خامنئي يغرد بالعبرية ونتنياهو يخاطب الفرس.. من يربح حرب الداخل بين إيران وإسرائيل؟
في خضم التصعيد العسكري المتبادل بين إسرائيل وإيران، برزت رسائل غير تقليدية بين الطرفين، تحاول كل منهما التأثير على الرأي العام داخل الدولة الأخرى.
المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي غرد باللغة العبرية موجهًا تهديدًا مباشرًا إلى الإسرائيليين، فيما وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة باللغة الفارسية المعنوية للشعب الإيراني، داعيًا إياهم إلى الثورة على نظامهم الحاكم.
هذه الحرب الكلامية التي ترافقت مع التصعيد العسكري، فتحت الباب أمام تساؤلات خطيرة: هل تسعى كل من تل أبيب وطهران لإشعال الداخل في الدولة الأخرى؟ ومن الأقدر على هزّ ثقة الشعوب بأنظمتها؟
نتنياهو يخاطب الإيرانيين
في خطاب وصف بـ”الرسالة النفسية المركزة”، توجه نتنياهو للإيرانيين قائلًا: “المعركة ليست ضدكم، بل ضد نظام يظلمكم ويضعفكم، نحترم ثقافتكم وتاريخكم. نوركم سيهزم الظلام.”
ولم يتوقف الخطاب عند النبرة الإنسانية فقط، بل أعاد نتنياهو تذكير الإيرانيين بمرحلة التحالف القديم بين طهران وتل أبيب، قبل الثورة الإسلامية، قائلاً: “كانت إيران وإسرائيل حليفتين في الماضي. حان الوقت لتوحيد الصفوف من أجل نيل حريتكم. هذه فرصتكم: نساء، حياة، حرية.”
هذه الكلمات لم تكن عفوية في توقيتها، فقد جاءت في أعقاب عملية “الأسد الصاعد”، التي نفذتها إسرائيل ضد أهداف عسكرية إيرانية، وقُتل فيها كبار قادة بالحرس الثوري. الرسالة إذًا لم تكن موجهة للإيرانيين فقط، بل للعالم، لتأكيد أن إسرائيل تفرّق بين النظام والشعب.
خامنئي يهدد بالعبرية
في مشهد نادر، استخدم المرشد الإيراني علي خامنئي اللغة العبرية ليبعث برسالة تهديد مباشرة للإسرائيليين على منصة “إكس”، قائلاً: “على الكيان الص.هيوني أن يتوقع عقابًا شديدًا. فاليد القوية للقوة العسكرية للجمهورية الإسلامية لن تفلت منه.”
وأضاف: “لقد خطط هذا الكيان المجرم لنفسه مصيرًا مريرًا ومستقبلًا مليئًا بالعذاب.”
وفق مراقبون فإن رسالة خامنئي التي جاءت بعد الضربة الإسرائيلية التي أودت بحياة قادة إيرانيين، تحمل دلالات على توجه إيراني رسمي نحو مخاطبة المجتمع الإسرائيلي مباشرة، في محاولة لاختراق الجبهة الداخلية عبر الخطاب الإعلامي والتأثير النفسي.
حرب نفسية بين إيران وإسرائيل
بعيدًا عن تبادل الصواريخ والطائرات المسيّرة، يبدو أن المعركة الحقيقية تدور على جبهة النفوذ داخل مجتمعات الطرفين. فكل من إيران وإسرائيل يسعى اليوم لإقناع شعب الخصم بأن عدوه الحقيقي ليس خارجيًا، بل داخليًا.
في هذا السياق، يرى مراقبون أن حرب الرسائل هذه ليست منفصلة عن العمليات العسكرية، بل مكمّلة لها، وتهدف إلى ضرب المعنويات، وبث الشكوك داخل كل مجتمع تجاه قيادته.
إيران وإسرائيل من ينجح أكثر في التأثير؟
تباينت التحليلات حول أي من الطرفين يمتلك التأثير الأقوى على الداخل الآخر.
ففي حين تمتلك إسرائيل تاريخًا طويلاً في توظيف الإعلام الفارسي الموجه للإيرانيين، عبر منصات متعددة، وتستند إلى نقمة داخلية متزايدة في إيران على النظام، إلا أن قدرة طهران على إثارة المخاوف داخل إسرائيل لا يُستهان بها، خاصة مع تصاعد الخسائر البشرية والهجمات الصاروخية التي طالت مدناً كبرى كتل أبيب.
ويرى محللون أن خطاب نتنياهو الموجه للإيرانيين يراهن على جيل شاب غاضب، يعرف وسائل التواصل، ويعاني من العقوبات والقيود.
بينما يراهن خامنئي على شعبٍ يعيش في حالة طوارئ مستمرة، ولديه حساسية عالية تجاه تهديدات الخارج، ما يُصعّب عملية “الاختراق المعنوي”.
الداخل هو الهدف الحقيقي لزعماء إيران وإسرائيل
سواء انتهت المواجهة الحالية بوقف إطلاق نار أو تصعيد شامل، فإن المؤكد أن كلا الطرفين بات يعتبر الداخل ساحة معركة مشروعة.
ووفق مراقبون لم تعد الحرب فقط ضد منظومات صواريخ أو مواقع نووية، بل ضد العقول، والوعي، والانتماء. وقد تنجح الطائرات في تدمير المواقع، لكن الرسائل هي التي تغيّر الشعوب.
اقرأ أيضا
إسرائيل تدعو مواطنيها لمغادرة بلجيكا فورا.. ما علاقة إيران؟