خطة “أزرق أبيض”.. كيف تستعد إسرائيل للمرحلة الثانية من الحرب مع إيران؟

في ظل تصاعد التوتر مع إيران رفعت إسرائيل حالة التأهب الأمني والاستخباراتي إلى أقصى درجاتها، تحسبًا لهجمات انتقامية متوقعة بعد الضربات التي استهدفت منشآت حساسة داخل الأراضي الإيرانية.

وذكرت صحيفة “معاريف” العبرية أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وفي مقدمتها “الموساد” و”أمان” (الاستخبارات العسكرية)، تتابع عن كثب تحركات معادية تشير إلى أن طهران تسعى للرد في أكثر من اتجاه.

استنفار استخباراتي بـ إسرائيل وتحذيرات من انتقام إيران

بحسب التقرير، تكثف إسرائيل مراقبتها لتحركات إيرانية تشمل جهودًا لإعادة تنشيط البرنامجين النووي والصاروخي، إلى جانب ما تصفه تل أبيب بأنه تخطيط لعمليات انتقامية ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في الخارج، لا سيما داخل أوروبا. وتشير التقديرات إلى أن إيران قد لجأت إلى تنشيط خلايا نائمة أو إرسال فرق جديدة بعد التصعيد الأخير، بهدف تنفيذ هجمات محددة.

وتشير المعلومات الاستخباراتية إلى أن طهران تسعى بشكل حثيث لإصلاح الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية الحساسة، وإعادة قدراتها التخصيبية إلى مستويات متقدمة.

وترى إسرائيل في هذه التحركات تهديدًا وجوديًا، يدفعها للتحرك العاجل لمنع إيران من الاقتراب من أي قدرة على إنتاج سلاح نووي.

تطوير الصواريخ يضع إسرائيل في مرمى تهديد إيران

بالتوازي مع الجهود النووية، تعمل إيران على تطوير منظومتها الصاروخية بعيدة المدى، من خلال ترميم البنية التحتية وتحسين مواقع الإطلاق، ما يضع المدن الإسرائيلية الكبرى ضمن دائرة الاستهداف المحتمل في حال اندلاع مواجهة شاملة.

الصحيفة كشفت أيضًا عن إحباط إسرائيل لمحاولات استهداف شخصيات ومؤسسات إسرائيلية ويهودية في أوروبا خلال الأيام الماضية.

وتتهم تل أبيب إيران بالوقوف وراء تلك العمليات، معتبرة أن طهران بدأت بالفعل بتنفيذ “الرد الانتقامي” بوسائل غير مباشرة.

إسرائيل تُطلق خطة “أزرق أبيض”

في مواجهة هذه التهديدات، ترأس وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اجتماعًا أمنيًا رفيعًا في هيئة الأركان، حضره رئيس الأركان إيال زامير، ورئيس الاستخبارات العسكرية اللواء شلومي بيندر، ورئيس مديرية العمليات المنتهية ولايته اللواء عوديد سيوك.

وجرى خلال الاجتماع اعتماد خطة شاملة تحت مسمى “أزرق أبيض”، تهدف إلى الحفاظ على التفوق الجوي الإسرائيلي وضمان الجاهزية العملياتية لمواجهة التهديد الإيراني.

حرية الحركة الجوية لـ إسرائيل فوق إيران

أوضح مصدر عسكري إسرائيلي رفيع أن تل أبيب تسعى لفرض “حرية الحركة الجوية” فوق الأراضي الإيرانية، كما هو الحال في سوريا ولبنان، بهدف توجيه ضربات استباقية ضد أي تحرك معادٍ.

وصرّح المصدر بأن إسرائيل لن تسمح لطهران بإعادة بناء قدراتها النووية أو الصاروخية، مؤكدًا أن المهمة أوكلت إلى جهازي “الموساد” و”أمان” لما يمتلكانه من خبرات نوعية في العمل الاستخباراتي.

الطرفان يستعدان للجولة الثانية

وسط هذا التصعيد الخفي، يتجه المشهد الإقليمي نحو مواجهة جديدة قد تكون أكثر اتساعًا وتعقيدًا من الجولات السابقة. فبينما تُعيد إيران تنظيم صفوفها، تضع إسرائيل كل خياراتها على الطاولة، في انتظار لحظة الحسم.

ويري مراقبون أنه مع تفعيل خطة “أزرق أبيض”، تدخل الحرب الإسرائيلية-الإيرانية المحتملة مرحلتها الثانية، حيث لم تعد المسألة مجرد تهديدات… بل سيناريوهات قيد التنفيذ.

زر الذهاب إلى الأعلى