدات إنسانية منقذة للحياة، ورسالة تضامن من شعوب العالم ترفض الصمت على ما يجري في غزة من قصف وتجويع ودمار”.
سفينة حنظلة والهجوم على “مادلين”
لا تزال تداعيات اعتراض السفينة “مادلين” قبل ستة أسابيع حاضرة في الأذهان. فقد أقدمت البحرية الإسرائيلية على الاستيلاء عليها بالقوة في المياه الدولية، واحتجزت ركابها وبينهم ناشطون بارزون مثل النائبة الأوروبية ريما حسن والناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، ما أثار إدانات حقوقية واسعة.
رحلة “حنظلة” تأتي امتدادًا لهذا التحدي المتجدد، مع وعي تام بإمكانية التعرض للاعتراض مجددًا، وسط صمت رسمي أوروبي ودولي متصاعد الانتقاد له من قبل منظمات حقوقية.
مشاركة برلمانيات فرنسيات في سفينة حنظلة
من المقرر أن تلتحق بالسفينة في ميناء غاليبولي الإيطالي جنوب شرق البلاد نائبتان من حزب “فرنسا الأبية”، هما غابرييل كاتالا وإيما فورو، يوم 18 يوليو الجاري.
ووصفت كاتالا مشاركتها بأنها “مهمة من أجل أطفال غزة”، مؤكدة أن الحصار المستمر وما تسببه الحرب من مآسي “يمثل جريمة ينبغي كسر الصمت العالمي حولها”.
أما فورو، فأكدت في تغريدة على منصة “إكس” أنها تنضم إلى “حنظلة” مع 16 ناشطًا آخر، داعية إلى حماية السفينة من أي اعتداء وإدانة “الإبادة الجماعية” التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
رمزية “حنظلة” في قلب البحر
تحمل السفينة اسم “حنظلة”، الشخصية الكرتونية التي أبدعها الفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي، والتي تحوّلت إلى رمز للمقاومة والصمود، خصوصًا في أوساط اللاجئين الفلسطينيين.
ووفق بيان “أسطول الحرية”، فإن “حنظلة” تمثل روح كل طفل في غزة حرم من الأمان والكرامة، ورفض أن يلتفت للعالم حتى تتحرر فلسطين.
غزة.. بين الحصار والمجاعة
منذ مطلع مارس الماضي، شددت إسرائيل حصارها على قطاع غزة، مانعة دخول الأغذية والأدوية والوقود، مما فاقم من الأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب.
وتقول منظمات أممية إن الوضع بلغ مستويات غير مسبوقة، مع تحذيرات من مجاعة تهدد حياة أكثر من مليون شخص، في ظل انهيار شبه تام في البنية التحتية والخدمات الصحية.
هل تسمح إسرائيل بمرور السفينة حنظلة؟
ورغم تأكيد المنظمين أن هدفهم رمزي وإنساني، إلا أن التجارب السابقة تُشير إلى إمكانية تكرار الاعتراض بالقوة، ما قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية جديدة، خاصة مع وجود برلمانيات أوروبيات على متن السفينة.
ويرى مراقبون أن نجاح “حنظلة” في الوصول إلى غزة سيكون سابقة إنسانية وسياسية، تضغط على إسرائيل أخلاقيًا وقانونيًا، بينما يمثل اعتراضها خرقًا جديدًا للقانون الدولي، خصوصًا إذا جرى في المياه الدولية كما حدث مع “مادلين”.
اقرا أيضا.. انقلاب سياسي أم انحناء للعاصفة.. ماذا وراء استراتيجية حزب الله الجديدة؟