خطة إسرائيلية لتقسيم غزة وسيناتور أمريكي يدعو لقصف القطاع بالنووي | ماذا يحدث؟

بينما تواصل إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة، وسط تدمير ممنهج وتهجير جماعي، أثار نائب أمريكي موجة غضب واسعة بدعوته إلى “قصف غزة بالسلاح النووي”، على غرار ما جرى في الحرب العالمية الثانية.

بحسب مراقبين فإن التطورات الميدانية والتصريحات السياسية تكشف عن تحولات خطيرة في التعاطي مع الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023، وسط مخاوف متزايدة من مخطط إسرائيلي شامل لإعادة تشكيل القطاع جغرافيًا وديموغرافيًا.

اجتياح ممنهج وتطبيق “نموذج رفح”

خلال الساعات الـ24 الماضية، أعلن جيش الاحتلال أنه نفذ أكثر من 75 ضربة جوية في جميع أنحاء القطاع، ضمن ما يسمى “عملية عربات جدعون”.

وفي الوقت نفسه، تتقدم القوات البرية الإسرائيلية في محاور متعددة، وتسيطر الآن على غالبية مناطق شرق خان يونس، وتحديدًا من بلدة القرارة شمالًا إلى مشارف دير البلح.

وبحسب مصادر ميدانية، فإن عمليات التفجير التي تنفذها “الفرقة 98” تشمل تفخيخ منازل عبر ناقلات جند وروبوتات محملة بكميات كبيرة من المتفجرات، ما أحدث دمارًا هائلًا في البنية السكنية شرق خان يونس.

خطة تقسيم غزة

وفق تقارير تسعى إسرائيل بشكل واضح لتطبيق ما تسميه “نموذج رفح” في مناطق خان يونس وشمال القطاع، عبر تفريغها من السكان والمسلحين، تمهيدًا لتقسيم غزة إلى مناطق منفصلة جغرافيًا، تتخللها ما تسميها بـ”مناطق إنسانية”، بينما تتحول محاور رئيسية مثل “موراج” إلى نقاط عبور وتفتيش.

ترافق ذلك مع توزيع منشورات تدعو السكان للنزوح “نحو الجنوب”، دون تحديد وجهة واضحة، في خطوة يرى فيها مراقبون محاولة لدفع الفلسطينيين نحو الهجرة القسرية وإعادة توطينهم في مناطق محاصرة جنوبًا، ضمن خطة أمنية إسرائيلية طويلة الأمد.

قصف وتدمير قطاع غزة

وفق وسائل إعلام فلسطينية فإن المشهد لا يقتصر على خان يونس وحدها، بل يتكرر في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، حيث تستهدف الطائرات والمدفعية الإسرائيلية الأحياء الشرقية بشكل مكثف.

أما في شمال غرب القطاع، فتشهد مناطق مثل “القرية البدوية” و”السلاطين” عمليات قصف وتدمير، في محاولة واضحة لتوسيع نطاق السيطرة والضغط على السكان والمقاومة في آنٍ واحد.

تدمير كامل لرفح

أصبحت مدينة رفح اليوم شبه مدمرة بالكامل، حيث عادت القوات الإسرائيلية إليها بعد وقف إطلاق النار الأخير لتستكمل تدمير ما تبقى.

وباتت منطقة المواصي، ذات الطبيعة الساحلية، مركزًا رئيسيًا للنزوح من مختلف مناطق القطاع، رغم محدودية إمكانياتها وغياب الحد الأدنى من الخدمات.

قصف غزة بالسلاح النووي

في خضم هذه التطورات، أثارت تصريحات النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا، راندي فاين، صدمة واسعة، بعدما دعا إلى “قصف غزة نوويًا” كما فعلت الولايات المتحدة في هيروشيما وناغازاكي.

وقال فاين في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”:”القضية الفلسطينية قضية شريرة… لم نتفاوض مع النازيين أو اليابانيين في الحرب العالمية الثانية، بل قصفناهم نوويًا حتى استسلموا. وهذا ما يجب فعله مع غزة”.

وجاءت تصريحاته تعليقًا على حادثة إطلاق نار وقعت أمام المتحف اليهودي في واشنطن، أسفرت عن مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية، على يد شاب يُدعى إلياس رودريغز (30 عامًا)، صرخ عند اعتقاله “الحرية لفلسطين”، وفق إفادات الشرطة.

هل نحن أمام مرحلة جديدة من الحرب؟

ويري خبراء أن التحركات الإسرائيلية على الأرض، والمترافقة مع تصريحات رسمية ونيابية من حلفائها، تكشف عن نوايا تتجاوز مسألة “إضعاف حماس”، لتصل إلى مرحلة إعادة صياغة قطاع غزة بالكامل، سكانيًا وجغرافيًا وأمنيًا.

فهل نحن أمام خطة طويلة الأمد لتفكيك القطاع وفرض واقع جديد بالقوة؟ وأين يقف العالم من التصريحات النووية التي بدأت تتكرر من بعض الأطراف الغربية دون أي مساءلة؟

في ظل غياب أي اختراق في مفاوضات التهدئة، وارتفاع أعداد الضحايا يوميًا، يبدو أن غزة تتجه نحو مرحلة أشد دموية، وسط صمت دولي يُخشى أن يكون جزءًا من تسوية قادمة تُفرض على أهل القطاع تحت نيران القصف والتهجير.

اقرأ أيضا

خطة أمريكا لتقديم مساعدات لقطاع غزة- لماذا ترفضها الأمم المتحدة؟

زر الذهاب إلى الأعلى