خط ساخن يجمع تركيا وإسرائيل في سوريا.. ما القصة؟

في تحول إقليمي لافت، كشفت تقارير صحفية عن تقدم في التنسيق الأمني بين تركيا وإسرائيل داخل الأراضي السورية، في خطوة تهدف لتفادي الصدامات العسكرية المحتملة بين الجانبين، خاصة في مناطق النفوذ الإيراني.

خط اتصال مباشر بين إسرائيل وتركيا على مدار الساعة

بحسب ما أورده موقع “ميدل إيست آي”، تم إنشاء خط ساخن مباشر بين القيادتين العسكريتين لتركيا وإسرائيل، يعمل على مدار 24 ساعة، بهدف حل أي تعقيدات أو احتكاكات عسكرية قد تطرأ في سوريا، وتحديدًا في المناطق الحساسة التي تعمل فيها القوات من كلا البلدين.

المحادثات، التي وصفت بأنها “إيجابية”، جاءت بعد أربع جولات تفاوض سرية جرت في العاصمة الأذربيجانية باكو، ويُتوقع عقد جولة خامسة خلال الأسابيع المقبلة، وسط مساعٍ للوصول إلى اتفاق أوسع لتنسيق العمليات العسكرية وتفادي التصعيد.

تنسيق بين إسرائيل وتركيا في جنوب سوريا

ونقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن مصادر عسكرية أن تل أبيب تمسكت بموقفها القاضي بإبقاء الجنوب السوري خالياً من التواجد العسكري التركي أو الإيراني، مشيرة إلى وجود تفاهمات عملية مع الجانب التركي بهذا الشأن.

وأكدت المصادر أن إسرائيل تشعر بالارتياح النسبي لنشر تركيا قوات برية تشمل دبابات ومشاة في بعض المناطق السورية، شريطة ألا تشكل هذه القوات تهديداً لعمليات سلاح الجو الإسرائيلي، أو تُجهّز بمعدات قد تكشف تحركات الطائرات الإسرائيلية.

“خط النخيل” وتدمر في صلب المحادثات بين تركيا وإسرائيل

ووفق مصادر مطلعة على سير التفاوض، يُركّز جزء كبير من النقاشات على ما يُعرف بـ”خط النخيل”، وهو منطقة استراتيجية قرب مدينة تدمر، تضم قاعدة تي فور الجوية التي استخدمها “الحرس الثوري” الإيراني سابقًا كجزء من ممرات دعم “حزب الله” في لبنان، والتي تعرضت لقصف إسرائيلي متكرر.

المصادر ذاتها أوضحت أن الجدل الأساسي يدور حول المواقع التي قد تنشر فيها أنقرة أنظمة الدفاع الجوي والرادارات، دون أن تؤثر على المجال الجوي الإسرائيلي أو ترصد عملياته في العمق السوري.

انتشار تركي محدود شمال تدمر

وكشفت مصادر “ميدل إيست آي” أن تركيا عرضت نشر قواتها شمال مدينة تدمر، بما في ذلك مركبات مدرعة ومشاة، على أن تمتنع عن تركيب منظومات دفاع جوي أو محطات رادار يمكن أن تُستخدم في تتبع الطائرات الإسرائيلية.

ويبدو أن هذا الطرح حظي بموافقة إسرائيلية مبدئية، إذ لم تعترض تل أبيب على الانتشار التركي، طالما أنه لا يُهدد حرية تحركها الجوي أو يستهدف مصالحها الأمنية.

زيارات استطلاعية وقصف إسرائيلي

المصادر كشفت أيضاً أن وحدات تركية عسكرية زارت ثلاث قواعد قرب تدمر الشهر الماضي، بهدف تقييم جاهزيتها لنشر القوات، ضمن اتفاق دفاع مشترك محتمل مع الحكومة السورية المؤقتة. لكن الغارات الإسرائيلية الأخيرة دمرت تلك المواقع وجعلتها غير صالحة للاستخدام العسكري، ما دفع أنقرة لإعادة تقييم خياراتها.

مواجهة النفوذ الإيراني أم شراكة استراتيجية؟

تشير المعطيات إلى أن التقارب العسكري بين تركيا وإسرائيل يحمل أبعاداً أعمق من مجرد منع الاحتكاك، إذ يبدو أنه يأتي ضمن ترتيبات إقليمية جديدة لمواجهة النفوذ الإيراني في سوريا، خاصة مع انسحاب طهران التدريجي من بعض النقاط إثر الضربات الإسرائيلية المتكررة.

كما يرى محللون أن التفاهمات بين الجانبين قد تفتح الباب أمام تحالف غير معلن في الملف السوري، في ظل تقاطع مصالح الأمن القومي لكل من تركيا وإسرائيل في مواجهة التمدد الإيراني، وتفادي التصادم الميداني في الوقت نفسه.

اقرأ أيضا

غضب دولي ضد تل أبيب| كيف استقبل العالم استهداف إسرائيل لـ الوفد الدبلوماسي؟

زر الذهاب إلى الأعلى