خطة لحصار المخيمات.. هل تتهيأ إسرائيل لحرب استنزاف طويلة في غزة؟

مع تصاعد التوترات في قطاع غزة وتعثر مسار التفاوض، كشفت مصادر عسكرية في إسرائيل عن تبنّي الجيش خطة جديدة تهدف إلى تطويق مخيمات ووسط غزة بدلاً من خوض معارك برية مباشرة، في ما يبدو أنه تمهيد لحرب استنزاف طويلة الأمد ضد حركة حماس.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير لا ينوي التوغل في المخيمات الكبرى أو مدينة غزة، وإنما يسعى إلى محاصرتها بالكامل وشن غارات جوية مركزة، بهدف إنهاك البنية العسكرية لحماس دون الانزلاق إلى معارك شوارع دامية.

تحول سياسة إسرائيل في غزة

وفي خطوة تؤكد هذا التحول، سحب الجيش الإسرائيلي لواءي الكوماندوز والمظليين من القطاع إلى جبهات أخرى، ما يعكس نية القيادة العسكرية تقليص الاعتماد على العمليات البرية الثقيلة.

خلال زيارته للقوات المنتشرة في قطاع غزة، صرح رئيس هيئة الأركان إيال زامير بأن الجيش مستعد للتعامل مع كافة الاحتمالات.

وأوضح أن الخطة الجديدة تهدف إلى تعزيز نقاط القوة العملياتية وتقليص نقاط الضعف الميدانية، مضيفاً أن القيادة العسكرية ستعرض هذه التصورات على الحكومة لاتخاذ القرار المناسب بشأنها.

تقدم حذر في مفاوضات الأسرى

في الوقت ذاته، تتواصل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في الدوحة، بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية.

ونقلت “القناة 13” الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن هناك تقدماً ملحوظاً في ملف تبادل الأسرى، وسط خلافات ما تزال قائمة بشأن انتشار الجيش الإسرائيلي خلال فترة وقف إطلاق النار.

وتؤكد المصادر بحسب القناة أن الوفد الإسرائيلي سيبقى في الدوحة لمتابعة المحادثات، في حين يُتوقع انضمام وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي إذا ما تحقق اختراق فعلي.

تأخر رد حماس وسط قلق أمريكي

من جهته، ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي أن مسؤولي حماس في قطر يميلون إلى دعم المقترح الجديد المطروح لوقف إطلاق النار، إلا أن الجناح العسكري للحركة لم يصدر رداً واضحاً حتى الآن، ما يثير الشكوك حول إمكانية التوصل إلى اتفاق في المدى القريب.

ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي قوله إن “حماس تتأخر في الرد رغم التنازلات الإسرائيلية”، وهو ما يعكس القلق الأمريكي من احتمال انهيار مسار التهدئة.

كارثة إنسانية تتفاقم في غزة

في ظل هذه التطورات، لا يزال الوضع الإنساني في غزة يتدهور بسرعة خطيرة، حيث تشير التقارير إلى وصول نسب الجوع وسوء التغذية إلى مستويات غير مسبوقة، نتيجة استمرار القصف وصعوبة إيصال المساعدات الغذائية والطبية إلى السكان المحاصرين.

ورغم تزايد الحديث عن فرص وقف إطلاق النار، لا تزال الصورة النهائية غير واضحة. فبين حرب استنزاف محتملة وخطة حصار ممنهج، تبقى حياة المدنيين في غزة تحت رحمة القرار السياسي، بينما يواصل القطاع معاناته تحت القصف والجوع والحصار.

اقرأ أيضا.. وصفوه بالمجنون بعد قصف سوريا.. هل ينقلب ترامب على نتنياهو؟

زر الذهاب إلى الأعلى