خان يونس ليست استثناء.. العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية تاريخ من الفشل الاستراتيجي

رغم ما تُروِّجه الآلة الدعائية الإسرائيلية عن تفوُّق أجهزتها الأمنية، كشفت العملية الاستخباراتية التي نفَّذتها إسرائيل في خان يونس عن فشل ذريع لدولة الاحتلال في تحقيق أهداف عملياتها المخابراتية.
فشل العملية الخاصة الأخيرة في خان يونس، التي تسلَّلت خلالها وحدة إسرائيلية بزي نساء فلسطينيات، يعيد إلى الأذهان سلسلة من الإخفاقات التي طالت جهاز “الموساد” وشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” خلال العقود الماضية.
وبالنظر إلي سجل العمليات الاستخباراتية الإسرائيليلة نجد أن “النجاح” لم يكن يومًا القاعدة بل ربما هو مجرد استثثناء في ظل فشل دائما ما يصاحبها.
الفشل الإستراتيجي من بيروت لـ خان يونس
في عام 1973، اغتالت وحدة إسرائيلية ثلاثة من قادة منظمة التحرير الفلسطينية في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، في عملية سُميت “ربيع الشباب”.
ورغم تحقق الهدف المباشر، فإن العملية أحدثت أزمة دبلوماسية كبرى وعرّت صعوبة العمل الاستخباراتي الإسرائيلي في بيئات مدنية مغلقة، ما كشف هشاشة الاختراق البشري مقابل الاعتماد الكثيف على المعلومات التقنية.
فضيحة ليلهامر.. سيناريو الأخطاء من النرويج لـ خان يونس
في واحدة من أكثر العمليات فشلًا، أقدم عملاء الموساد على اغتيال نادل مغربي في مدينة ليلهامر بالنرويج، ظنًا منهم أنه القيادي الفلسطيني علي حسن سلامة.
ألقي القبض على الفريق المنفذ، وأُجبر الموساد على الاعتراف الضمني بالعملية، ما أضعف سمعته في أوروبا لعقود.
محاولة اغتيال خالد مشعل
عام 1997، حاول عملاء الموساد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك، خالد مشعل، في العاصمة الأردنية عمان، عبر حقنه بمادة سامة.
العملية فشلت بعد كشف العملاء واعتقالهم، واضطرت إسرائيل إلى تسليم الترياق وإنقاذ حياة مشعل، والإفراج عن الشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة. شكلت تلك الحادثة نكسة استخباراتية كبرى أدت إلى تدخل مباشر من الملك حسين آنذاك.
اغتيال المبحوح في دبي
في يناير 2010، اغتيل القيادي في حماس محمود المبحوح في فندق بدبي. ورغم نجاح التنفيذ، فإن العملية فشلت استخباراتيًا بعد تتبع السلطات الإماراتية للفريق المنفذ عبر كاميرات المراقبة.
كُشف حينها استخدام الموساد لجوازات مزورة، ما أدى إلى أزمة مع عدة دول أوروبية وسحبت سفاراتها دبلوماسيين من تل أبيب.
طوفان الأقصى أكبر إخفاق استخباراتي
لم تكن عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023 مجرد هجوم عسكري مفاجئ، بل شكّلت كارثة استخباراتية مدوية. فشل “أمان” في التنبؤ بأي تحرك مسبق، رغم المؤشرات الميدانية والتحذيرات الموجهة، وأدى الهجوم إلى مقتل وأسر المئات داخل مستوطنات “غلاف غزة”.
أكد الحدث أن الاعتماد الإسرائيلي المفرط على التكنولوجيا دون قراءة السياق البشري، قد يترك فجوات قاتلة.
عملية خان يونس
العملية التي نفذتها وحدة إسرائيلية خاصة في خان يونس، جنوب قطاع غزة، ، ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل الإخفاقات. فبعد أن تسللت القوة متنكرة بزي نساء ونازحات فلسطينيات بهدف اعتقال قيادي بارز، انتهى الأمر باغتياله.
لم يتحقق الهدف الاستخباراتي، بل كشفت العملية عن عجز استخباراتي متراكم في ملف الرهائن، رغم ما تدعيه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من قدرة على “معرفة دبيب النملة في طهران”.
إخفاقات متواصلة رغم القدرات التقنية
تعكس هذه الإخفاقات نمطًا متكررًا في الأداء الاستخباراتي الإسرائيلي، حيث تتفوق التكنولوجيا ويغيب العنصر البشري، أو يُستغل بطريقة خاطئة.
وبينما تروّج إسرائيل لنجاحات معزولة، فإن العمليات الفاشلة تركت آثارًا استراتيجية لا تزال تلقي بظلالها على أداء أجهزة الأمن، داخليًا وخارجيًا.
اقرا أيضًا: تنكروا في زي النساء.. فشل عملية إسرائيلية خاصة بخان يونس | ما القصة؟