خصخصة الأندية الرياضية.. خطة سعودية لتحقيق عوائد بالمليارات
أعلنت المملكة العربية السعودية عن توقعاتها بتحقيق عوائد تصل إلى نصف مليار ريال من خصخصة ستة أندية رياضية، في خطوة تهدف إلى تنويع مصادر الاقتصاد الوطني وتعزيز الاستثمار في قطاع الرياضة، وفي إطار خطة خصخصة الأندية التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وهذا الإعلان جاء على لسان وزير الرياضة السعودي، الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، خلال مشاركته في ملتقى الميزانية 2025.
خصخصة الأندية ضمن خطة اقتصادية طموحة
وتعتزم المملكة خصخصة 14 نادياً رياضياً كجزء من رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على النفط.
تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية أوسع تشمل استثمارات ضخمة من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي في الرياضات العالمية، بما في ذلك رياضتي الغولف وكرة القدم.
وأوضح الأمير عبد العزيز أن الاهتمام بالاستثمار في الأندية الرياضية لا يقتصر على الشركات المحلية، بل يمتد إلى شركات دولية أبدت اهتمامها بالمشاركة في هذه المبادرات.
وأضاف: “هناك اهتمام من شركات دولية.. وهذا أيضاً له مسار سنعلن عنه قريباً”.
اقرأ أيضًا: مع استضافة السعودية لكأس العالم.. أهم الملاعب في المملكة
المستهدفون من خصخصة الأندية
وفي شهر أغسطس الماضي، كشفت وزارة الرياضة عن الأندية الستة التي ستشهد المرحلة الأولى من الخصخصة، وهي: الزلفي، والنهضة، والأخدود، والأنصار، والعروبة، والخلود.
وتأتي هذه الخطوة كجزء من مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية الذي أطلقه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأشار الوزير إلى أن العوائد الاستثمارية المتوقعة من عملية طرح الأندية قد تتجاوز المستهدف، بناءً على تقييم المواقع والمنشآت الرياضية المطروحة، فضلاً عن اهتمام القطاع الخاص بتنويع استثماراته في هذا المجال.
وأضاف أن المرحلة الثانية من الطرح ستبدأ خلال الأشهر القليلة المقبلة، بعد الانتهاء من تقييم العروض المقدمة.
نتائج ملموسة للاستثمار الرياضي
والسعودية تظهر تقدماً واضحاً في جهودها لتطوير قطاع الرياضة، حيث استقطبت المملكة خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 40 صفقة استثمارية في هذا القطاع، بقيمة إجمالية بلغت حوالي 3.7 مليار ريال.
ووفقاً لباسم إبراهيم، مدير تطوير استثمارات قطاع الرياضة في وزارة الاستثمار، فإن 30% من هذه الاستثمارات (أي ما يزيد عن مليار ريال) جاءت من جهات أجنبية.
استراتيجية شاملة لتعزيز الرياضة في السعودية
وتعكس هذه الأرقام حجم الجهود المبذولة من قبل المملكة لتحويل الرياضة إلى قطاع اقتصادي مزدهر ومتنوع.
وتسعى السعودية لجذب استثمارات نوعية في الأندية الرياضية، ما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالرياضة.
الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة للرياضة يعكس رؤيتها لتحويل القطاع إلى أداة فعالة لتعزيز الصحة العامة، ودعم التنمية المجتمعية، وجذب المواهب العالمية، ما يجعلها محط أنظار المستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء.
اقرأ أيضًا: رسميًا.. السعودية تستضيف كأس العالم 2034 .. والمغرب وإسبانيا والبرتغال لنسخة 2030
طفرة رياضية في السعودية
تأتي هذه الجهود في وقت تشهد فيه السعودية طفرة كبيرة في القطاع الرياضي، حيث نجحت أنديتها في استقطاب لاعبين عالميين من ذوي الشهرة الواسعة، أشهرهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يلعب للنصر السعودي، ونيمار دا سيلفا مع الهلال، وكريم بنزيما مع الإتحاد، وغيرهم من النجوم العالميين، مما رفع مستوى المنافسة في الدوري المحلي.
كما حققت المملكة إنجازًا تاريخيًا بفوزها بتنظيم كأس العالم 2034، ما يعكس ثقة المجتمع الرياضي العالمي بقدرتها على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، وهذه الإنجازات تعزز من مكانة السعودية كوجهة رياضية واستثمارية عالمية.