سياسة

خطوة مصر الاستراتيجية في القرن الأفريقي.. القاهرة تنجح حيث فشلت أنقرة

تعكس هذه الخطوة الجريئة جهود القاهرة لإعادة تشكيل استراتيجيتها الإقليمية، وخاصة على خلفية مشروع سد النهضة المثير للجدل في إثيوبيا والمخاطر الجيوسياسية الأوسع في البحر الأحمر والقرن الأفريقي

القاهرة -(خاص عن مصر)- أثار انخراط مصر في منطقة القرن الأفريقي جدلاً واسع النطاق، وخاصة في أعقاب القمة الأخيرة التي عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الصومالي الشيخ محمود والرئيس الإريتري أسياس أفورقي في أسمرة بإريتريا، وفقا لتحليل هيثم الزبيدي، المنشور في موقع موقع اتالاير الإسبانى.

تعكس هذه الخطوة الجريئة جهود القاهرة لإعادة تشكيل استراتيجيتها الإقليمية، وخاصة على خلفية مشروع سد النهضة المثير للجدل في إثيوبيا والمخاطر الجيوسياسية الأوسع في البحر الأحمر والقرن الأفريقي.

طموحات مصر

نهج مصر تجاه الصومال وإريتريا يشبه محاولات تركيا لتوسيع نفوذها في منطقة القرن الأفريقي. ويبدو أن مصر عازمة على فرض نفوذها في المنطقة، على الرغم من الصعوبات التي واجهتها تركيا.

من خلال نشر القوات المصرية وتسليم الأسلحة للقوات الصومالية، تهدف القاهرة إلى استبدال الوجود التركي ومواجهة النفوذ المتزايد لإثيوبيا.

أقرا أيضا.. ثونيس Thunes توسع خدمات الدفع عبر الحدود في مصر 

الديناميكيات المعقدة لإريتريا والصومال

إن أحد الاختلافات الرئيسية بين مشاركة مصر في إريتريا وعلاقتها بالسودان يكمن في الطبيعة غير المتوقعة للسياسة الإريترية، وخاصة في عهد الرئيس أفورقي. فمعروف عنه نهجه الانتهازي والأنانية، فقد خان أفورقي حلفاءه السابقين في كثير من الأحيان، وهو النمط الذي يثير المخاوف بشأن متانة أي تحالف بين القاهرة وأسمرة.

على النقيض من السودان، حيث ترسخ نفوذ مصر منذ فترة طويلة، تمثل إريتريا شريكًا أكثر تقلبًا. وربما يكون تحالف أفورقي مع مصر أكثر من مجرد إثارة عداوة إثيوبيا بدلاً من صياغة تحالف استراتيجي حقيقي طويل الأجل.

إثيوبيا وسد النهضة: جوهر استراتيجية مصر

في قلب مشاركة مصر المتجددة في القرن الأفريقي يكمن نزاعها المستمر مع إثيوبيا بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير. لسنوات، سعت مصر إلى الضغط على إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق مواتٍ بشأن السد، الذي تعتبره القاهرة تهديدًا مباشرًا لحصتها من مياه النيل.

إن اللقاء بين السيسي وأفورقي ومحمد يشير إلى جهد منسق لممارسة الضغط على إثيوبيا، سياسيا وعسكريا. لكن مشاركة مصر في الصومال وإريتريا محفوف بالمخاطر. ففي حين سهلت الروابط التاريخية والجغرافية بين مصر والسودان على القاهرة الانخراط في الصراع الأهلي المستمر في السودان، فإن الصومال وإريتريا تقدمان تحديات مختلفة تماما.

وبحسب تحليل هيثم الزبيدي، رئيس تحرير دار العرب للنشر، إعادة تقييم مصر الاستراتيجية في منطقة القرن الأفريقي تأتي في الوقت المناسب وهي ضرورية، نظراً للنفوذ المتزايد لإثيوبيا والديناميكيات المتغيرة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

زر الذهاب إلى الأعلى