خطوة غير مسبوقة.. العاهل المغربي يدعو لإلغاء شعيرة ذبح الأضاحي لهذا العام

وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس رسالة إلى المواطنين أمس الأربعاء، يدعوهم فيها إلى عدم القيام بشعيرة ذبح أضحية العيد هذا العام، نظراً للتراجع في أعداد الماشية والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بذلك.
إعلان رسمي بإلغاء ذبح الأضاحي
أعلنت المملكة المغربية رسمياً إلغاء شعيرة ذبح أضحية عيد الأضحى لهذا العام، في خطوة تهدف إلى حماية القطيع المتبقي من الماشية والحفاظ عليه في ظل النقص الحاد الذي تعاني منه البلاد.
وتم الإعلان عن القرار مساء الأربعاء، حيث تلا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، نص رسالة الملك خلال نشرة الأخبار الرئيسية على القناة التلفزية “الأولى”.
دلالات دينية وتحديات اقتصادية
أكد الملك محمد السادس في رسالته أن عيد الأضحى ليس مجرد مناسبة دينية، بل يحمل دلالات قوية تعكس ارتباط الشعب المغربي بالدين الإسلامي وتعزز الروابط الاجتماعية.
لكنه شدد في المقابل على ضرورة مراعاة التحديات المناخية والاقتصادية التي أثرت بشكل كبير على أعداد الماشية، ما يجعل الإصرار على الذبح هذا العام عبئًا إضافيًا، خاصة على الأسر ذات الدخل المحدود.
اقرأ أيضا … بعد إزاحة المغرب.. مصر الثانية إفريقيا في إنتاج الكهرباء من الرياح
ذبح الأضاحي سيكون باسم الأمة
أوضح الملك في رسالته أن المغرب يسعى إلى إقامة الشعائر الدينية وفق ما تتطلبه الضرورة والمصلحة الشرعية، مستشهداً بالآية الكريمة: “وما جعل عليكم في الدين من حرج”.
كما أعلن أنه سيقوم بذبح الأضحية نيابة عن الشعب المغربي، اقتداءً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ضحى بكبشين وقال: “هذا لنفسي وهذا عن أمتي”.
حيث قال العاهل المغربي في ختام رسالته للشعب: “سنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا وسيرا على سنة جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، عندما ذبح كبشين.
وقال: ’هذا لنفسي وهذا عن أمتي‘، شعبي العزيز، نهيب بك أن تحيي عيد الأضحى إن شاء الله وفق طقوسه المعتادة ومعانيه الروحانية النبيلة وما يرتبط به من صلاة العيد في المصليات والمساجد وإنفاق الصدقات وصلة الرحم، وكذا كل مظاهر التبريك والشكر لله على نعمه مع طلب الأجر والثواب”.
اقرأ أيضا .. المغرب يدعو إلى عدم ذبح الأضاحي.. أبرز ما تناولته الصحف العربية والعالمية الخميس 27 فبراير
تداعيات القرار على قطاع الماشية
يأتي هذا القرار في سياق جهود المغرب للتعامل مع التحديات البيئية والاقتصادية التي أثرت على قطاع الثروة الحيوانية، حيث يعاني مربو الماشية من تداعيات الجفاف وارتفاع تكاليف العلف.
وأعرب العديد من المربين عن مخاوفهم من أن يؤدي هذا القرار إلى تدهور أوضاعهم الاقتصادية وزيادة الأعباء عليهم.
يظل هذا القرار استثنائياً في ظل الظروف الحالية، مع تأكيد السلطات المغربية على أهمية التضامن بين المواطنين لعبور هذه الأزمة بأقل الأضرار الممكنة.