خطوة ردع ضد روسيا.. أمريكا تُعيد نشر قنابل نووية في بريطانيا لأول مرة منذ 17 عامًا

كشفت وسائل إعلام غربية عن قيام الولايات المتحدة بإعادة نشر أسلحة نووية في المملكة المتحدة، للمرة الأولى منذ عام 2008، في تطوُّر لافت يعكس التحولات الجيوسياسية المتسارعة في أوروبا.
وذكرت التقارير أن القنابل من طراز B61-12 تم نقلها إلى قاعدة “ليكينهِث” الجوية في مقاطعة سوفولك البريطانية، ضمن منشأة تخزين حديثة التحصين تم إعدادها خصيصًا لهذا الغرض.
أمريكا تنشر قنابل نووية في بريطانيا لمواجهة تهديدات روسيا
وتعد هذه الخطوة الأولى من نوعها منذ سحب القنابل النووية الأمريكية من الأراضي البريطانية بعد الحرب الباردة، في إطار جهود خفض الترسانة النووية في أوروبا.
لكنها تأتي اليوم وسط تصاعد حدة المواجهة بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أعاد إلى الواجهة ملفات الردع النووي والاستعدادات الاستراتيجية بين الضفتين.
عودة شبح الحرب الباردة إلى المشهد الأوروبي
وقد تزايدت المخاوف الغربية من التهديد الروسي في السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، وما تلاها من تصعيد غير مسبوق في اللهجة النووية للكرملين.
فقد لوّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارًا باستخدام السلاح النووي في حال تهديد “وحدة الأراضي الروسية”، كما نشرت موسكو منظومات صواريخ تكتيكية نووية على أراضي بيلاروسيا المتاخمة لحلف الناتو.
هذه التطورات دفعت واشنطن وشركاءها الأوروبيين إلى إعادة تقييم إستراتيجيات الردع النووي في القارة، بما في ذلك إعادة نشر القنابل النووية في مواقع سابقة، مثل بريطانيا، لتعزيز الجاهزية والتأكيد على التزام الحلف بالدفاع الجماعي ضد أي تهديد وجودي.
قنبلة B61-12.. سلاح نووي دقيق ومتعدد الاستخدامات
تُعد قنبلة B61-12 أحدث نسخة مطوّرة من سلسلة قنابل B61 النووية التكتيكية، وتتميز بإمكانية تعديل قوة تفجيرها بين 0.3 و50 كيلوطن، ما يمنحها مرونة تشغيلية بحسب طبيعة الأهداف. كما تم تزويدها بنظام توجيه بالقصور الذاتي والـ GPS، يجعلها أكثر دقة، ويُقلِّل من الأضرار الجانبية.
- القنبلة النووية الأمريكية B61-12
ويُمكن إطلاق B61-12 من مجموعة متنوعة من الطائرات المقاتلة، أبرزها F-35، ما يعزز قدرتها على التسلل خلف خطوط العدو وضرب أهداف استراتيجية بفعالية عالية.
التعاون النووي والعسكري بين بريطانيا وأمريكا: تحالف إستراتيجي راسخ
ترتبط لندن وواشنطن بعلاقات دفاعية استثنائية تُعد من بين الأقوى على مستوى العالم، وتشمل تبادل المعلومات النووية والتكنولوجيا العسكرية الحساسة، بموجب “اتفاقية الدفاع المشترك” الموقعة منذ عام 1958.
وتُشارك بريطانيا بشكل فعّال في برنامج المشاركة النووية لحلف الناتو، وتوفر أراضيها كبنية تحتية استراتيجية للانتشار الأمريكي في أوروبا. ويشمل التعاون أيضًا استضافة منشآت ومعدات نووية أمريكية، وتكامل القوات الجوية في المهام المشتركة، خاصة في ظل التهديدات الروسية المتزايدة شرقي القارة.
اقرأ أيضًا: “الديك الإسرائيلية” تفشل في غزة وتجد طريقها إلى جيوش أوروبا .. شاهد