أظهرت صور الأقمار الصناعية الحديثة التي حصلت عليها خاص عن مصر تطور مراحل استصلاح وزراعة أكثر من مليون فدان من الأراضي الصحراوية ضمن مشروع “توشكى الخير” منذ عام 2021 وحتي شهر مارس الجاري.
حيث إنتهى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للجيش المصري من إستصلاح قرابة 500 ألف فدان علي مدار السنوات الماضية، بينما يجري العمل حاليا علي توسيع الرقعة الزراعية للمشروع والوصول للمساحات المستهدفة بعد إستكمال البنية التحتية من طرق داخلية وقنوات ري وترع فرعية ومحطات رفع المياه وخطوط الكهرباء لتغذية أجهزة الري المحوري الحديث “البيفوت”.
ويركز مشروع “توشكي الخير” الواقع علي ضفاف بحيرات مفيض توشكي بأقصى جنوب مصر على إنتاج المحاصيل الاستراتيجية الهامة مثل القمح والذرة والقطن والمحاصيل الزيتية، ويستهدف المشروع إستصلاح وزراعة أكثر من مليون فدان من الأراضي الصحراوية.
كان الجيش المصري قد نجح خلال السنوات الماضية في إعادة إحياء مشروع توشكى من خلال إستكمال اعمال حفر الترعة الرئيسية والقنوات الفرعية وإزالة كافة المعوقات التي تسببت في تعطل إستكمال المشروع لأكثر من عقدين من الزمان، حيث كانت العقبة الكبرى أمام استمرار حفر الترعة وجريان المياه جبل ضخم من الجرانيت يبلغ عرضه 20 مترًا وطوله 9 كيلومترات، والذي احتاج إلى 3 ملايين طن من المتفجرات ليتم اختراقه واستكمال عملية شق الترع.
توشكى .. مشروع زراعي متكامل ومستدام
ويشمل مشروع “توشكي الخير” إقامة مناطق لسكن العاملين، وانشاء مدينة سكنية متكاملة الخدمات، ويجري حاليا العمل علي إدخال التصنيع الزراعي لمشروع توشكي لرفع القيمة المضافة للحاصلات الزراعية، حيث يتم إنشاء مجمع مصانع ألواح الأخشاب عالية ومتوسطة الكثافة بتكنولوجيا ألمانية للإستفادة من جريد ومخلفات النخيل، بالإضافة إلي مصنع لتغليف وتعبئة التمور، ومصنع إنتاج السكر من البنجر والقصب، بجانب إقامة صوامع الغلال التي ستصل سعتها التخزينية مستقبلا إلي 500 ألف طن.
ويضم المشروع ايضا أكبر مزرعة نخيل في العالم، والتي تحتوي علي أكثر من 2.5 مليون نخلة على مساحة تبلغ 38 ألف فدان، ومن المستهدف ان تصل إلي 40 ألف فدان خلال الفترة المقبلة.
وتقوم مزرعة النخيل بتوشكى علي إنتاج التمور من الأصناف ذات العائد الاقتصادي المرتفع، وهي الأصناف العربية، مثل المجدول والبارحي والخلاص والسكري والعنبره وعجوة المدينة والصقعي ونبتة سيف والشيشي والشبيبي.
تجدر الإشارة إلي انه سيتم ربط مشروع “توشكى الخير” أقصي جنوب مصر بشبكة القطار الكهربائي السريع، الأمر الذي سيساهم في تسريع عمليات النقل اللوجيستية، مما يساعد على استكمال المشروع لدوره فى التنمية.
كان مجلس الوزراء قد أصدر قرارا في نوفمبر الماضي بالموافقة علي تخصيص 3 قطع أراضي بمساحة إجمالية نحو 500 ألف فدان مملوكة للدولة ملكية خاصة بمنطقة توشكى، وذلك لصالح جهاز مشروعات الخدمة الوطنية لاستخدامها في التوسع في مشروعات الاستصلاح والاستزراع.
النجاح الكبير لجهاز المشروعات الخدمة الوطنية شجع شركة الظاهرة الإماراتية على طلب شراء نصف مليون فدان قام الجيش باستصلاحها وزراعتها بتوشكى وعدد من المواقع الأخرى كما أوضحت رويترز.
وتحصل الشركات الأجنبية على حق الانتفاع بالأراضي المصرية بمجال الاستثمار الزراعي إلى 99 عامًا قبل أن تعود ملكية الأراضي إلى الدولة من جديد وهو النظام الذي بدأت مصر في تطبيقه منذ ثمانينات القرن الماضي.
