خطوة تصعيدية.. كوريا الشمالية تسرع إنتاج طائرات بدون طيار انتحارية

في عرْض صارخ للقدرات العسكرية المتنامية لكوريا الشمالية، أمَرَ كيم جونج أون بإنتاج كميات كبيرة من طائرات بدون طيار هجومية انتحارية، وهي الخطوة التي من المرجح أن تؤدي إلى تصعيد التوترات مع كوريا الجنوبية، بحسب ما نشرته صنداي تايمز.

يتضمن الإعلان، الذي صدر خلال اختبار حديث للطائرات بدون طيار، عرضًا مرعبًا حيث دمرت طائرة بدون طيار بنجاح سيارة صالون من طراز بي إم دبليو. ويبدو أن الاختبار، الذي استهدف أيضًا المركبات العسكرية، يرسل تحذيرًا مباشرًا إلى قادة كوريا الجنوبية، مسلطًا الضوء على إمكانية استخدام هذه الأسلحة في تنفيذ هجمات خفية ضد أهداف بارزة.

اختبار قاتل للتكنولوجيا الجديدة

أفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية التي تديرها الدولة في كوريا الشمالية (KCNA) بالاختبار، حيث حلقت طائرات بدون طيار على طول مسارات تكتيكية محددة مسبقًا وضربت أهدافها بدقة. تم تصميم الطائرات بدون طيار لضرب الأهداف البرية والبحرية، مما يُظهر تنوعها في سيناريوهات القتال المحتملة.

إن تدمير سيارة مدنية من طراز بي إم دبليو ــ وهو مشهد غير مألوف في كوريا الشمالية، حيث السيارات الخاصة نادرة ــ يشير إلى القصد وراء المظاهرة: تذكير بإمكانات التكنولوجيا الجديدة في اغتيال شخصيات رفيعة المستوى.

يأتي هذا التطور في أعقاب كشف كوريا الشمالية عن الطائرات بدون طيار في أغسطس، حيث يتكهن الخبراء بأن التصاميم ربما تم الحصول عليها من روسيا، بما يتماشى مع التعاون المتزايد بين كيم جونج أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتن. ويُعتقد أن روسيا ربما تلقت هذه التصاميم من الطائرات بدون طيار من إيران، التي يشتبه في أنها حصلت عليها من إسرائيل.

اقرأ أيضا: إيلون ماسك يعقد محادثات سلام سرية مع السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة

تحذير استراتيجي لكوريا الجنوبية

يعتقد الخبراء أن صور استهداف مركبة مدنية تؤكد التحذير الاستراتيجي الذي وجهته كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية. والرسالة واضحة: الطائرات بدون طيار الجديدة لديها القدرة على استهداف الأفراد المهمين خلسة، بما في ذلك الساسة أو غيرهم من الشخصيات المهمة.

سلط كيم جونج أون نفسه الضوء على الدور المتزايد للطائرات بدون طيار في الصراعات الحديثة، واصفا إياها بأنها “متطلب أساسي” للقوات العسكرية اليوم. إن تأكيده على بناء “نظام إنتاج متسلسل” لهذه الطائرات بدون طيار يشير إلى أن كوريا الشمالية على استعداد لتوسيع أسطولها الجوي بدون طيار بشكل كبير.

الشراكات الاستراتيجية والتوسع العسكري لكوريا الشمالية

يأتي هذا الإعلان في خضم العلاقات العسكرية المتنامية بين كوريا الشمالية وروسيا. فمنذ قمتهما العام الماضي، ورد أن كوريا الشمالية أرسلت أكثر من 1.5 مليون قذيفة مدفعية إلى روسيا، حيث تعمل الدولتان على تعزيز “شراكتهما الشاملة”.

يسلط خطاب كيم جونج أون حول “الصداقة النارية” بين النظامين الاستبداديين الضوء على تحالف ناشئ من المرجح أن يكون له عواقب جيوسياسية كبيرة.

بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار، اختبرت كوريا الشمالية أسلحة متقدمة أخرى في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك طائرة بدون طيار هجومية نووية تحت الماء مصممة لإنشاء “تسونامي إشعاعي”. وتشكل هذه التطورات جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا لكيم جونج أون لتحديث القدرات العسكرية لكوريا الشمالية وإظهار قوتها في المنطقة.

كوريا الجنوبية والتدابير المضادة والمخاوف المتزايدة

ردًا على التهديد المتزايد للطائرات بدون طيار، تعمل كوريا الجنوبية على تطوير التدابير المضادة، بما في ذلك الأسلحة الليزرية المتقدمة المصممة لتحييد الطائرات بدون طيار القادمة. يهدف نظام الأسلحة Block-I، الذي يستخدم كابلات الألياف الضوئية لتوليد شعاع ليزر قوي، إلى تعطيل محرك الطائرة بدون طيار أو بطاريتها، ومنع المزيد من الهجمات.

ومع ذلك، تظل قدرات الطائرات بدون طيار في كوريا الشمالية تشكل تحديًا كبيرًا، خاصة بالنظر إلى التقدم التكنولوجي المتزايد للنظام.

لقد أصبح الوضع أكثر توتراً في الأشهر الأخيرة، حيث أعربت كوريا الشمالية عن غضبها إزاء طائرات بدون طيار من كوريا الجنوبية تتسلل إلى مجالها الجوي لإسقاط دعاية مناهضة لكيم.

حذرت شقيقة كيم جونج أون، كيم يو جونج، من أن أي توغلات أخرى للطائرات بدون طيار من كوريا الجنوبية فوق بيونج يانج من شأنها أن تؤدي إلى “كارثة مروعة”، مما يشير إلى المخاطر العالية في هذه المواجهة المتزايدة التقلب.

إن انتشار الطائرات بدون طيار الانتحارية، وخاصة عندما ترتبط بدول مثل روسيا وإيران، يثير مخاوف كبيرة بشأن التأثيرات المزعزعة للاستقرار على الأمن الإقليمي والعالمي. ومع انتشار الطائرات بدون طيار في الصراعات العسكرية، فإنها توفر لدول مثل كوريا الشمالية وسيلة فعالة من حيث التكلفة ومتعددة الاستخدامات لإبراز القوة.

يشير التطوير المستمر لمثل هذه الأسلحة إلى تحول في طبيعة الحرب، حيث يمكن أن تصبح الهجمات البعيدة والدقيقة للغاية هي القاعدة وليس الاستثناء.

Back to top button