خبراء سوريون لـ “خاص عن مصر”: بشار الأسد يكذب وروسيا ربما تستخدمه كورقة ضغط
أثار البيان المنسوب للرئيس السوري السابق بشار الأسد حالة من الجدل في الأوساط السورية.
ونشرت قناة الرئاسة السورية على منصة “تيلجرام” بيانا منسوبا للرئيس السابق بشار الأسد أصدره من مقر إقامته بالعاصمة الروسية موسكو يروي فيه كواليس الساعات الأخيرة قبل تركه للحكم والخروج من دمشق.
وقال بشار في بيانه “إنني لم أكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، بل اعتبرت نفسي صاحب مشروع وطني استمد دعمه من شعب آمن به، وقد حملت اليقين بإرادة ذلك الشعب وبقدرته على صون دولته والدفاع عن مؤسساته وخياراته حتى اللحظة الأخيرة”.
بشار الأسد يفاجئ الجميع: أنا صاحب مشروع ولم أهرب.. وهذا ما حدث قبل سقوط دمشق
واعتبر مراقبون أن البيان محاولة من بشار الأسد لتبرئة نفسه من تهمة الهروب والتخلي عن أقرب مقربيه وأفراد عائلته، مشيرين في الوقت نفسه إلي أن البيان يخالف الحقائق على أرض الواقع في سوريا.
يفتقر للمصداقية
أكد السيد عادل الحلواني، ممثل الائتلاف السوري في القاهرة، أن تصريحات بشار الأسد في البيان الأخير المنسوب له تفتقر إلى المصداقية وتتنافى مع الوقائع على الأرض.
وقال الحلواني لـ “خاص عن مصر” : الأسد الذي باع سوريا للإيرانيين والميليشيات الطائفية ذات التوجه الواحد، ثم سلمها للروس، جعل البلاد مستباحة من جميع الجهات.
وكشف الحلواني أن هناك 853 نقطة وموقع عسكري في سوريا تحت سيطرة جهات أجنبية، لافتا أنه مع ذلك يتحدث الأسد عن السيادة!
الأسد هو الإرهاب الحقيقي
وشدد القيادي بالائتلاف السوري على أن الإرهاب الحقيقي هو ما مارسه النظام ضد الشعب السوري، من قصف المدن بالطائرات إلى تمكين الميليشيات الطائفية والفاسدين من ارتكاب الجرائم بحق الوطن”.
وأضاف الحلواني: “الشعب السوري خرج في البداية بمطالب سلمية للإصلاح، دون نية للانقلاب أو تغيير النظام، واستمر في احتجاجاته السلمية لستة أشهر، ولكن النظام أصر على قمعه بوحشية، محولاً البلاد إلى ساحة للعنف والإرهاب.
استنزف موارد البلاد
وأشار إلي أن حديث الأسد عن عدم وجود منهجية في أفعاله يناقض الحقائق، فقد استنزف موارد البلاد وحول أموال الشعب السوري إلى الخارج، ليترك سوريا غارقة في الفوضى والتدمير”.
وختم الحلواني تصريحه قائلاً: “الوقائع على الأرض تكذب ادعاءات الأسد “.
بشار الأسد يحاول تبرير موقفه
من جانبه، صرح الباحث السوري فراس لحام أن بيان بشار الأسد الأخير يبدو في جوهره محاولة لتبرير موقفه أمام مؤيديه، خاصة في ظل انتشار روايات متعددة عبر وسائل الإعلام حول مغادرته سوريا دون إبلاغ حتى شقيقه ماهر الأسد.
وأضاف لحام في تصريحات خاصة: “هذا البيان لا ينفي احتمال وجود ضغوط روسية دفعته لإصداره، في إطار التأكيد على أنه لم يتخلَ عن منصبه بشكل كامل، بل أن الظروف الميدانية، ومنها تراجع قدرات الجيش على القتال، هي التي دفعته لاتخاذ قرار المغادرة”.
بشار الأسد أصبح ورقة ضغط روسية
وأشار لحام إلى أن “روسيا قد تستخدم هذا البيان كورقة ضغط مستقبلية لتثبيت ما تسميه شرعية وجود الأسد، باعتباره تحت حمايتها، ما يمنحها ذريعة لاستمرار قواتها على الأراضي السورية.
سيناريوهات متعددة
وحذر الباحث من أن روسيا قد تسعى مستقبلاً إلى توسيع دور الأسد أو عائلته أو مؤيديه في المشهد السياسي السوري، في حال لم تكن راضية عن عملية الانتقال السياسي أو إذا شعرت أن مصالحها في سوريا قد تتعرض للتهديد.
ولفت الباحث إلي أن مجرد موافقة روسيا على استقبال بشار الأسد ومنحه اللجوء يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة.
معتبرا في الوقت نفسه أن البيان يعكس في المقام الأول موقفاً شخصياً من الأسد، رغم أن روسيا لا تبدو معترضة على إصدار مثل هذه التصريحات في الوقت الراهن.